أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة ( متابعات )

في أوائل فبراير 2019، توصلت هيئة تحرير الشام في سوريا، التي نشأت من رحم جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، والموالين للقاعدة الممثلين بتنظيم حراس الدين إلى اتفاقٍ يضع خلافاتهم حول ملكية الأسلحة جانباً.

كما اتفق الجانبان على وقف الهجمات ضد بعضهما البعض في وسائل الإعلام، حيث كانت هناك خلافاتٌ متعددة بين الجانبين ظهرت للعلن على شبكة الإنترنت.

فعلى سبيل المثال، يجادل الموالون للقاعدة بأن قطع هيئة تحرير الشام لعلاقاتها بالقاعدة غير مبرر ويشكل عصياناً لزعيم القاعدة أيمن الظواهري ، كما يجادلون بأن استراتيجيات هيئة تحرير الشام لبقاء التمرد في المستقبل والسبب وراء بقائها في سوريا أمر خاطىء.

بالتغاضي عن هذه النزاعات، سلط اتفاق فبراير الضوء على ما يُعتقد أنه دافعٌ أيديولوجي مشترك بالتأكيد على أن الجانبين يسعيان لإقامة الدين المزعوم .

وفي الآونة الأخيرة، حاولت هيئة تحرير الشام التوفيق بين الموالين للقاعدة في الميدان شمال غرب سوريا ، ويُزعم أن هيئة تحرير الشام عرضت تقديم مكافئةٍ قيمتها 100 دولار عن كل قتيلٍ من العدو لحراس الدين وأنصار التوحيد (الأخير هو خلف جماعةٍ من العناصر المواليين للقاعدة في جند الأقصى، والتي انهارت بسبب وجود متعاطفين مع داعش في صفوفها) مقابل العمليات التي تتم في محافظتي حلب وحماة.
في المجموع ، بلغت هذه المدفوعات المزعومة 400 دولار لحراس الدين و3000 دولار لأنصار التوحيد.

فقد أكد عضو في وحدة “العصائب الحمراء” التابعة لهيئة تحرير الشام تقارير هذه المدفوعات، واصفاً إياها بالخطوة للتأليف بين القلوب ، وسيكون هناك وحدة مع مرور الوقت.”
وأوضح أيضاً أن الهدف هو توحيد جميع المقاتلين لصد المعتدي، خاصة في المرحلة التي هم عليها الآن .
ومع ذلك، نفى المسؤول العسكري العام في أنصار التوحيد أن تكون قد دفعت أي مبالغٍ للجماعة من قبل هيئة تحرير الشام في الغارة الأخيرة التي جرت شمال حماة.

ولربما أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري قد بحث أيضاً في هذه المسألة المتداولة أخيراً حول “الظلم” المستمر لهيئة تحرير الشام ، فقد أصدر الظواهري، الذي انتقد بشكلٍ متكرر استراتيجية هيئة تحرير الشام المتعلقة بالحكم والاستيلاء على الأراضي، شريط فيديو قصير بعنوان “الظلم،” والذي يحذر فيه، بشكلٍ غير مفاجىء، من الظلم.
يشتمل الفيديو، الذي يتألف إلى حدٍ كبير من اقتباسات من المؤلفات الدينية، في نهاية المطاف على اقتباسٍ عن عالم الدين في القرون الوسطى ابن تيمية، الذي يقول: ” الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة.” قد يكون هذا النقد موجهاً أيضاً إلى تجربة داعش ، أو ربما يكون موجهاً لمشروعي داعش وهيئة تحرير الشام.

على أي حال، فإن التظلم الملموس حول “ظلم” هيئة تحرير الشام في أعين خصومها هو وجهة نظرٍ حقيقية للغاية ، وبالتالي، على الرغم من الاتفاق الذي أبرمته هيئة تحرير الشام مع حراس الدين، فإن الأسباب الرئيسية للتوترات بين هيئة تحرير الشام وأنصار القاعدة ستبقى على الأرجح دون حل ، وفي الوقت نفسه، ستظل هيئة تحرير الشام، التي من المحتمل أن تكون صفوفها أكبر عدداً من صفوف الموالين لتنظيم القاعدة، هي الفاعل المهيمن شمال غرب سوريا، بغض النظر عن الاستياء الشعبي الذي قد يتواجد ضد هيئة تحرير الشام وسياساتها في المنطقة.