تعاني شبكة الكهرباء غير المستقرة في سوريا من انقطاع بعد توقف حقول الغاز عن العمل لأسباب أمنية، وهي أحدث حلقة في سلسلة من الحوادث الغامضة التي أصابت قطاع النفط في البلاد.

وقد أعلنت وزارة النفط يوم الأحد عن توقف عدد من الآبار في حقلي غاز حي والشعار عن العمل بسبب “الوضع الأمني” في المنطقة الصحراوية وسط البلاد.

ولم تصرح وزارة النفط بمزيد من التفاصيل حول طبيعة الوضع الأمني الذي تسبب في توقف حقول الغاز عن العمل، موضحة فقط أن الوضع الأمني سيتسبب في تعطيل شبكة الكهرباء في البلاد.

في غضون ذلك، أصدر مكتب رئيس الوزراء بياناً يوضح بأن تغطية الكهرباء ستنخفض بنسبة 30% في سوريا بسبب نقص في إمدادات الغاز.

وكانت قد تعرضت شبكة الكهرباء في سوريا لانتقادات شديدة خلال فترة الشتاء الماضي، حيث تزايدت شكاوى السكان من انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر في جميع أنحاء البلاد.

في غضون ذلك، وعد المسؤولون خلال الأسابيع الأخيرة بعلاج مشكلة انقطاع الكهرباء هذه،حيث ينخفض استهلاك الطاقة الكهربائية خلال فترات الطقس الدافئ.

تأتي أزمة شبكة الكهرباء هذه وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية في سوريا، ما يهدد معيشة السكان، في الوقت الذي يحاول النظام فيه احتواء فيروس كوفيد-19.

هناك الكثير من الغموض حول ادعاء النظام السوري بأن الوضع الأمني عرقل إنتاج الغاز، حيث لم تذكر وسائل الإعلام السورية أي هجمات أخيرة بالقرب من حقلي غاز حي والشعار الواقعين شمال غرب تدمر.

خلال شهري كانون الأول / ديسمبر 2019 وشباط / فبراير2020، تضررت مصفاة حمص ومنشآت الغاز الطبيعي في الصحراء الوسطى بسبب الهجمات الإرهابية، وفقاً للنظام السوري.

وأعلنت وزارة النفط السورية أن هجمات ديسمبر نتجت عن عدد من الهجمات شبه المتزامنة شنتها طائرات بدن طيار دون التطرق لذكر الطرف المتسبب بالهجوم.

ولا يقتصر التخريب الغامض للمنشآت النفطية السورية على المنطقة الصحراوية فحسب، حيث تم تعطيل خط الأنابيب تحت الماء المستخدم لجلب النفط من ناقلات النفط إلى مصفاة بني ياس مؤقتًا في هجومين منفصلين في يونيو 2019 ويناير 2020.

وقال مسؤول في الشركة السورية لنقل النفط والتي تديرها الدولة أن هجوم خط الأنابيب الذي حصل في يونيو 2019 كان عملية احترافية، واضعاً أحتمالية أن الهجوم كان بالتنسيق مع دولة أجنبية من أجل إرسال رسالة إلى دمشق.

(Photo by Andrei GryaznovTASS via Getty Images)