أخبار الآن | الموصل – العراق (رويترز)
دخلت القوات العراقية الحي القديم بمدينة الموصل والمنطقة المحيطة بجامع النوري أمس الجمعة في محاولة لقطع طريق رئيسي يمكن أن يتدفق منه انتحاريون من تنظيم داعش للهجوم على مواقعهم.
وتلقى القوات مقاومة عنيفة مع تراجع داعش إلى داخل الحي القديم اذ من المتوقع أن يدور قتال متلاحم في الأزقة الضيقة وحول الجامع الذي ظهر فيه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي أول مرة بعد احتلال الموصل قبل نحو ثلاثة أعوام.
وأطلقت طائرة هليكوبتر صواريخ وسمع دوي إطلاق نار كثيف وقذائف مورتر بينما دارت اشتباكات في أحياء قريبة من جامع النوري.
وقال متحدث باسم الشرطة الاتحادية إن الشرطة وقوات الرد السريع باتت تسيطر سيطرة كاملة على جامع الباشا وشارع العدالة وسوق باب السراي داخل الحي القديم.
وتابع قائلا إن القوات تحاول عزل المنطقة من كافة الجوانب ثم بدء هجوم من جميع الجهات.
وبعد مرور خمسة أشهر على حملة تحرير الموصل آخر معقل كبير لتنظيم داعش في البلاد حررت القوات العراقية المدعومة من ضربات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الشطر الشرقي من المدينة ونحو نصف غرب الموصل على الضفة الأخرى من نهر دجلة.
اقرأ ايضا: طائرات من دون طيار.. تكتيك جديد يدخل معركة الموصل
وستوجه خسارة الموصل ضربة قوية لداعش وكانت المدينة معقلا للتنظيم المتشدد منذ احتلالها في يوليو تموز 2014.
وتحاول القوات العراقية محاصرة الحي القديم وقطع طريق للخروج منه لمنع مسلحي داعش من إرسال السيارات والشاحنات الملغومة التي تستهدف مواقع الجيش داخل المدينة.
وكان انتحاري يقود جرافة قد اخترق صفوف القوات العراقية يوم الأربعاء ودهس سيارات وحواجز قبل أن ينفذ تفجيرا دمر مركبات من بينها دبابات عراقية أمريكية الصنع من طراز أبرامز.
وقال متحدث باسم قوات الرد السريع "تمكنت جرافة ملغومة بشدة من الوصول إلى قواتنا قرب المتحف عبر الطرق الجانبية بالحي القديم وفقدنا دبابة أبرامز وثلاث عربات همفي وأربعة جنود."
وقال المسؤول في قوات الرد السريع إنهم تمكنوا من منع هجوم يوم الخميس عندما ضرب صاروخ سيارة في حي باب الطوب قبل أن تتمكن من الاقتراب من الشرطة الاتحادية والوحدات الأخرى.
أساليب عصابات
كان مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية قد اجتاحوا نحو ثلث مساحة العراق عندما ترك الجيش مواقعه وفر قبل عامين. وتقول الحكومة العراقية إنها أعادت بناء قوات الأمن منذ ذلك الحين واكتسبت ثقة في أرض المعركة واستعادت السيطرة على الأراضي التي فقدتها.
ويقدم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة دعما من خلال ضربات جوية ومعلومات مخابرات ومن خلال مستشارين على الأرض. وبسبب معركة الموصل تقوم القوات الأمريكية بدور أكبر من أي وقت مضى منذ بدأت الانسحاب من العراق في 2011. وأعاد الرئيس السابق باراك أوباما آلاف الجنود إلى هناك كمستشارين.
ويقدر مسؤولون أمريكيون إن نحو ألفي مقاتل لا يزالون داخل المدينة. لكن هناك مخاطر من أن المتشددين سيعودون لأساليب حرب العصابات والتفجيرات التي استخدموها من قبل ضد العاصمة ومدن أخرى.
وإلى الشمال تماما من بغداد قالت مصادر في الجيش والشرطة إن قائدا سنيا لجماعة مسلحة قتل مع اثنين من أفراد عائلته واثنين من حراسه يوم الجمعة عندما اقتحم مسلحون وانتحاريون منزله.
وقتل لطيف الجاري قيادي الجماعة في مدينة المشاهدة الصغيرة وألقت مصادر أمنية اللوم على الدولة الإسلامية في تنفيذ الهجوم.
ويفر السكان من الأحياء الغربية للموصل التي استعادت الحكومة السيطرة عليها وبينهم كثيرون يعانون من الجوع والصدمة نتيجة للعيش في كنف الحكم الصارم للدولة الإسلامية. ويقول كثيرون إن الغذاء يقل والأمن هش حتى في المناطق المحررة.
ويعيش ما يصل إلى 600 ألف مدني مع المتشددين داخل الموصل التي عزلتها القوات العراقية عن باقي الأراضي الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. وتضم القوات العراقية الجيش والقوات الخاصة والبشمركة الكردية وجماعات شيعية مسلحة.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن نحو 255 ألف شخص نزحوا عن الموصل والمناطق المحيطة بها منذ أكتوبر تشرين الأول وبينهم أكثر من مئة ألف شخص منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة بغرب المدينة في 19 فبراير شباط.
وشهد هذا الأسبوع أعلى مستوى للنزوح حتى الآن إذ نزح 32 ألفا بين يومي 12 و15 مارس آذار.
اقرأ ايضا: