أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نهاد الجريري) 

ذكر ناشطون في “اعتصام الكرامة” على الطريق الدولي الواصل بين حلب واللاذقية المعروف باسم M4 أنهم عادوا إلى النقطة التي طردهم منها الجيش التركي صباح اليوم الاثنين.

الصور المنشورة على صفحات الاعتصام والناشطين على التلغرام تُظهر المعتصمين وهم يعيدون نصب خيامهم، ويلتفون في حلقات الدبكة. وفي صور أخرى يظهروا قعوداً يحملون علم الثورة ومن خلفهم الجيش التركي بآلياته وعتاده. 

في صباح اليوم، قامت قوة عسكرية تركية كبيرة من جيش وشرطة بفض نقطة مركزية للمعتصمين الذين بدأوا اعتصامهم في ١٣ مارس احتجاجاً على اتفاق الهدنة الروسي التركي المُبرم بتاريخ ٥ مارس ٢٠٢٠ والذي يقضي بوقف القتال في المنطقة وتسيير قوات مشتركة على الطريق الاستراتيجي. المعتصمون يرفضون تسيير الدوريات الروسية باعتبارها دوريات “احتلال.” 

النشطاء قالوا إن الجيش التركي استخدم الغاز المسيل للدموع، من دون أن يوضحوا ما إذا وقعت إصابات. الصور والفيديوهات التي تمّ تداولها من هناك ظهر فيها الناشطون والإعلاميون وهم يتجولون بحريّة بين نقاط تمركز الجنود الأتراك. 

التوتر بين الفصائل المقاتلة في إدلب

لكن القصة الحقيقة كانت في مكان آخر، فقد اندلع توتر بين هيئة تحرير الشام وفيلق الشام – أحد مكونات الجبهة الوطنية للتحرير التي اندمجت مع الجيش الوطني السوري بقيادة سليم إدريس في أكتوبر الماضي. لهيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية تاريخ من التوتر والاقتتال الداخلي لكن هذا لم يمنع أن يقاتل الطرفان جنباً إلى جنب في نفس الجغرافيا. 

حسابات على التلغرام نقلت أن عناصر من فيلق الشام شاركوا مع الجيش التركي في فض اعتصام ألـ M4. وليس واضحاً ما إذا كان هذا هو السبب في أن اعتقلت الهيئة قيادياً في الفيلق، الذي ردّ باعتقال مقاتلين تابعين للهيئة كانوا متوجهين إلى الجبهة ضد النظام السوري. 

وهذه ليست المرة الأولى التي يشتبك فيها عناصر الهيئة مع الفيلق. في نوفمبر الماضي، طوّقت الهيئة بلدة كفرتخاريم، إحدى معاقل الفيلق، وقصفتها بالرشاشات في مواجهة بسبب “زكاة الزيتون.” 

ردود الفعل

في ردود الفعل على اقتحام الاعتصام، لفت موقف معارضي هيئة تحرير الشام والذين اختلفوا مع الهيئة أساساً على مسألة التعامل مع الأتراك. فهم يرون الأتراك محتلين كما الروس ويرفضون التعامل معهم. ومن أمثال هؤلاء أبو اليقظان المصري وطلحة المسير. 

حسابات المعارضين علّقت بداية بالقول: “هذا المصير المتوقع منذ دخول الجيش التركي ولكن كنتم تحاولون أن تخدعوا أنفسكم.” ولاحقاً علّقوا: “لسنا مع الهيئة ولكن سنقف ضد كل من سيساند الجيش التركي الذي يريد إدخال الروس إلى المحرر.” 

اعتصام الكرامة

إلى اليوم لم يتمّ اعتراض الاعتصام لا من جانب الأتراك ولا الروس ولا حتى هيئة تحرير الشام (الجولاني) التي تسيطر على حلب وريفها. حتى إن ناشطين أشادوا بالتعاون التركي معهم. صفحة يديرها الناشط إبراهيم أبو تائب على التلغرام ظهرت فيها صور لقوات تركية مع تعليق “الجيش التركي متعاون مع المعتصمين لأنه يعلم معنى مطالبهم بالحرية والكرامة.” وذكروا أيضاً أنهم حققوا اختراقاً عندما أعلن “المحتل الروسي” عن “تقصير مسار أول دورية على طريق حلب اللاذقية الى ما دون ٥٠٠ متر،” وكان ذلك في ١٥ مارس ٢٠٢٠. 

وهيئة تحرير الشام لم تعلّق الاعتصام ضمن الإجراءات الاحترازية التي أعلنتها الأسبوع الماضي لمواجهة انتشار فيروس الكورونا ومنها فضّ التجمعات الكبيرة كالأسواق وحتى المساجد. وفي بداية الاعتصام تساءل معارضو الهيئة مثل عصام الخطيب (أبو أحمد أشداء) عن سبب دعم الهيئة للاعتصام وقال: “لماذا يشجع أتباع الجولاني وإعلامه الرديف الاعتصام على الأتستراد ولماذا يروجون له ويدعمونه؟ الجواب واضح: فهو سيدعم ويروّج لأي نشاط أو حراك يلهي الناس ويلفتهم عن واجب وقتهم الذي هو العمل على جمع الكلمة من خلال إسقاط الظلمة والفسدة وهو منهم بل وأولهم.” 

وكانت هيئة تحرير الشام نشرت بياناً في ٧ آذار رفضت فيه الهدنة التركية الروسية. الهيئة شكرت تركيا في ذلك البيان لكنها قالت إنها ستواصل القتال ولن تلتزم بالهدنة. 

مصدر الصورة: صفحة “اعتصام الكرامة|الثورة مستمرة” على التليغرام

للمزيد: 

لماذا صبّت هيئة تحرير الشام غضبها على مدينة كفرتخاريم؟