أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (محمد فروانة)

اعتبر الدكتور عماد سعد، استشاري في الاستدامة والمسؤولية المجتمعية، أن هناك وعياً متنامياً في موضوع ترشيد الطاقة الكهربائية، وتخفيف الانبعاثات الغازية التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري، وبالتالي يؤدي إلى التغير المناخي، على صعيد المنطقة العربية، ودول مجلس التعاون الخليجي، وخصوصاً إمارة دبي التي تعتبر أول مدينة عربية تنضم إلى سلسلة المدن حول العالم التي احتفلت بساعة الأرض، إذ بدأت الحملة الأساسية في عام 2007، وانضمت دبي لها في عام 2009.

وفي حديث لـ”أخبار الآن”، لمناسبة احتفال العالم بـ “ساعة الأرض”، قال سعد، إنّ هذه الساعة ورغم قلتها، إلا أنّ أثرها كبير وتشير الاحصاءات في إمارة دبي، إلى أرقام مذهلة في عملية ترشيد الطاقة الكهربائية، لافتاً إلى أنّ عام 2018 بلغت كمية الطاقة التي تم توفيرها من حملة ساعة الأرض 323 ميغاوات/ساعة، موضحاً أنّ هذه الكمية تعادل توفير 140 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون.

وأضاف سعد: “إذا حاولنا ترجمة الرقم إلى أرقام إضافية، فإن هذا يعادل توفير 281 مليون درهم في ساعة واحدة، في إمارة دبي، وتؤدي أيضاً إلى خفض نسبة 140 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون”.

وتابع: “دائماً نحن نعوّل على عملية التوعية في نشر الأفكار الإيجابية في هذه الأعمال، لأن الأعمال العظيمة تبدأ بممارسات بسيطة، وعلينا ألا نقلل من أهمية هذه الساعة سواء في مدينة دبي، أو أي مدينة حول العالم”.

ويحتفل العالم بساعة الأرض، في الثلاثين من مارس من كل عام، وهي بمثابة حدثٌ عالمي سَنوي من تَنظيم الصندوق العالمي للطبيعة، يتم خلاله تشجيع الأفراد والمجتَمعات ومُلّاك المنازل والشَرِكات، على إطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية لمدة ساعة واحدة من الساعة 8:30 حتّى 9:30 – بتوقيت الدولة المحليّ المسائي، بهدف رفع الوعي بخطر التغير المُناخي، وحماية كوكب الأرض، وتوفير الطاقة.

 

كيف ننقل التجربة للمنازل؟
وحول كيفية نقل التوعية بترشيد الطاقة الكهربائية من خلال هذه الحملات أو المؤتمرات التي تحدث في ذات الشأن إلى منازل عامة الناس، اعتبر سعد أن هذا الأمر يحتاج إلى عمل مؤسسي مسؤول ومستدام من قبل جهات الاختصاص، سواء في دولة الإمارات العربية المتحدة، أو على مستوى العالم، مشدداً على أنّ دولة الامارات لها تجربة كبيرة  ناضجة ومستدامة في هذا الأمر، إذ أنّ كمية الطاقة التي تم توفيرها في دبي من خلال برنامج ساعة الأرض أو برامج أخرى، من مسابقات وحملات ترشيد الطاقة، كان لها كبير الأثر في معدلات الترشيد.

وكشف الاستشاري في الاستدامة والمسؤولية المجتمعية، أن كمية الطاقة التي تم توفيرها خلال 10 سنوات في دبي، تعادل أكثر من مليار درهم إماراتي، من خلال مشاركة أفراد المجتمع والشركات الخاصة، وإيجاد حوافز لهذه الشركات لأجل أن يبادروا ببمارسة ترشيد الطاقة كفعل مسؤول.

 

مسؤولون عن التغير المناخي
وألمح سعد إلى أن الاستراتيجية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة “رؤية الامارات 2021” تُلزم كافة المؤسسات العامة والخاصة، بأن يكونوا شركاء مع الحكومة في ترشيد الطاقة، وبالتالي يصبح لهم دور في عملية التنمية المستدامة 2030.

وتابع: “هناك قاعدة ذهبية، أن كافة فئات المجتمع شركاء في المسؤولية، وهذا الوضع العالمي الذي يعيشيه كافة سكان الأرض من تداعيات التغير المناخي والاحتباس الحراري، له تأثير على الجميع، ونحن أفراد المجتمع ومؤسساته وشركاته المسؤولون بدرجة كبيرة عن هذا التغير المناخي وهذه الأضرار الناتجة عنه”.

وشدّد الدكتور سعد، أنه عند الشعور بالمسؤولية يساهم في عملية التخطيط، لافتاً إلى أنّ عملية التوعية لا تكفي، بل تحتاج إلى تغيير السلوك، مستحضراً ثلاثة عناصر أساسية تتعلق بتغيير قواعد السلوك، سواء على مستوى الأفراد والمؤسسات.

وأضاف: “نحتاج إلى تشريعات وقوانين ملزمة، وتوعية ومعرفة، وحواز ومبادرات من أجل إتاحة الفرصة لكافة مؤسسات المجتمع، أن يكونوا مندمجين في هذه الحملة على قاعدة كلنا شركاء في المسؤولة والبناء، في الوطن، وهذا النجاح بكل تبعاته لنا دور فيه، بالتالي يجب أن نتحمل مسؤولة المشاركة في عملية الترشيد”.

 

إقرأ أيضاً: دبي تشارك العالم بـ “ساعة الأرض 2019”