أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غيث حدادين)

ذكرت صحيفة “ذا صن” البريطانية أن أمير محمد عبد الرحمن المولى السلبي (آل سلبي – إحدى عشائر تلعفر، ويلفظها البعض الصلبي)، وهو زعيم تنظيم داعش الإرهابي الجديد، ضابط سابق في الجيش العراقي، ويقال إنه صانع سياسة متشددة داخل داعش وأشرف على عمليات التنظيم في جميع أنحاء العالم.

وكشفت الصحيفة، أن السلبي كان مقرباً من أبو علاء العفري، النائب السابق للبغدادي، الذي قُتل في غارة جوية بطائرة مروحية أمريكية في عام 2016.

وأكّد مسؤولون استخباراتيون أن السلبي، خلف أبو بكر البغدادي الذي قتل بعملية أمريكية في محافظة إدلب السورية في 27 تشرين الأول (اكتوبر) 2019، مشيرين إلى أنه أحد الأعضاء المؤسسين للتنظيم الإرهابي، وكان مسؤولاً عن استعباد الأقلية الإيزيدية في العراق وأشرف على عمليات للتنظيم في جميع أنحاء العالم.

وأفادت صحيفة الغارديان البريطانية مساء أمس (الإثنين)، بأن السلبي سمي خليفةً بعد ساعات من مقتل أبو بكر البغدادي، مضيفةً أن اسم أبو ابراهيم الهاشمي القرشي، الذي أعلن عنه حينذاك كخليفة للبغدادي، لم يكن معروفاً من قبل مسؤولي وكالات الإستخبارات.

وفي الأشهر الثلاثة التي تلت الغارة التي أدت إلى مقتل البغدادي، تم تجميع صورة أكمل وأشمل للسلبي من قِبل جواسيس إقليميين وغربيين، ووضعوه في قلب عملية صنع القرار في داعش، وتصويره على أنه من قدامى قادة التنظيم كالبغدادي تماماً، الذي لا يلين في ولائه للجماعة المتطرفة، بحسب الصحيفة.

حقائق تكشف عن خليفة داعش الجديد

يعتبر السلبي أحد أكثر “الإيديولوجيين” نفوذاً بين صفوف التنظيم الإرهابي. وهو وُلد لعائلة تركمانية عراقية في بلدة تلعفر (محافظة نينوى)، وهو أحد القلائل غير العرب في قيادة التنظيم.

ومنذ سقوط الباغوز، آخر معقل داعش في آذار (مارس) الماضي، تحول التنظيم إلى جيوب من المقاومة في جميع أنحاء العراق وسوريا.

وذكرت “الغارديان” أن السلبي معروف كذلك باسم “حجي عبدالله”، وفي بعض الدوائر معروف باسم عبدالله قرداش، رغم أن مسؤولين عراقيين يؤكدون أن الأخير أي قرداش توفى قبل عامين.

زعيم داعش الجديد أصدر احكاماً لإبادة الإيزيديين

السلبي، كما يعرفه مسؤولو المخابرات الآن، ارتقى في صفوف التنظيم بسبب خلفيته كعالم إسلامي وإصداره أحكاماً دينية أيدت الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين وإفراغ سهول نينوى في شمال العراق أثناء احتلال داعش للمنطقة.

يحمل السلبي شهادة في الشريعة من جامعة الموصل. وفي عام 2004، اعتقلته القوات الأمريكية في سجن معسكر بوكا في جنوب العراق حيث التقى بالبغدادي. ويعتقد أن لديه ابن واحد على الأقل.

وقبل مقتل البغدادي في غارة أمريكية في شمال غربي سوريا في 27 تشرين الأول (أكتوبر) 2019، وضعت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها 5 ملايين دولار على رأس الصلبي وعلى اثنين آخرين من كبار أعضاء التنظيم الإرهابي. ورُشِح الصلبي كبديل محتمل للبغدادي المريض في آب (أغسطس) 2019، لكن تأكيد تعيينه استغرق شهوراً عدة.

