أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (تحليل) 

قتل البنعلي الشرعي المتطرف.. الى اي مدى داعش يتأثر؟

بالتأكيد لم يكن هذا حلم ابي بكر البغدادي عندما اعلن خلافته الباطلة: ان يتجه حتما نحو الزوال الحتمي مع قتل قادة داعش الواحد تلو الآخر. هذه المرة كان دور تركي البنعلي.

في تحليلنا سنبين بالبراهين كيف ان قتل البنعلي سيؤثر على ما تبقى من دولة البغدادي المنهارة اصلا.

إقرأ أيضا: تركي البنعلي.. من التشريع إلى سبي النساء

تركي البنعلي كان احد كبار الشرعيين المتطرفين في قيادة داعش. بلا شك ان قتله ستكون له تداعيات قاسية على التنظيم  ليس اقله لأنه  اتى في اعقاب قتل عدد كبير من اعضاء مجلس شورى داعش في العام  2016  وانما يندرج في اطار استهداف جديد لاحد  الشرعيين المتطرفين عمر مهدي زيدان الملقب بابي المنذر الاردني.

إقرأ أيضا: مقتل قيادي داعش الذي أباح استغلال الأسيرات جنسيا

ابو محمد العدناني ابو محمد الفرقان ابو عمر الشيشاني ابو علاء الانباري كلهم رحلوا، من الواضح ان داعش عاجز عن حماية اهم قياداته. خسارة هؤلاء القادة الواحد تلو الآخر دليل حتمي على ان مصير داعش الحتمي هو  الفشل. بالفعل البغدادي فشل في بناء وادارة خلافته المزعومة. ففي وقت يعيش متخفيا عن الانظار فان قادته يستهدفون ويقتلون الواحد تلو الآخر.

واكثر.. قتل البنعلي له خصوصية اكبر: فهو صاحب الماضي الغامض، فهو اكتسب صفة المشرع المتطرف عندما كان تلميذا في القاعدة تحت راية ابو محمد  المقدسي قبل ان يحوّل ولاءه الى داعش وينضم اليه في العام  2014. فالبنسبة لمقاتلي داعش كان صفقة رابحة. البنعلي  كان من  كبار الشرعيين. في الواقع كان معروفا قبل البغدادي وقد يكون ساهم بتجنيد اشخاص وعزز سعي داعش لترسيخ العنف. 

اليوم بعد قتله داعش فقد  الشرعي الذي يمنح المقاتلين المصداقية. هذا يشكل عقبة كبيرة في داعش، بحيث ان قتله لن يفرمل امكانية تجنيد مقاتلين جدد  فحسب وانما يشجع المقاتلين الحاليين على الإستسلام  والنأي بانفسهم عن الصراع، البنعلي لديه قاعدة كبيرة في داعش بين المقاتلين الاجانب.

إقرأ أيضا: خفايا عن "البنعلي" الأب الروحي لـ "داعش" في ليبيا

مصادر ميدانية لفتت الى ان في اعقاب قتله العديد من المقاتلين الاجانب اقدموا على الإنشقاق ويغادرون المنطقة عائدين الى بلادهم بعد توصلهم الى قناعة بان ما قامت عليه داعش لا يستحق القتال من اجله، البنعلي كان يتمتع بحيز خاص لدى  البغدادي: معلومات ومصادر مطلعة اكدت ان البغدادي كان مهتما  ومعتمدا بشكل كبير على نصائح البنعلي.

ولعل البغدادي يجد نفسه اليوم  في مأزق بعد قتله. ومن المتوقع ان لا يمر قتله من دون ان  يرثيه.      

رثاء آخر قد  يصدر عن المقدسي. البنعلي والمقدسي كانت تربطهما علاقة  مريبة. وقد يجد المقدسي نفسه مضطرا للبوح برؤيته للامور بينهما.

اخيرا بلا شك ان قتل البنعلي يلغي خليفة محتمل للبغدادي. اليوم مقاتلو داعش يجدون انفسهم مضطرين للتساؤل من قد يكون بديلا للبغدادي عندما تحين الساعة.
داعش سيهزم، فرحيل البنعلي  سرع من اجَلِ هذه النهاية  الحتمية.

إقرأ أيضا: أصداء مقتل "البنعلي" على مواقع التواصل الإجتماعي

 

عبر الاقمار الصناعية الدكتور هشام الهاشمي خبير الجماعات المتشددة