أخبار الآن | العراق – apnews

  • بقايا تنظيم “داعش” شكلوا خطراً كبيراً على الكثير من العراقيين.
  • عناصر من التنظيم الإرهابي عمدوا إلى قتل 3 رجالٍ لأنهم يقدمون معلومات للجيش العراقي. 
  • يخرج المقاتلون الذين يختبئون في الكهوف والجبال ليلاً، لتنفيذ عمليات الخطف والقتل والكمائن.
  • عدد المسلحين يترواح بين 5 آلاف و7 آلاف في جميع أنحاء العراق.
  • باتت هناك شكوك بأي شخص على أنه متعاون أو متعاطف مع داعش.
  • تعد بلدة بادوش، الواقعة على نهر دجلة غرب مدينة الموصل، ساحة معركة أساسية لأنها كانت ذات يوم واحدة من أقوى معاقل التنظيم الإرهابي.

إليكم التفاصيل:

نشرت وكالة “أسوشيتيد برس” تقريراً يسرد قصة مؤثرة لعائلة عراقية شهدت بطش وإرهاب بقايا تنظيم “داعش” المهزوم والمنكسر في العراق. يسلط التقرير الضوء أيضاً على مسألة عمليات الخطف والكمائن التي ينفذها هؤلاء العناصر، فضلاً عن الشكوك التي تطارد الكثير من العراقيين، ونظرة السلطات لهم على أنهم يتبعون لـ”داعش”.

يشير التقرير إلى أنّه “في أمسية شتوية باردة في يناير/كانون الثاني الماضي، كانت خديجة وعائلتها قد انتهوا للتو من العشاء في مزرعتهم عندما اقتحم مسلحان الغرفة. كان أحدهما يرتدي ملابس مدنية، والآخر يرتدي الزي العسكري، وقالا إنهما من الفرقة العشرين التابعة للجيش العراقي، التي تنتشر في بلدة بادوش، غرب الموصل. في الواقع، فإنّ هذين الشخصين كانا من مقاتلي تنظيم داعش، الذين نزلوا من الجبال المحيطة إلى بادوش”.

تشير خديجة إلى أنّ “الغرباء دخلوا المنزل زاعمين أنهم يريدون طرح بعض الأسئلة، إلّا أنها شكّت في الأمر على الفور. كان زوجها عناد حسين عبد واثنان من إخوته عبد المحسن ومحمد، مخبرين للجيش العراقي، وكانوا يعرفون جنود الفرقة العشرين شخصياً. فلماذا لم يتعرفوا على هؤلاء الرجال؟”.

تلفت خديجة إلى أنه “بعد تفتيش المنزل، ظهر الوجه الحقيقي لهؤلاء الغرباء، حيث سحبوا الإخوة الـ3 إلى الخارج وضربوهم. عندما حاولت خديجة منعهم، تعرضت للضرب أيضاً. وبعدها، وضعها المسلحون والزوجات الأخريات في المزرعة وأطفالهن في غرفة وأخبروها أنه إذا خرج أحد، فإننا سنطلق النار عليك في جبهتك”.

وتقول: “لقد سمعت الرجال وهم يتذمرون في الخارج حتى الساعة العاشرة مساءً، وكانوا يتحدثون بلهجة عربية لم أستطع فهمها، ثم حل الصمت. كان نباح الكلاب كل ما يسمع في المنطقة، اعتقدتُ أن المسلحين أخذوا الأشقاء الثلاثة بعيداً”.

وتضيف: “عند الفجر، ذهبت لجلب الماء من البئر، وشاهدت الأكمام الصفراء لزوجها في العشب. كان الأشقاء الثلاثة على الأرض مضرجين بالدماء، حيث استخدم المسلحون كواتم الصوت، لذا لم تسمع الأسرة إطلاق النار مطلقاً. وعلى الفور، بحثت على هاتف محمول لطلب المساعدة. بصراحة لم أستطع حتى البكاء، لم أبكِ أو أصرخ”.

عمليات خطف وكمائن

يلفت التقرير إلى أنّه “بعد مرور عام ونصف العام على إعلان هزيمة تنظيم الدولة في العراق، ما زال مقاتلوه يثيرون الخوف في أراضٍ شمال العراق”. ويقول: “يخرج المقاتلون الذين يختبئون في الكهوف والجبال ليلاً، لتنفيذ عمليات الخطف والقتل والكمائن على الطريق، بهدف تخويف السكان المحليين وإسكات المخبرين وممارسة عمليات الابتزاز التي موّلت صعود التنظيم قبل 6 سنوات”.

وفي السياق، يشير مسؤول في جهاز المخابرات العراقية إلى أنّ “عدد المسلحين يترواح بين 5 آلاف و7 آلاف في جميع أنحاء العراق”. أمّا الجنرال تشاد فرانكس، نائب قائد العمليات والمخابرات في التحالف الدولي، فيقول: “رغم أن الأراضي التي كانت تحت سيطرة الخلافة المزعومة تم تحريرها بالكامل، فإن مقاتلي تنظيم داعش ما زالوا يبدون نيتهم لممارسة النفوذ والعودة من جديد”.

شكوك وتعذيب

ووفقاً للتقرير، فإنّه “باتت هناك شكوك بأي شخص على أنه متعاون أو متعاطف مع داعش. ففي فبراير/شباط الماضي، اتهمت هيومن رايتس ووتش السلطات العراقية بتعذيب المشتبه بهم لانتزاع اعترافات بالانتماء إلى التنظيم، وهو اتهام نفته وزارة الداخلية”، موضحاً أنه “يتم اقتياد آلاف المحتجزين إلى ما يسميه النقاد محاكمات زائفة، مع أحكام سريعة يدانون فيها دائماً، استناداً إلى عدم وجود أدلة تقريباً غير الاعترافات أو شهادات المخبرين غير الخاضعين للمساءلة”.

وتعد بلدة بادوش، الواقعة على نهر دجلة غرب مدينة الموصل، ساحة معركة أساسية لأنها كانت ذات يوم واحدة من أقوى معاقل التنظيم الإرهابي. يشير التقرير إلى أنه “في إحدى عمليات التفتيش، طرقت القوات العراقية باب رجل عاد إلى بادوش قبل ذلك بيوم. كان قد فر من المدينة قبل سيطرة داعش على الموصل في صيف عام 2014، وسكن في مدينة السليمانية شمال العراق طوال فترة سلطتهم، لكن والده وأحد أشقائه بقي وانضم إلى التنظيم. وعندما عاد الرجل، فإنّ شيخاً محلياً أبلغ الجيش عنه فوراً. وعلى الأثر، دهمت قوة عسكرية منزله، وراجعت سجلات هاتفه بحثاً عن أي مكالمات مريبة في الخارج، كما تمّ سؤاله عن والده وأخيه، فأكد أنهما دمرا حياته. وعندما تم سؤاله عن تنظيم داعش، أصرّ أنّ لم يلتقِ بهم أبداً. وبعد اعتقاله لفترة، تم إطلاق سراحه”.

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

المجلس العسكري السوداني يزيل المتاريس ويوقف التفاوض لمدة 72 ساعة