أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (عبيد أعبيد)
 
قال الجيش الأمريكي، يوم الجمعة، إن ضربة جوية استهدفت أبرز قيادات تنظيم “القاعدة” الإرهابي، وهو جمال البدوي، المتهم الرئيسي في عملية تفجير المدمرة الأمريكية “يو اس اس كول” في عام 2000. 

وأكدت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان لها، إن الضربة نفذت في الأول من يناير/كانون الثاني الجاري، في محافظة مأرب اليمنية، واستهدفت جمال البدوي. 

بعد 18 عاما من ملاحقته، على إثر تنفيذه لهجوم إرهابي على مدمرة أمريكية بحرية في سواحل اليمن، أعلن الجيش الأمريكي، عن قتل أبرز قيادات تنظيم “القاعدة” الإرهابي في اليمن، وهو جمال البدوي. 

من يكون جمال البدوي؟
 من يكون جمال البدوي؟.. إسمه الثلاثي جمال محمد البدوي، من مواليد عام 1960، يمني الجنسية، عرف منذ تسعينيات القرن الماضي بشخصيته المتطرفة. 

ففي الـ29 من سبتمبر عام 2005، أصدر القضاء اليمني رسميا، حكما بالإعدام في حقه، بتهمة الوقوف وراء عملية تفجير المدمرة البحرية الأمريكية “يو إس إس كول”، في الـ 12 من أكتوبر عام 2000. 

غير أنها عادت وخففت العقوبة إلى الحبس 15 سنة، في الوقت الذي تعتبره واشنطن أحد أهم المطلوبين لها. 

وفي فبراير 2006، تمكن جمال البدوي، ضمن مجموعة مكونة من 23 سجيناً، من الهروب عبر نفق أرضي، إلا أنه عاد وسلّم نفسه للسلطات اليمنية في منتصف أكتوبر 2007، مقابل وعود بعدم سجنه، تعهد بها الرئيس عبد الله صالح، شفوياً، بإصدار قرار عفو بحقه.

ورغم إطلاق سراح البدوي فور استسلامه، إلا أنه ظل قيد الإقامة الجبرية بمنزله في مدينة عدن، لكن هذا الأمر أثار حفيظة الولايات المتحدة، التي عرضت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله. 

 وتحت ضغط الانتقادات الأمريكية، ما لبثت الحكومة اليمنية أن أعادت الرجل للسجن مرة أخرى، بعد أسبوع من عودته إلى المنزل.
 

منفذ تفجير المدمرة الأمريكية 
 لكن ما علاقة البدوي، بتفجير المدمرة الأمريكية؟ .. الجواب يعود بنا إلى تحقيق أمني مشترك أشرفت عليه السلطات اليمنية والأمريكية، خلص إلى ان جمال البدوي، هو الرجل المنفذ لعملية الهجوم الإرهابي على السفينة العسكرية الأمريكية في ساحل عدن. 
 

ما دفع قضاة المحكمة الجزائية المتخصصة في أمن الدولة باليمن، بإصدار حكم بالإعدام، بتاريخ الـ29 من سبتمبر عام 2005، في حق جمال البدوي. 

وتمت عملية التفجير الإرهابية، في الـ12 من أكتوبر عام 2000، إذ فجر رجلان في زورق صغير شحنات ناسفة بجوار المدمرة المحملة بترسانة صواريخ، ما أسفر عن مقتل 17 بحارا وإصابة أكثر من 30 عسكريا أمريكيا. 
 

البدوي.. يد القاعدة في اليمن 
 ويعتبر جمال البدوي، أهم قيادات تنظيم “القاعدة” في اليمن، ويوصف إعلاميا بكونه الرجل الثاني في فرع التنظيم الإرهابي باليمن، بعد قاسم الريمي، زعيم التنظيم في اليمن. 

وركزت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، عملياتها الجوية لاستهداف تنظيم “القاعدة” في اليمن، الذي تصنفه الاستخبارات المركزية الأمريكية، على أنه الفرع الأقوى على مستوى العالم لتنظيم “القاعدة”.

وإضافة إلى تفجير جمال البدوي للمدمرة الأمريكية عام 2000، نفذ تنظيم القاعدة، عملتين إرهابيتين، الأولى في الثاني من يوليو 2007 واستهدف سياحًا إسبانًا في معبد مأرب، بينما الثانية وقعت في الـ17 من سبتمبر 2008 واستهدفت السفارة الأمريكية بالعاصمة صنعاء.
 
وهي كلها عمليات إرهابية، كان جمال البدوي أبرز المخططين لتنفيذها. 
 

فشل القاعدة في اليمن 
 وبعد هذه العمليات الإرهابية، يعد قتل جمال البدوي، آخر مسمار في نعش تنظيم القاعدة في اليمن، خاصة بعد توالي استهدافه من قبل غارات أمريكية، وأيضا بعد خسارة دعم القبائل اليمنية. 
 
وإزاء هذا الأمر، تمكنت قبائل بلدتي “لودر” و”شقرة” بمحافظة “أبين”، من طرد مسلحي تنظيم القاعدة من أراضيهم التي دخولها. 

وأجبرت قبائل مدينة “لودر” متطرفي القاعدة على الخروج بعد مواجهات عنيفة أدت لمقتل 13 متطرفا بصفوف القاعدة، وفرار العشرات باتجاه الجبال والمناطق النائية. 
 
وبفعل عمليات عسكرية واسعة للحكومة اليمنية وقوى التحالف ضد “القاعدة”، تم طردهم من مدن جعار وزنجبار ولودر.
 
وهمت العمليات الأمنية فصائل إرهابية أخرى، أهمها “داعش”، إذ اعتقلت الشرطة اليمنية قياديا بتنظيم داعش يدعى “أبودجانة”، وهو من أخطر منفذي عمليات اغتيال ضد رجال الأمن في اليمن. وكان حتى وقت قريب منتميا لتنظيم القاعدة قبل أن يبايع تنظيم داعش الإرهابي.
 

 

عبر الأقمار الصناعية الدكتور عبدالملك اليوسفي الباحث السياسي 

 

اقرا ايضا

مقتل قيادي تنظيم القاعدة جمال البدوي بغارة أمريكية في اليمن