أخبار الآن | مصر (رويترز)

صمم باحثون في جامعة النيل المصرية نموذجا أوليا لقناة مغطاة بعوامات بلاستيكية مجهزة بألواح شمسية بهدف خفض مستويات البخر والحفاظ على المياه، لاستخدامها في تعزيز قطاع الزراعة أو إنتاج الطاقة.

ومن خلال تغطية أجزاء من المجاري المائية بعوامات بلاستيكية مزودة بألواح شمسية، قدر المهندسون العاملون في المشروع أن من الممكن توفير ملايين الأمتار المكعبة من الموارد الثمينة كل عام.

وعلى مدى ثمانية أشهر، بنى الباحثون قناة شمسية على غرار مشروع مفيض توشكى في صعيد مصر وهو عبارة عن شبكة من البحيرات التي بنيت في التسعينيات بهدف ري مساحات شاسعة من الصحراء القاحلة واستخدامها في الزراعة.

وتقول المهندسة سارة عبد القادر: “بالتالي إحنا المشروع بتاعنا بيهدف لأن إحنا نقلل البخر إللي بيطلع أو إللي بيضيع بسبب درجة الحرارة العالية خصوصا في توشكى إللي هي أصلا دي الحالة (بالانجليزية) بتاعتنا إن إحنا بنشتغل على قناة الشيخ زايد في توشكى فبالتالي عن طريق تقليل البخر ده نقدر نقلل كمية مياه تقدر تُستهلك بعد كده بس إزاي؟ عن طريق إن إحنا نغطي المسطح المائي. وبما إن إحنا هنغطي المسطح المائي ف إحنا قولنا إحنا ليه مانستغلش تغطية المسطح المائي إننا كمان نولد طاقة شمسية ففكرنا إن إحنا بعد ما نغطي المسطح المائي بتاعنا نقدر نحط عليه… خلايا شمسية لتوليد الطاقة…”

واشتمل البحث أيضا على دراسة عن بحيرة ناصر، وهي بحيرة صناعية عملاقة بنيت ببناء السد العالي في أسوان وتغذي بحيرات توشكا.

وتقدر الباحثة الرئيسية الدكتورة شيرين البرادعي إنه في ظل هذا النموذج، سيتم توفير 4.5 مليون متر مكعب من المياه سنوياً نتيجة لتغطية نصف قناة الشيخ زايد الرئيسية التي يبلغ طولها 50 كيلومترا في توشكى.

كما يمكن توليد ما بين 500 إلى 1000 كيلو واط من الطاقة المتجددة سنويا.

وتقول الدكتورة شيرين “المشروع دا معمول أو مطبق على قناة الشيخ زايد في توشكى. القناة الرئيسية في توشكى وقدرنا نوفر لو إحنا غطيناها كلها حوالي ٩ مليون متر مكعب من المياه في السنة. لكن طبعا منقدرش نغطي القناة كلها لأن لو غطيناها كلها جودة ونوعية المياه هتختلف وممكن دي تعمل مشاكل ف إحنا بندرس الجديد اللي في المشروع ده إللي إحنا بندرسه هو أيه المسافات إللي نسيبها ما بين الخلايا الشمسية (بالانجليزية) وبعضيها أو العوامات (بالانجليزية) وبعضيها على أساس إن إحنا مانضرش بجودة ونوعية المياه”.

وتضيف “دا ممكن يتطبق على حتت من النيل زي ما قلت تاني حتت تكون مش ملاحية أو نعمل خطة بحيث إن إحنا مانعقش (لا نعيق) الملاحة. ممكن يتطبق على أي مسطح يعني أنت حسبت مثلا بالمحاكاة الحسابية تطبيقه على بحيرة ناصر مسطحة بالكامل لو إحنا غطنيها بالكامل هنوفر من ١٠ ل ١٥ مليار متر مكعب في السنة”.

ويتبخر الماء بسبب عدد كبير من العوامل، بما في ذلك درجة الحرارة وضغط الهواء ومعدل تدفق الهواء على سطح الجسم، وتفاقم الأمر على مر السنين بفعل ارتفاع درجات الحرارة نتيجة تغير المناخ.

ويقول مسؤولون مصريون إن نصيب الفرد من المياه حاليا نحو 570 مترا مكعبا في السنة. ويعتبر علماء المياه أن بلدا ما يواجه ندرة في المياه إذا انخفض نصيب الفرد عن ألف متر مكعب سنويا.

ومن المتوقع أن ينخفض هذا الرقم في مصر إلى 500 متر مكعب بحلول عام 2025 دون الوضع في الاعتبار تأثير سد النهضة الإثيوبي، الذي تقول مصر إنه سيقلل مستويات المياه الواصلة إليها بشكل أكبر، على الرغم من أن إثيوبيا تقول إنها تضع احتياجات مصر والسودان في الاعتبار.

ويقول المهندس عبد الرحمن عماد “سد النهضة يعني من المشاكل اللي بتواجه مصر دلوقتي ودول كتير.. بس تقليل البخر عن طريق المشروع هنا لو اتطبق في كل الترع البخر ده على المسطحات الكبيرة ممكن يوصل لكذا مليار متر مكعب. ف إحنا حصتنا بتكون ٥٥ مليار ف إحنا لو وفرنا كام مليار من الكذا المليار حدود ٢ ونص تلاتة مليار متر مكعب من المياه ده هيكون فرصة كبيرة جدا إن إحنا نحافظ على المياه بتاعتنا هنا”.

ويعتقد العلماء في الجامعة أنه إذا تم تطبيق فكرة القناة الشمسية على نهر النيل بتكلفة منخفضة نسبيا، فإن من الممكن توفير ما بين مليارين وثلاثة مليارات متر مكعب من حصة البلاد الحالية البالغة 55 مليار متر مكعب سنويا.

أقرأ أيضا:

الداخلية السعودية توقف العمرة مؤقتا للمواطنين والمقيمين