أخبار الآن | مدينة القيروان – تونس – (أحمد اللالي)

في عام 2015، قدر تقرير للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالآلاف عدد التونسيين الذين سافروا إلى مناطق النزاع، نساء ورجال وحتى عائلات بأكملها سافرت إلى سوريا والعراق وانضمت معظمهم إلى تنظيمات متشددة.

قصة محمد الخشيني الذي سافر أخوه إلى سوريا والتحق بتنظيمات متعددة، وتوفي في العام الماضي ليترك ورائه أرملة وثلاث أبناء، يأمل محمد في احضارهم إلى تونس.

محمد الخشيني شاب من مدينة القيروان التونسية، أب لثلاث أطفال، يمتهن الأنشطة الفلاحية الحرة كتربية النحل وغيرها. يخصص متسعا هاما من الوقت لأطفاله وجعل من نفسه صديقا لهم.

غادر شقيقه أوس تونس في عام 2012 متجها إلى سوريا. لم يدخر محمد جهدا في سبيل إثناء أخيه عن الذهاب إلى سوريا فتحدث معه مطولا وباءت محاولاته بالفشل إلى أن أخبر العائلة بموعد سفره فحاولوا منعه من السفر عن طريق تبليغ الشرطة الحدودية، ولكن دون جدوى.

انضم أوس إلى الجيش السوري الحر أولا، ومن ثمة تبنى الفكر المتطرف ليلتحق بتنظيم جبهة النصرة، ومن ثمة بتنظيم داعش في أواخر عام 2013. كان مقاتلا في صفوف التنظيمات المختلفة التي انضم إليها. تزوج أولا من امرأة سورية فأنجب منها ثلاث أطفال. وتزوج بامرأة ثانية تونسية وأنجب منها طفلين. توفي له طفلين نتيجة الظروف الصحية القاسية في مخيمات اللاجئين فيما يعاني أحد الثلاثة الباقين كسورا خطيرة في الجمجمة جراء القصف تستوجب تدخلا جراحيا عاجلا وسببت له شللا نصفيا. هم موجودون حاليا مع أمهم في أحد المخيمات على الحدود السورية التركية.

بعد أن اكتشف حقيقة التنظيم الوحشية، قرر أوس الانشقاق عنه ولكن الأوان كان قد فات، فقد كشف أمره وسجن عديد المرات لمحاولته الفرار ولم يجد فرصة للهروب وطالما كان يرفض الالتحاق بجبهات القتال بتعلة إصابة تعرض لها أثناء القتال في آخر 2014. واستمر عيشه في رعب من انتقام أفراد التنظيم إلى أن تمت تصفيته على أيديهم في العام الماضي بعد أن بدأ يحرض ضدهم.

تسبب ذلك بألم وحرقة وقلق لمحمد وعائلتة التي شوهت سمعتها بين الأهل والجيران وهجرهم معظم الأقارب.

يعيش محمد دائما على أمل احضار أبناء أخيه العالقين بأحد المخيمات بسوريا إلى تونس، ليمنحهم الرعاية والحنان الذي لطالما حرموا منه. هم ولدوا لينشؤوا في مشاهد مأساوية من تقتيل وتذبيح وغارات جوية لا ذنب لهم فيها حسب رأيه. لذلك فهو الآن يحاول جاهدا الاتصال بمختلف الوزارات التونسية المعنية وجمعيات المجتمع المدني من أجل ذلك لكن دون الوصول إلى نتيجة توقف قلق الأسرة.

اقرا: تونس: زيادة الرواتب لمواجهة التوتر الاجتماعي