أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نهاد الجريري)

نشرت مؤسسة البيان للإعلام الإسلامي، وهي مؤسسة تابعة لإعلام القاعدة تختص فيما يُعرف بـ”الجهاد الشامي،” بياناً موقعاً باسم أبي محمد السوداني، القيادي في حرّاس الدين، يتهم أطرافاً لم يسمّهم باستفزاز حرّاس الدين ومحاولة طردهم من مقارّهم.

البيان لا يحمل شعار حرّاس الدين المعهود، ونُقل من حساب خاص وغير معروف. مؤسسة شام الرباط هي القناة الرسمية لنقل أخبار حرّاس الدين. 

فهل صيغ البيان على عجل؟ ربما. قبل دقائق من بثّ هذا البيان منتصف الليل، نقل حساب على التلغرام باسم (مزمجر الثورة) مختص بفضح فساد هيئة تحرير الشام، أن “أمنيي الجولاني استقدموا رتلاً إلى أرمناز (غرب إدلب) يريدون طرد حراس الدين من المنطقة بالكامل دون أي مشكلة أو حدث أو شكوى.” وأضاف أن التوتر ظلّ “قائماً” بالرغم من أن الأمنيين غادروا بعد استحكام الحرّاس. 

ملخص البيان

البيان المنسوب إلى حرّاس الدين لم يذكر أي جهة على وجه التحديد واكتفى بالإشارة إلى “مجاهدين” و”فصائل.” أهم ما جاء فيه: 

  • الشكوى من “التحريض والتأليب” ضدهم من جانب “بعض المغرضين وغير المبالين بمصير الساحة” الذي يقومون بـ”مضايقة واستفزاز” عناصرهم في مقراتهم ومحاولة إخراجهم من بعض المناطق.
  • الإشارة إلى هؤلاء “المغرضين” بـ “المحسوبين على المجاهدين”، ولكن مرة أخرى من دون أن يُسمّي الجولاني وأمنييه. 
  • الدعوة إلى تحكيم الشريعة في أي خلاف مع أي طرف آخر
  • دعوة “عقلاء الفصائل” إلى التدخل لإيقاف هذه الممارسات 
  • التذكير بأن الحرّاس لم يتدخلوا في أي قتال داخلي
  • دعوة “العقلاء” إلى الاجتماع “لترتيب الصف الداخلي” والتفرغ لقتال النظام السوري 
  • استنكار “بعض الأصوات” التي تتعالى “لفتح معابر تخفف وتفرّج عن النظام” مقابل وجود “تضييق” على المقاتلين أمثالهم

كانت هيئة تحرير الشام تراجعت يوم السبت عن قرار فتح معبر سراقب الذي يصل إدلب بمناطق النظام. وقالت في تبرير تراجعها إنها استمعت إلى وجهات نظر أخرى واقتنعت بها. المعارضون رفضوا فتح المعبر على أساس أنه يمنح “رئة” للنظام السوري، ويهدد بانتشار فيروس الكورونا من مناطق النظام الموبوءة. 

أبو محمد السوداني الذي وُقّع باسمه البيان هو شرعي مثل الحرّاس في لجنة تحاكم تشكلت في نوفمبر ٢٠١٨ للبتّ في خلافات وقتئذ مع الجولاني. مثّل الهيئة وقتها أبو مالك الشامي (التلي). 

الخلاف بين الجولاني وحرّاس الدين

ترددت في الآونة الأخيرة أن الجولاني لم يستطع بعد إقناع “جماعته” بالتخلص من حرّاس الدين. عباس شريفة، الباحث السوري، قال لبرنامج مرصد الجهادية (الحلقة ٣٢) إن الآخرين لا يرون أن ثمة مسوّغ لقتال الحرّاس “الآن” حيث أنهم لم يأتوا بأي فعل ضد الهيئة، وحيث أنهم ملتزمون بمناطقهم.

