أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (رامي الشوشاني)
الملحمة ينصرف معناها الأصلي إلى الحرب، يُنتصر فيها انتصارا كبيرا، ما ينتج عنه إنشاء واقع جديد مغاير تماما لما كان سائدا قبل تلك الملحمة. فالملحمة أعمال حربية جبّارة يقوم بها أبطال أقوياء في حيّز زمني قياسي تُكلَّل بانتصارات استثنائية وغير مسبوقة على عدوّ تُجبره على تجرّع مرارة الهزيمة .. فينتج عن ذلك واقع جديد. هذا ما كان يحلم به داعش و يروّج له في السابق و عليه كانت ترتكز دعايته، و لكن أمَله هذا انقلب ضدّه و تُرجِم بهزيمة كبرى تلقّاها التنظيم واحدة تلو الأخرى.
قبل نحو خمس سنوات ، في يونيو 2014 ، داعش حين استولى على مدينة الموصل في العراق. انهارت الموصل أمام هجوم داعش و سيطر بشكل كامل على المدينة و بدأ قيادة داعش يديرون الحياة اليومية بالمدينة و صوّروها بداية لخلافة لا تهزم.
إمتد نفوذ التنظيم الإرهابي بسرعة نحو سوريا . و استعرضوا نهبهم لمدينة تدمر التاريخية في مايو 2015 ، وأعلن داعش مدينة الرقة عاصمة لخلافته المزعومة. احتلّ داعش 48 ألف متر مربع من الأراضي على جانبي الحدود العراقية – السورية.
وداعش على التفجيرات الانتحارية وعمليات الخطف والاغتصاب والقتل الجماعي لجميع الذين رفضوا تأييد سياسته و الأيديولوجية الطائفية الرهيبة و التّنظيم نفسه كقوّة لا تقهر. وأصبح آلاف الأطفال يتامى وأصبح العديد من النساء أرامل . و أنشأ التنظيم العديد من المقابر الجماعية في المناطق التي احتلها . وكان القتل الجماعي للأيزيديين في العراق من بين أبشع الجرائم التي ارتكبها التّنظيم.
التدهور التدريجي لداعش عندما استعادت القوات العراقية مدينة الرمادي والفلوجة وبعد ذلك تمكنت القوات العراقية وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة و بمساعدة قوات البيشمركة من السيطرة على مدينة الموصل في تموز 2017.
داعش كبرى الهزائم في الرقة وتدمر في سوريا عندما سقطت المدينتان في أيدي القوات المحلية والائتلاف العالمي المدعوم من الولايات المتحدة في أواخر عام 2017.
انضمام قوات سوريا الديمقراطية إلى التحالف المناهض لداعش مسؤولاً عن الإسراع في سقوط داعش في سوريا. فقد قدَّمت لها الولايات المتحدة دعما كاملا. وكانت قوات سوريا الديمقراطية ، هي مغيّر اللعبة الحقيقي فى المعركة ضد داعش.
في الأشهر الأخيرة، تمكّنت قوات سوريا الديمقراطية من الدخول إلى الجيب الأخير لداعش في قرية الباغوز الصغيرة على الحدود السورية العراقية. سابيعُ من القصف والغارات الجوية العديد من مقاتلي داعش إلى الفرار.
وفي فترة الأشهر الثلاثة الأخيرة ، قام حوالي 5 ألاف من مقاتلي داعش في الباغوز، والذين كانوا حتى وقت قريب في معركة حامية مع قوات سوريا الديمقراطية وحلفائها.
الآن و قد خسر داعش كلّ أراضيه، دعايته إلى حثّ مؤيديه والمتشدّدين على شن هجمات متفرّقة على أهداف غربية من خلال مقاطع مصورة عبر الإنترنت و هذا الأسلوب الدّعائي المتبقّي، ماهو إلّا إقرار فعليّ بالهزيمة الكبرى.
من دير الزور روناك شيخي مراسلة أخبار الآن