أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غيث حدادين)

بعد ست سنوات على إعلان “داعش” بزعامة أبو بكر البغدادي، ماذا بقي من تلك الخلافة المزعومة في ظل الهزائم المتلاحقة التي أصابت التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا.

فالتنظيم فقد مساحات من الأراضي التي كان يحتلها وتقدر بحجم المملكة المتحدة في جميع أنحاء العراق وسوريا منذ العام 2015، بحسب موقع “فايننشال تايمز”.

وتمكنت “قوات سورية الديمقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة بالتعاون مع التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، من هزيمة داعش وإضعافه، حيث فقد التنظيم مدينة الرقة السورية عاصمته الفعلية في عام 2017.، حيث بدأت الخسائر الفعلية وصولا الى عام 2019 حيث فقد التنظيم الارهابي جميع الاراضي التي كان يحتلها.

من سيخلف البغدادي؟

وعلى رغم أن البغدادي لم يعين خلفاً له، إلا أن هناك ثلاثة مرشحين لخلافته، إذ ذكر موقع “المكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأمريكية مكافآت مالية على كل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى معرفة موقع ثلاثة قادة بارزين في التنظيم يعتقد ان أحدهم قد يكون خليفة للبغدادي.
وهم، أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى ويعرف أيضا باسم  عبد الله قرداش، هو أحد كبار قادة داعش. وكان باحثا دينيا في المنظمة السابقة لداعش وهي منظمة القاعدة في العراق، وارتفع بثبات في الصفوف ليتولى دور قيادي كبير في داعش.

كواحد من أكبر الأيدولوجيين في داعش، ساعد حجي عبد الله على قيادة وتبرير اختطاف وذبح وتهريب الأقلية الدينية الإيزيدية في شمال غرب العراق، ويعتقد أنه يشرف على بعض العمليات الإرهابية العالمية للجماعة. إنه خليفة محتمل لزعيم داعش أبو بكر البغدادي.

المرشح الثاني، سامي جاسم محمد الجبوري، ويعرف أيضا باسم حجي حميد، هو قيادي بارز في (داعش)، وعضو قديم في المنظمة التي سبقت داعش وهي منظمة القاعدة في العراق. محمد الجبوري كان له دور فاعل في إدارة الشؤون المالية لعمليات داعش الإرهابية.
بينما كان يشغل منصب نائب داعش في جنوب الموصل في عام 2014، يذكر أنه شغل منصب وزير مالية داعش، حيث أشرف على عمليات المجموعة المدرة للدخل من المبيعات الغير مشروعة للنفط والغاز والآثار والمعادن.
صنفته وزارة الخزانة الأمريكية بأنه إرهابي عالمي في شهر أيلول / سبتمبر 2015، وفقا للأمر التنفيذي رقم 13224، الذي يفرض عقوبات مالية على الإرهابيين الذين يقدموا الدعم للإرهابيين أو لأعمال الإرهاب.
اما المرشح الثالث، فهو معتز نعمان عبد نايف نجم الجبوري، ويعرف أيضا باسم حجي تيسير، هو قيادي بارز في داعش، وعضو قديم في المنظمة التي سبقت داعش وهي منظمة القاعدة في العراق.
أشرف الجبوري على صنع القنابل لأنشطة داعش الإرهابية والتمرد.

مصادر ترجح وجود البغدادي في سوريا
وكانت مصادر عراقية مطّلعة، قالت إن زعيم التنظيم الإرهابي، أبو بكر البغدادي وغيره من قادة التنظيم موجودون في سوريا.
ووفقًا لموقع “مونيتور” الأمريكي، فإنه مع بدء المرحلة الرابعة من “عملية إرادة النصر” التي أطلقها الجيش العراق لتعقب فلول داعش في محافظة الأنبار، تكشف من هم كبار قادة التنظيم الحاليين.
وقالت مصادر، لم تكشف عن اسمها، لأسباب أمنية، أن رجلاً معروفاً باسم جبار العراقي قد يكون مفتاح معرفة مكان وجود البغدادي، مشيرة إلى إن جبار العراقي من قبيلة الشمري.
جبار العراقي هو قائد عسكري لولاية الجزيرة وقريب جداً من البغدادي، كما قال المصدر للمونيتور، مضيفاً أن مصادر محلية عدة أخبرته أن البغدادي فرّ من الباغوز السورية خلال المعارك هناك في شباط / فبراير وآذار / مارس 2019.
وقال مسؤولو الاستخبارات، إن حركة البغدادي باتت صعبة بسبب إصابته بالشلل، أثناء القتال في الباغوز.

هل انتهى “داعش”؟
إلا أنه وعلى رغم الهزائم التي تعرض لها التنظيم، حذر الجيش الأمريكي في تقرير نُشر في آب / أغسطس الماضي، من أن داعش لا زال يمثل تهديداً قوياً، مشيراً إلى قيامه في الأشهر الأخيرة بتعزيز قدراته العسكرية في العراق وتجديد نشاطه في سوريا، حيث ناضلت قوات الأمن العراقية للحفاظ على المكاسب التي تحققت بشق الأنفس بعد الانسحاب العسكري الأمريكي الجزئي.
وذكر موقع “بزنس انسايدر” أن التنظيم لا زال على قيد الحياة ويعيد تجميع صفوفه في العراق وسوريا وأفغانستان. وتُظهر تحالفاته مع الجماعات المتطرفة دوليا أن التنظيم الإرهابي قادر على التكيف والاستراتيجية.

 

للمزيد: 

ما دلالات تعيين البغدادي لـ”قرداش” خليفة له؟