أخبار الان| إربد- الأردن  -دانية  

لم تعد مهنة السباكة حكرا على الرجال بعد أن اقتحمت لاجئات سوريات هذه المهنة من أوسع أبوابها، وأنشأن مركزا نسائيا بالكامل يقدم خدمات التمديدات الصحية للمنازل، في خطوة كسرت نظرة "العيب"  بمجتمع محافظ …هو جزء مما تمرّ به المرأة السورية التي باتت تلعب دور الأم والأب والمعيل، ومثال ذلك خمس نساء سوريات، اجتمعن في دورة لتعليم السباكة  وقررن العمل في هذه المهنة وتحدي المصاعب لإعالة أسرهنّ.

صفاء إحدى تلك النسوة اللاتي ضربن ثقافة العيب بالحائط واسست مع اربع اخريات
 مركزا حرفيا مختصا بالسباكة يعد المركز النسائي الاول لهذه المهنة … عملهن هو مصدر رزقهن الوحيد خصوصاً انهن لاجئات هربن من الحرب في سوريا ليجدن انفسهن هنا بلا معيل.

صاحبة الفكرة صفاء سكرية قالت "المسؤولية كلها أصبحت واقعة علي نحن هنا منذ 5 سنوات  الصعوبات  التي نواجها ذاتها  ولحد الآن الإرتكاز كله علي لأنني مسؤولة عن أسرة ومسؤولة عن أطفالي و زوجي أيضا , هذا أمر ليس سهلا, أنا اعتبره بالنهاية أنه أمرا ليس عيب أنا أحب عملي وأصبح بداخلي وأشعر بتفاعل معه 

تلك الايدي الناعمة كونت علاقة وطيدة مع هذه المعدات القاسية …. علاقة عكسية ما بينهما نتج عنها عمل متقن… كأن من يفك الانابيب ويركبها الرجال … قسوة مهنتهن لم تكن بحجم قسوة اللجوء … فالعزيمة ذللت الصعوبات امامهن ليصبحن متمرسات ومحترفات لتلك الاعمال القاسية.

إحدى زبائن الورشة و  تدعى الدكتورة ريم الملاح قالت "اعتبرهن رائدات ..بالنسبة لي لأنهم وصلوا إلى مرحلة يعملون في هذا المجال الصعب ليس سهلا عليهم كسيدات  ونجحوا به أتوقع أن يكون لهم مستقبل رائع "

 يقول قاسم المنصوري  أحد الزبائن "في أي مجتمع واعي يجب أن يؤمن الرجل بأن المرأة شريكة في كل شئ بالمجتمع وهم يتحدون ثقافة العيب, خصوصا أنه هذا المهنة مقتصرة على الرجال , هم يتحدون أنفسهم ويتحدون الناس وعملوا في هذه المهنة وأثبتوا جدارتهم وهم فعلا متميزين .)

ثورة في سوريا أجبرتهن على اللجوء وترك الوطن … وثورة من نوع آخر قادتها تلك النسوة كان هدفها اسقاط صورة المرأة التقليدية … واعلاء صورة أخرى اكثر .
وضوحاً للمرأة الشريكة المشاركة في بناء الامم والحضارات.

بيدها التي تصلح السباكة تقدم المرأة العون لعائلتها .. تؤكد بأن المرأة كانت منذ الأزال ولا تزال السند في كل الظروف والأوقات .

المزيد:

تجار سوريون يستثمرون في "الفاتح" أعرق الأسواق التركية

هانا.. ناشطة ألمانية تساعد اللاجئين السوريين في ألمانيا