أخبار الآن | بغداد – العراق (متابعات)

مع خروج عشرات الآلاف من العراقيّين للتظاهر في بغداد، تخرج مناطق أخرى في جنوب العراق احتجاجاً على إخفاق الطّبقة السّياسيّة العراقيّة في توفير الخدمات الأساسيّة والحدّ من البطالة والفساد. الاحتجاجات عرفت حملة قمع سريعة وعنيفة، ممّا أسفر عن مقتل أكثر من 100 محتجّ. وكانت وكالة رويترز قد نشرت تقريرا يغطّي أكثر من أسبوع من الاحتجاجات يؤكّد أنّ ميليشيات مدعومة من إيران وزّعت قنّاصة على أسطح المنازل في بغداد لقتل المتظاهرين عمداً.

من أبرز مشاهد التظاهر التي لفتت الانتباه كانت في محافظة ذي قار التي يمكن أن نلاحظ فيها متظاهرين يرددون أناشيد مناهضة للسلطة القائمة والتي يرى مراقبون أن إيران ووكلائها يخشون تأثيرها ويعتبرونها أخطر حتى من رفع أعلام داعش لأنها تسحب البساط من الوصاية الإيرانية وأذرعها على العراق والمنطقة.

https://twitter.com/7ayder87/status/1189642847613603841

ما نراه يؤكد أن الشعب العراقي لم تعد تنطلي عليه لعبة الطائفية التي تبثها إيران ولم يعد يقبل بالتحكم فيه والتآمر عليه من قبل إيران من خلال اللعب على وتر الدين.

إضافة إلى ذلك صار واضحاً انحياز الزعامات الدينية في العراق إلى جانب احتجاجات الشعب العراقي ويشجعون عليها ويدعمونها، وهذا يكشف الفرق الواضح بينهم وبين نظرائهم في إيران. رجال الدين الكبار في العراق يؤدون وظيفتهم الأصلية، أما في إيران فإن وظيفتهم الأساسية التحكم بالسلطة والشعب، ويريدون توسيع ذلك للتسلط على العراق وشعبه.

من هنا، بروز الرسائل التي وجهتها بعض الأوساط الدينية أبرزها إلى المرشد الإيراني علي خامنئي حيث قالت له : “أنت تعلم كما يعلم غيرك أن العراق وشعبه أصيل عليكم وعلى غيركم، ولا تستطيعون الاستمرار بأفعالكم هذه وتصدير ثورتكم الفاشلة لشعبنا. وتعلمون كذلك أن شعب العراق لا يحتاج إلى قيادتكم وتوجيهاتكم وثوراتكم. وإن شعبنا هو جميل وملتحم بكل أطيافه وألوانه الجميلة وهو واحد موحد بوطنيته.

وأشارت الأوساط كذلك إلى أن بعض القيادات الدينية سيّست الدين وارتمت بحضن الغريب وكان ولاؤها لغير العراق.

ويذهب الكثير من المحللين في تعاطيهم مع تحليلات الوضع الراهن في منطقة الشرق الأوسط إلى الاعتقاد بأن الاحتجاجات التي تفجّرت في العراق وإن حملت نفسا مطلبيا اجتماعيا إلا أنها تعبّر في نهاية المطاف عن رفض شعبي لتواصل المشروع الإيراني الذي أفضى بالنهاية إلى تحقيق وضع اقتصادي مترد.

ومهما كان ما ستقود إليه الاحتجاجات، في العراق، فإنّ إيران تخشى كل الخشية من رؤية هياكل قوّتها تنهار.

أخيرا تُظهِر الاحتجاجات الأخيرة أنّ قوّة إيران أكثر هشاشة ممّا يتصوَّر العالم. والأهم من ذلك، يجب أن تذكّرنا بأنّ العراق يرفض وصاية إيران ويحملها مسؤولية المآسي التي لاحقت الشعب العراقي ولازالت تلاحقه.

 

مصدر الصورة: أ ف ب

 

إقرأ أيضا:

طهران قلقة من احتجاجات العراق ولبنان… كيف تشكل التظاهرات تحدياً لإيران؟