أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (أسماء حيدوسي)

بعد ثمانية أشهر من القتال الذي دمر أجزاء من الموصل وأزهق أرواح آلاف المدنيين وشرد نحو مليون نسمة،الامم المتحدة تقول أن تداعيات الحرب بالموصل تجاوزت السيناريو ‘الأسوأ’ عندما فاق عدد النازحين 940 ألف شخص وفاق الدمار حدود المنتظر.

رغم توقف القتال و تحرير الموصل من احتلال داعش الا ان الازمة الإنسانية في الموصل لم تتوقف فقد خلفت الحرب الذي دامت 8 اشهر لطرد داعش من ثاني أكبر مدن العراق سكانًا بعد العاصمة بغداد خلفت أزمة إنسانية موجعة فاقت توقعات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة حيث بلغ عدد النازحين حتى اليوم قرابة ثمانية آلاف نازح غالبيتهم فارون من الجانب الغربي للموصل، مبينة أن ثلاثة آلاف مواطن تم إيواؤهم في مخيمات النازحين، فيما يقيم أربعة آلاف آخرين في بيوت أقربائهم أو أصدقائهم وفي الآماكن العائدة للمساجد والمؤسسات الحكومية وحول تكلفة إعادة الإعمار قال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في العراق، إن إعادة البنية التحتية الأساسية في الموصل ستتكلف أكثر من بليون دولار.

و على خلاف أزمة النزوح في الموصل … معركة تحرير الموصل أفضت إلى كارثة مدنية أخرى إذ اقترف مسلحو داعش انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بعضها يُعدُّ بمثابة جرائم حرب؛ فقد حشد التنظيم الآلاف من المدنيين، وأجبرهم على النزوح مباشرة إلى منطقة الاشتباك وعمد مسلحو داعش إلى استخدام المدنيين كدروع بشرية،، ومنعهم من الفرار للنجاة بأرواحهم

من جانبها علقت صحيفة «الجارديان» البريطانية على الأضرار النفسية لأطفال المدينة قائلة إن أطفال الموصل الذين عاشوا في ظل احتلال  داعش الإرهابي سيكونون الأكثر تضرراً نفسياً بعد حرمانهم لسنوات من إظهار عاطفتهم واللعب ورؤيتهم للكثير من أعمال العنف.

ويرى الخبراء، أن الأطفال يتأثرون بشكل كبير عند تعرضهم لمواقف تتسم بالعنف، إذ تظهر عليهم أعراض ما يعرف بـ»الإجهاد السام» – وهو شكل حاد من الصدمات النفسية التي يمكن أن تسبب أضراراً مدى الحياة.
انتهاء العمليات العسكرية في الموصل كشف النقاب عن واقع مأساوي خاصة في الساحل الأيمن والمدينة القديمة بالتحديد التي شهدت أشرس المعارك بين القوات العراقية و تنظيم داعش ، حيث بلغت نسب الدمار في المدينة القديمة فقط قرابة تسعون بالمئة وهو ما يعني مزيداً من الضغوط على الحكومة و المنظمات الاممية للبدء بحملة واسعة لبث الحياة من جديد في الموصل ونسيان مرحلة داعش المظلمة.

عبر الهاتف: من أربيل أميرة عبد الخالق – مسؤولة الإعلام في مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومن بغداد جبار مصطاف – عضو الفريق المشترك لإجلاء وإغاثة نازحي الموصل

إقرأ أيضاً

مئات آلاف العراقيين يعانون من الحر الشديد داخل مخيمات النازحين

مقاتل في داعش: قادة التنظيم إختفوا وتركونا لمصيرنا

الضياع والتشتت مصير عائلات داعش في الموصل

 

تابعوا كذلك بثنا المباشر عبر "يوتيوب" لمزيد من البرامج والنشرات‎