أخبار الآن | تونس (رويترز)

كان عمار جويني متفائلاً بدخول العام الجديد، ويأمل أن يشهد انتعاشاً لمبيعات محله، الذي يبيع تذكارات للسائحين، بعد تعافي قطاع السياحة التونسي نسبياً في الآونة الأخيرة من سنوات وجع سببته هجمات المتشددين عام 2015.

لكن أحلام جويني ذهبت أدراج الرياح مع زيادة إلغاء الحجوزات بسبب فيروس كورونا، فبدأ يفكر بإغلاق محله، الكائن في منتجع شاطئي بمنطقة الحمامات الشهيرة، والبحث عن عمل جديد هذا الموسم.

وقال جويني “بالنسبة لهذا الوقت ليس لدينا حرفاء (زبائن)إطلاقاً، نحن نفكر في إغلاق هذا المحل، وأنا عن نفسي أفكر في تغيير هذه المهنة لأستطيع العيش، والسبب ليس هناك حرفاء، هناك إلغاء للحجوزات، الطائرات متوقفة وذلك بسبب هذا الوباء المتفشي، عافانا وعافاكم الله”.

وكانت تونس تستعد لموسم سياحي قياسي من حيث عدد الزوار، يأمل السياسيون أن يعوض عن الكآبة في قطاعات الاقتصاد الأخرى. لكن رئيس الوزراء إلياس الفخفاخ قال الأسبوع الماضي إن النمو الاقتصادي المتوقع انخفض إلى واحد في المئة من 2.7 في المئة، مشيرا إلى الفيروس.

وفي ضربة أخرى لصناعة السياحة، أعلنت تونس أنها ستطلب من جميع الوافدين من الخارج فرض العزل الذاتي لمدة أسبوعين.

وتمثل عائدات السياحة نحو عُشر الاقتصاد التونسي، وهي ثاني أكبر قطاع توظيف بعد الزراعة، كما توفر مصدرا مهمًا للعملة الصعبة.

وتسبب الانهيار الذي أعقب هجمات 2015 في تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى نصف في المئة في ذلك العام من النسبة التي كانت متوقعة، وكانت ثلاثة في المئة.

وساهم ذلك في انخفاض حاد في قيمة العملة التونسية العام التالي ومشكلات اقتصادية مستمرة.

ووافقت تونس على برنامج قرض عام 2016 مع صندوق النقد الدولي لكنه سينتهي في أبريل نيسان. وتحاول الحكومة الجديدة، التي تم الاتفاق عليها في فبراير شباط بعد أشهر من الجدل التفاوض على بديل الآن.

ويبعد متجر جويني، الممتلئة رفوفه بنماذج صغيرة لإبل مصنوعة من القش وقطع فخار مطلية وقمصان وطرابيش حمراء وبطاقات بريدية، عن العمل الوحيد الذي يواجه أوقاتاً صعبة في الحمامات حيث تمتد المنتجعات على طول الشاطئ الرملي على جانبي المدينة الجميلة المسورة وقلعتها.

وبينما كان جويني يتحدث، كان بائعو هدايا تذكارية آخرون يلعبون كرة القدم في الشارع، فمتاجرهم دون زبائن. وفي الجوار جلس رمضان جلاسي مع عربة تجرها الخيول، في انتظار زبون.

وقال إنه لا يكسب أكثر من عشرة دنانير (3.50 دولارات) في اليوم ولديه ثلاثة أبناء.

وأضاف “ليس هناك سياحة، هذا المرض كان وقعه مريعا على الناس، الناس لم تعد تستطيع أن توفر الأكل للأحصنة، الناس محتاجة ولا يعرفون أين ستأخذهم هذه الأزمة.

“عندما أجني 10 دنانير (نحو 3.5 دولار) هل سأشتري الأكل لأبنائي أو لهذه الأحصنة، لم أعد أستطيع، هذه الأزمة قد أثرت على كل الناس”.

وقال سائح فرنسي يدعى هنري اريافيتي “أنا أعتقد أننا لا يجب أن نشعر بالذعر بسبب هذا المرض، إنه موجود ويجب أن نكون حذرين ولكن يجب ألا نتوقف عن الحياة، الحياة هبة من الله ويجب أن نواصل عيشها”.

وسجلت تونس 13 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، معظمها لوافدين حديثا من الخارج. وأغلقت المدارس قبل عطلة الربيع المقررة كما أوقفت بعض السفر الدولي.

وقال سمير نصير، المدير العام لنُزُل صدربعل إن حجوزات الربيع في الفندق، أحد أفخم فنادق مدينة الحمامات، تبلغ 15 في المئة، أي نحو ربع المعدل المعتاد في شهر مارس آذار.

وقال “هناك نوع من الركود يجب قول هذا الأمر، ثمة العديد من الحجوزات تم إلغاؤها، خاصة الحجوزات اللي تهم المجموعات الكبيرة اللي جايين في إطار مؤتمر أو في إطار تجمع كبير”.

وأضاف نصير، “تصور اليوم الشيء اللي يحصل في إيطاليا وفرنسا من جراء هذا الوباء وكل البلدان التي نتعامل معها في القطاع السياحي متأثرون بهذا الوباء ولكن هناك تفاؤل دائما موجود لأن هذا الوباء لا يعيش في درجة حرارة عالية وإن شاء الله بقدرة الإله نتصور الأزمة في بداية شهر ماي (مايو أيار) ستُحل”.

لكن بالنسبة لجويني، وهو أب لطفلين، فإن التوقعات غير مبشرة. وقال إن الأمر سيكون معقدا له وأُسرته لأن هذا هو المصدر الوحيد لكسب قوتهم.

مصدر الصورة: REUTERS

اقرأ المزيد:

اغلاق الاماكن العامة غير الضرورية في المغرب خوفا من تفشي كورونا