أخبار الآن | سوريا – ريف حماه (مصطفى جمعة)

كشفت فرق الدفاع المدني في منطقة الخزانات شرقً خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، عدةً مقابر جامعية، تعود لأسرى من الجيش الحر قُتِلوا على يد تنظيم لواء الأقصى المبايع لتنظيم داعش، بعد إختفاء الأسرى لمدة أسبوعين تقريباً.

و كانت فرق الدفاع المدني قد دخلت منطقة الخزانات بعد خروج عناصر اللواء إلى الرقة بموجب اتفاق تبناه كل من الحزب الإسلامي التركستاني و هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة)، يقضي بخروج مقاتلي اللواء بأسلحتهم الخفيفة لقاءَ تسليم ما تبقى من أسرى لديه وتسليم جثث القتلى، بالإضافة لإستيلاء تحرير الشام والحزب التركستاني على الأسلحة الثقيلة التابعة للواء، من مجنزرات ودبابات و مستودعات للأسلحة، و هذا ما اعتبره ذوو القتلى مساومةً على دماء أبناءهم، بخروج عناصر اللواء سالمين إلى الرقة شرق سوريا، إلا أن اللواء دمر كل الأسلحة الثقيلة قبل خروجه.

وقال شهود عيان لأخبار الآن: إن الجثث تعرضت للتعذيب و الضرب، و إن بعض الأسرى و خاصة الضباط و القادة، ذُبٍحوا نحراً بالسكاكين.

يقول محمد أسعدعنصر بالدفاع المدني: لقد بدأنا بتاريخ الثاني و العشرين من شباط فبراير الموافق ليوم الأربعاء بالبحث عن المقابر الجماعية في منطقة الخزانات عقب خروج لواء الأقصى منها، و عثرنا لحد الآن على 67 جثة تعود لعناصر و ضباط من الجيش الحر، موزعين على مقبرتين، و المعطيات تشير إلى أن الأسرى تمت تصفيتهم قبل عشرة أيام كحد أدنى، صباح اليوم التالي عثرنا على مقبرة جديدة شرق المعسكر، و لدينا على قوائم البحث 197 مفقود، و قد تستغرق عملية البحث أسبوعاً بسبب تباعد أماكن المقابر و صعوبة البحث عنها.

و كان لواء الأقصى الذي رفض بيعة جبهة فتح الشام على خلفية معركة الإستئصال التي أعلنتها أحرار الشام قد إعتقل ما يقارب 450 شخصاً بينهم مدنيون قبل عشرين يومياً، معظمهم من من كفرزيتا و الهبيط و خان شيخون بالمنطقة ذاتها, و إقتادهم إلى معتقلات متوزعة بين مورك و خان شيخون، و قال اللواء في بيان سابق له إنه سيُتبِع العناصر المعتقلة لدورة شرعية لمدة نصف شهر و من ثم سيُخلي سبيلهم، و هذا ما جعل الأمر يأخذ فترة زمنية طويلة لمعرفة مصير القتلى.

والجدير ذكره أن غالبية أو كل العناصر التي أًعدمت رفضت قتال تنظيم جند الأقصى قبل شهرين و إلتزمت الحياد إزاء الإقتتال الدائر بين تنظيم جند الأقصى و أحرار الشام، و طلبت عدم توريطها في معركة لا ناقة لها فيها و لا جمل، و كان جيش النصر، صاحب العدد الأكبر من القتلى بالمذبحة قد صرَّح سابقاً أن بنادق مقاتليه موجهة إلى النظام فقط، إلا أن ذلك و غيره لم يشفع للأسرى.

ويضيف أبو العز القيادي بالجيش الحر: لقد سيطر عناصر اللواء كفرزيتا و مورك و خان شيخون مستغلين رفض الفصائل في هذه المناطق قتالهم، و من قاموا بمحاصرة المقرات و النقاط العسكرية و نشر الحواجز، و طوقوا الكمطقة و بدأوا معركة ضد الجميع، و عناصر الجيش الحر الذين قُتِلوا جميعهم رفضوا الدفاع عن أنفسهم نأياً عن الإقتتال، لكن هذا التنظيم الذي يبايع داعش غدر بنا و قتل أبرز المقاتلين و العناصر الذين لهم صولات و جولات ضد نظام الأسد، و الآن نحن ككل سنقاتل هؤلاء و نثأر لشهدائنا و عهداً علينا هذا ما حيينا.

و لعل من أبرز القادة الذين تمت تصفيتهم، النقيب طارق جدوع القائد العسكري في جيش النصر، و القائد العسكري مصطفى أبو حديد القيادي في الفرقة الوسطى, و الذي إختفى قبل المعركة الأخيرة بأيام قليلة، و الملازم أول محمد دخان و القادة العسكريين صدام المحمد و النسر أبو حسين قصي خليل، كما أن بينهم إعلاميين عسكريين تابعين للجيش الحر، فضلاً عن أن جميع من قُتٍل يعد من خيرة المقاتلين و الصامدبن بالثورة منذ ست سنوات حسب ما أورد ناشطون محليون و ذوو القتلى.

و ليست كغيرها من الطعنات الغادرة التي تعرضت لها ثورة السوريين، حيث تبين أن لواء الأقصى حاليا و جند الأقصى سابقاُ، يقف وراء الإغتيالات و الإختفاءات القسرية، كما أعدم عدة أشخاص بتهم مختلفة، كتلك التي يستخدمها تنظيم داعش ضد ضحاياه، و لعل من أبرز عمليات الإختفاء القسري التي قام بها التنظيم, الوقوف خلف إختطاف العقيد عبد الغني سويد، قائد الفرقة الوسطى التابعة للجيش الحر.

هذه الفاجعة و الصعقة القوية التي لم يتوقعها أحد، شكلت قناعة عند السوريين، أن من يسعى لتفرقة الصف دائماً هم نفسهم من يرفعون رايات براقة تنادي باسم الدين، و تكشفت الحقائق أكثر حول هذا الشيء بعدما أعدم لواء الأقصى نحو 25 قاضيا شرعياً و محققاً في محكمة " موقا " بريف إدلب، التابعة لفتح الشام، و ربما ستكون هذه الطعنة درساً و إن كان قاسياً للجيش الحر، الذي دائماً ما يكون الضحية لتلك التنظيمات.

 

اقرأ أيضا:
قوات سوريا الديمقراطية تحاول عزل مدينة دير الزور عن الرقة لحصار داعش