أخبار الآن | إدلب – سوريا (خاص)

 

اعتدت مجموعة تابعة لهيئة تحرير الشام على مظاهرة شعبيّة تضامنية مع مدينة كفرتخاريم، في بلدة تفتناز الواقعة بريف إدلب شمالي سوريا، وقام عناصر تابعون لتحرير الشام كانوا متواجدين في مخفر المدينة، بإطلاق الرصاص على المتظاهرين المتضامنين مع أهالي مدينة كفرتخاريم التي تتعرض بدورها لهجوم من قبل تحرير الشام.

لماذا صبّت هيئة تحرير الشام غضبها على مدينة كفرتخاريم؟ 

كانت البداية من موسم قطف الزيتون، إذ جاء إلى بلدة كفرتخاريم، الواقعة في شمال غرب إدلب والتي كانت تحت سيطرة هيئة تحرير الشام، ممثلون عما يعرف ب “لجنة الزكاة” التابعة لهيئة تحرير الشام، وذلك لجمع الزكاة وفي رواية أهالي المنطقة لجمع “الأتاوات” أي “الجزية”.

ولكن جاء موقف أهالي المدينة بالرفض، على أساس أنهم يخرجون زكاة أموالهم في طبيعة الحال لمن يستحقها؛ وعلى أساس أنهم لم يعتادوا أن تأتي “لجنة” لجمع الزكاة.

ما يحدث عادة هو أن هيئة “تحرير الشام” تضع “تنكة” فارغة في معاصر الزيتون لمن يرغب بتقديم الزكاة، أما الجديد هو أن الهيئة فرضت على أهالي كفرتخاريم إخراج “طن” من زيت الزيتون زكاة.  ناهيك عن فرض الضرائب وارتفاع الأسعار وخاصة سعر الخبز والمحروقات في الآونة الأخيرة.

كان رد أهالي المدينة واضحاً، الذين رفضوا طلب “اللجنة” وطردوا ممثلي هيئة تحرير الشام ولاحقاً طردوا عناصر المخفر التابع لها في البلدة.

وخرجت من بعدها تظاهرات مناوئة لأبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام من مختلف المناطق من إدلب؛ ومنها بلدة كفرتخاريم، ومع واقعة “ضريبة الزيت” هذه، تجددت المظاهرات، إذ نُشر مقطع فيديو لمتظاهرين أطقلوا شعارات “يعلن روحك جولاني” و “جولاني ولاك ما بدنا إياك.”

خلال اليومين الماضيين، اجتمع ممثلون عن هيئة تحرير الشام مع وجهاء بلدة كفرتخاريم من أجل حلّ هذه المسألة وإعادة مؤسسات هيئة تحرير الشام إلى المدينة، ونُشرت على الإنترنت صور لما قيل إنه محضر الاجتماع، من بينهم نسختان يُقال إن أحدها مزور.

لماذا صبّت هيئة تحرير الشام غضبها على مدينة كفرتخاريم؟لماذا صبّت هيئة تحرير الشام غضبها على مدينة كفرتخاريم؟

بكل الأحوال، طلبت هيئة تحرير الشام تسليمها من وصفتهم بـ “المفسدين” من أبناء البلدة الذين شاركوا في طرد الهيئة والمظاهرات ضدها، وتسلم الحواجز الأمنية، إضافة إلى إعادة المخفر.

 

ما هو رد أهل كفر تخاريم على هذه الطلبات؟ 

لم يقبل أهالي المنطقة تسليم أبنائهم. وخرجوا في مظاهرة أخرى، فتحركت أرتال من هيئة تحرير الشام وحاصرت البلدة في محاولة لاقتحامها، فجر الخميس ٧ تشرين الثاني (نوفمبر)، وأطلقت اتجاه البلدة نيران من الرشاشات الثقيلة. حتى الساعة، ثبت مقتل اثنين من أبناء البلدة من آل قبس و جبس. ووردت أخبار عن وجود إصابات خطيرة في المنازل تحتاج إلى إسعاف.

الحصار:

وجاءت من داخل البلدة تسجيلات تصف الوضع بأنه يشبه الهجوم على مواقع لنظام الأسد؛ وتذكر بأن كفرتخاريم كانت من أولى البلدات التي انضمت للحراك ضد نظام الأسد.

وجه أبناء البلدة نداءات إلى البلدات الأخرى في إدلب لمؤازرتهم بالتظاهر ضد هيئة تحرير الشام ومنعها من اقتحام البلدة، وفعلاً، خرجت مظاهرات في بلدة تفتناز وأنباء عن مواجهات مع أمنيي هيئة تحرير الشام.

 

 

ظهر الخميس، تجمع نشطاء في ساحة الساعة في إدلب في تظاهرة مناوئة للجولاني وأطلقوا شعارات مثل “هيي يللا، الهيئة تطلع برة”

لماذا صبّت هيئة تحرير الشام غضبها على مدينة كفرتخاريم؟

(الصورة من تفتناز ٧-١١-٢٠١٩)

بيان هيئة تحرير الشام

يبدو أن هيئة تحرير الشام تستعد لما هو أسوأ، فقال المسؤول الأمني عن المنطقة الغربية في هيئة تحرير الشام نزار سليمان إن “تعديات” وقعت من بعض “المفسدين” في كفرتخاريم في الآونة الأخيرة، ومنها: عدم مراعاة الاتفاقيات المبرمة مع أعيان البلدة، وتنظيم مظاهرات تنادي بإسقاط “حكومة الإنقاذ” وإخراجها من البلدة، وتعرض القيادي في الهيئة “أبو إسلام” ومعه أحد المسؤولين لإطلاق رصاص مباشر أثناء خروجهما من المدينة بعد اجتماعهم مع الأعيان.

وختم البيان بالتأكيد على اقتحام البلدة و”إعادة المؤسسات الحكومية إلى العمل من جديد … وعودة حالة الاستقرار إلى ما كانت عليه قبل التجاوزات.”

وقال: “وندعو أهلنا في مدينة كفرتخاريم إلى لزوم منازلهم وعدم التدخل في هذه القضية التي يرأسها بضعة أشخاص ممن تدثروا بدثار الثورة وحاولوا أن يفشلوا أي طريق للحل طوال الفترة الماضية”.

يذكر أن فيلق الشام يسيطر على بلدة كفرتخاريم، وهو فصيل منضوي تحت الجبهة الوطنية للتحرير التي اندمجت أخيراً مع ما يُعرف الجيش الوطني بقيادة سليم إدريس، ومعظم عناصر الفيلق في البلدة هم من أبنائها؛ فعلى الأرجح أن من يتصدى لهيئة تحرير الشام هم من هذا الفصيل.

 

للمزيد: 

مجموعة تابعة لهيئة تحرير الشام تعتدي على تظاهرة تضامنية مع كفرتخاريم في بلدة تفتناز