زعيم داعش الجديد ضابط سابق في الجيش العراقي

موقع المكافأت من أجل العدالة

ومنذ ذلك الحين، من المفهوم أن السلبي كان يحاول تعزيز قيادة داعش الجديدة، وأوضحت الصحيفة أن غالبية المحيطين بالصلبي هم من جيل جديد كان أصغر من أن يلعب أدواراً في معارك داعش الأولى ضد القوات الأمريكية في عام 2004.

ولم يتمكن تنظيم داعش من استعادة الزخم والتهديد الذي شكله للنظام الإقليمي بعدما أعلن البغدادي نفسه “خليفة للعالم الإسلامي” في منتصف العام 2014. ومع ذلك، أظهرت دلائل ان التنظيم يحاول إعادة إيجاد موطئ قدم في الأراضي الواقعة شرق سوريا في آذار (مارس) من العام الماضي.

الأكراد يحذرون من هجمات جديدة لداعش

حذرت القوات الكردية في شمال العراق منذ الصيف الماضي من زيادة الهجمات في وسط وشمال البلاد. وادعى داعش أنه نفّذ 106 هجمات في الفترة من 20 إلى 26 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، للثأر من مقتل البغدادي والمتحدث الرسمي باسم التنظيم، أبو حسن المهاجر، الذي قتل في اليوم نفسه.

وقال مسؤول كردي عراقي كبير: “شهدنا ارتفاعاً كبيراً في هجمات داعش منذ منتصف العام الماضي، مع انتقال مركز الثقل جنوباً. نحن نتابع الآن 60 هجوماً في المتوسط شهرياً من خلال الاغتيالات والقنابل التي تزرع على الطريق والاعتداءات على قوات الأمن العراقية”.

وأضاف: “لا تزال شبكاتهم الريفية سليمة إلى حد كبير، بعد كل شيء، ولا يزال أعضاء داعش في العراق يتلقون رواتب شهرية وتدريبات في المناطق الجبلية النائية. وتسمح هذه الشبكة للتنظيم بالتحمل، حتى عندما يهزم عسكرياً”.

وامتدت عملية البحث عن السلبي إلى تركيا حيث شقيقه عادل السلبي عضو في حزب سياسي يُسمى “الجبهة التركمانية العراقية”. ويعتقد أن زعيم داعش الجديد حافظ على صلاته بأخيه حتى تم تعيينه قائداً.

أين يوجد زعيم داعش الجديد؟

وليس لدى مسؤولي المخابرات سوى القليل من المعرفة حول مكان وجوده (أي السلبي)، لكنهم يشيرون إلى أنه من غير المرجح أن يكون قد تبع البغدادي إلى محافظة إدلب, وكان يفضل البقاء ضمن مجموعة صغيرة في البلدات الواقعة إلى الغرب من الموصل في العراق.

وكانت مدينة الموصل نفسها ملجأ لما تبقى من قادة التنظيم ، الذين حاولوا العودة إلى مجتمعات تعيد بناء نفسها بعد خمس سنوات من الحرب والتفكك.

ألقت قوات الأمن العراقية، الخميس، القبض على مفتي داعش في الموصل، المكنى أبو عبد الباري. وذكرت خلية الإعلام الأمني العراقية على فيسبوك أن “الإرهابي كان يعمل إماماً وخطيباً في عدد من جوامع المدينة”، وقد عرف بخطبه المحرضة ضد القوات الأمنية.

وكان يعرف بـ “الشرعية” أو بـ (شفاء النعمة) كذلك. ويعد من قياديي الصف الأول في تنظيم داعش. تولى تنفيذ عمليات الإعدام، خاصة لرجال الدين الذين امتنعوا عن مبايعة داعش. كما تولى تفجير جامع النبي يونس إبان سيطرة التنظيم الإرهابي على المدينة في 2014.

للمزيد:

مصادر استخباراتية تكشف عن هوية خليفة البغدادي