في مقابلة أجراها الجولاني في فبراير الماضي مع مركز الأزمات الدولي، وهو مؤسسة لها فروع في أوروبا وأمريكا، قال عن علاقة الهيئة بحرّاس الدين إنه تمكّن من احتوائهم؛ فاشترط لوجودهم في المنطقة تجريدهم من أي شكل من الحكم أو السلطة فلا محاكم لهم ولا قضاء. 

تلك المقابلة كانت رسالة واضحة للمجتمع الدولي أن الجولاني قادر على استثمار الحرّاس كورقة ضغط باتجاه أي حلّ في المنطقة؛ فإمّا يحتويهم ويذيبهم أو يثيرهم ويتركهم يعيثون في الأرض. 

الحرّاس في الأصل جزء من الهيئة؛ انشقوا عن الجولاني عندما أعلن فك الارتباط مع القاعدة في يوليو ٢٠١٦ وغيّر مسمى التنظيم من جبهة النصرة إلى جبهة فتح الشام آنذاك.

في أوائل ٢٠١٨ أعلن عن جسم اسمه حرّاس الدين الذي ظلّ موالياً للقاعدة وضمّ في كتلته التأسيسية مقاتلين عرباً وخاصة أردنيين مثل سامي العريدي أبو محمود الشامي، خالد العاروري أبو القسام الأردني، إياد الطوباسي أبو جليبيب الأردني، ساري شهاب أبو خلاد المهندس وبلال خريسات أبو خديجة الأردني. ويعتبر أبو همّام الشامي (أو فاروق السوري) قائداً للمجموعة. 

منذ ذلك الوقت قامت الهيئة باعتقالات في صفوف الحرّاس. حتى إنها اعتقلت سامي العريدي نفسه. ولاحقاً اتهمت بتصفية قياداتهم في غارات ومفخخات. كان آخرهم بلال خريسات أبو خديجة؛ الذي اغتيل في ٢٢ ديسمبر ٢٠١٩، في هجوم بطائرة مسيّرة استهدفت سيارته في بلدة ترمانين شمال غرب إدلب. خريسات كان من أوائل المنشقين عن الجولاني لتأسيس حرّاس الدين. 

في آب من نفس العام، قُتل أبو خلّاد المهندس، ساري شهاب الأردني، في تفجير سيارة مفخخة في إدلب.المهندس كان مقرباً من الظواهري وكان من بين خمسة قياديين قاعديين أطلقت إيران سراحهم في صفقة مع فرع القاعدة في اليمن عام ٢٠١٥. الأربعة الآخرون كانوا: خالد العاروري وهو أردني،  وأبو الخير المصري، وسيف العدل، وأبو محمد المصري. 

قبل ذلك بشهر، قتل  ثلاثة قياديين من بينهم قاضي الحدود والتعزيرات “أبو عمر التونسي”، في غارة لقوات التحالف الدولي على مقر اجتماع قياديين للتباحث في خلافات داخلية بين أعضاء الحرّاس.

وفي ديسمبر ٢٠١٨ قُتل أبو إياد الطوباسي، أبو جليبيب، في ظروف غامضة في درعا التي غادر إليها بعد انشقاقه عن الجولاني.

وحرّض المؤمنين

بالرغم من كل شيئ، التزم الحرّاس بقتال النظام السوري ضمن ما يُسمى “غرفة عمليات وحرّض المؤمنين” التي تضمّ فصائل معارضة للهيئة مثل أنصار التوحيد، جبهة أنصار الإسلام وجبهة أنصار الدين. وكثيراً ما يقاتلون على نفس الجبهة مع الهيئة أو على الأقل تُجيّر نفس الأخبار لكلا الطرفين. 

مصدر الصورة: شعار حرّاس الدين

للمزيد: 

الجولاني تلاعب بقادة حراس الدين ومقتل بلال خريسات ضربة موجعة للتنظيم

مرصد الجهادية حلقة 14: ماذا قال أنصار داعش عن الخليفة الجديد؟