أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (أبو محمد اليبرودي)

تعكس تطورات الأحداث في وادي بردى عن حسم النظام أمره باستكمال الحملة على وادي بردى بغض النظر عن انعكاساتها على الهدنة المنعقدة على مستوى سوريا، فقد ابتدأ النظام بالنشر علانية لاستقدام تعزيزاته إلى وادي بردى والتي كان آخرها نقله لكتائب كاملة من درع القلمون إلى الجبهات الحامية في وادي بردى، الأمر الذي قابلته المعارضة بإصدار بيان بوقف كافة الأعمال التفاوضية المرتبطة باتفاق إيقاف وقف النار على كامل الساحة السورية.

فالهدوء الذي عاشته قرى وادي بردى مساء السبت الفائت لم يدم طويلا، فقد عاودت قوات النظام وحزب الله القصف العنيف الجوي والمدفعي الذي طال معظم المرافق الحيوية في بلدات وادي بردى بالتزامن مع محاولات تقدم بري عنيفة طالت محيط "نبع الفيجة" و"بسيمة" الأمر الذي دفع "أسامة أبو زيد" المتحدث باسم المعارضة إلى إعلان إيقاف المفاوضات بشكل رسمي حتى توقف الحملة على وادي بردى.
تصعيد عسكري

يقول الإعلامي "رضوان الباشا" في تصريح خاص لأخبار الآن: "تأملنا خيرا بالتهدئة الأخيرة وتوقف القصف على المنطقة، ولكن تفاجئنا بتصعيد القصف الجوي بعشرات الغارات صباح الأحد على بلدات وادي بردى ونبع بردى وبسيمة بشكل خاص، والتي أتت بالتزامن مع محاولات تقدم بري عنيف على عين الفيجة بعد أن قام حزب الله بجلب بلدوزر 120 مضاد للقذائف والذي يقوم بحفر الأنفاق وانشاء السواتر لتسهيل التقدم البري لعناصر الحزب والنظام".

ويضيف الباشا أن قصف النظام لم يتوقف حتى اللحظة وتتصاعد وتيرته يوميا مع تكثيف عمليات التقدم البرية المترافقة مع تمهيد كثيف برشاشات الـ 23، والتي أحدثت دمارا كبيرا في معظم المرافق الحيوية في البلدة، حيث يركز النظام محاولات تقدمه البرية اليوم باتجاه "نبع الفيجة" و"بسيمة" و"ضهرة إفرة" ولكن دون تحقيق أي تقدم مع وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوفه وخاصة فجر اليوم حيث تم قتل مجموعة كاملة من الحزب تقدمت باتجاه "ضهرة إفرة"، الأمر الذي قابله انتقام مباشر من المدنيين بعمليات القنص المباشرة والتي راح ضحيتها 4 شهداء مدنيين بينهم سيدة منذ ليلة الأمس حتى اللحظة.
تصعيد إعلامي ومطالبة بتدخل دولي

ومن جهة أخرى قال "أبو محمد البرداوي" مدير الهيئة الإعلامية في وادي بردى، أن النظام استغل انقطاع السكان عن وسائل الاتصال وبدأ يروج لحملات الحافلات الخضراء وأنه استطاع نقل جزء كبير من الأهالي لمناطق آمنة باتجاه بلدة "الروضة" تحديدا، الأمر الذي نفته الهيئة الإعلامية في وادي بردى بشكل كامل، بل على العكس فإن الأهالي والفعاليات المدنية والعسكرية قد أجمعوا على كسر قاعدة التهجير ورفضها بشكل قاطع كما حدث في باقي مناطق الريف الدمشقي.

وأشار "البرداوي" أن الفعاليات المدنية في وادي بردى، والتي من ضمنها المجلس المحلي والهيئة الطبية والدفاع المدني وغيرها، أصدرت مجتمعة بيانا رسميا دعت فيه الصليب الأحمر وهيئة الأمم المتحدة لإرسال ورشات صيانة خاصة لإصلاح الخراب الحاصل في عين الفيجة وأعربوا عن استعدادهم في تقديم المساعدة والحماية اللازمة لطواقم الصيانة وذلك بهدف إعادة وصولة المياه لسكان دمشق، وذلك مقابل وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات للمحاصرين في وادي بردى مع إدخال مراقبين دوليين لمراقبة أي خروقات في اطلاق النار من أي طرف من أطراف النزاع.

جدير بالذكر أن الرائد "علي عبد الباقي" رئيس "هيئة أركان جيش الإسلام" صرح اليوم عبر موقعه الرسمي عن تسيير مؤازرة من القلمون الشرقي لنصرة وادي بردى وأثنى على صمود أبطالها في وجه الحملة العنيفة التي يتعرضون لها حاليا، كما وأعلن جيش العزة عن البدء بمعارك نصرة وادي بردى في ريف حماة والتي بدأها بإطلاق مئات صواريخ غراد باتجاه ثكنات جيش النظام في المنطقة.
 

 

إقرأ أيضاً

أزمة مياه في دمشق.. إثر قصف النظام على وادي بردى

خروقات النظام لإتفاق وقف إطلاق النار بإدلب ودمشق وحماة ودرعا