أخبار الآن | حماة – سوريا (مكسيم الحاج)

تتواصل عمليات التشبيح بكافة أنواعها من قبل الشبيحة الذين أطلق النظام لهم العنان في أرجاء مدينة حماة دون حساب، والتي يفرض نظام الأسد عليها حصاراً كاملاً بأكثر من مئتين وأربعين حاجزاً داخل أرجاء المدينة، ليعمل شبيحة النظام بشكل أساسي على سياسة الخطف والتشبيح على أهالي المدينة بهدف ابتزاز الأهالي والعمل على سلب أموالهم بكافة الطرق والوسائل دون سلطة تكفّ أيديهم، ولم يستثن شبيحة النظام استخدام النساء والأطفال وسيلة لتحقيق غاياتهم، فيما ازدادت ظاهرة الخطف أكثر فأكثر في الشهرين الماضيين في المدينة لتصبح قلقاً كبيراً يعيشه الأهالي في كل يوم.

عمليات الخطف بالأرقام

وفي جولة لأخبار الآن في مدينة حماة أفاد الشاب "محمد" أحد أهالي حي الكرامة بأن شبيحة النظام قاموا بأكثر من خمسين عملية خطف خلال الشهر الجاري والشهر الماضي، حيث اعتمد الشبيحة سياسة خطف الفتيات دون سن 30 والأطفال دون سن 12 كوسيلة أساسية لابتزاز الأهالي إضافة لخطف أصحاب رؤوس الأموال وأبنائهم، ومن ثم يتم ابتزازهم وطلب فدية مالية قد تصل إلى عشرات ملايين الليرات السورية وقد تكون الفدية أحياناً بالدولار الأمريكي.

وقالت الناشطة "غدير اليوسف" ناشطة ميدانية بحماة، بأن حالات الخطف باتت الشغل الشاغل للأهالي وحديثهم اليومي والدائم، نظراً لكثرة حالات الخطف على علم النظام وتحت تدبيره، فمنذ عدّة أيام تم خطف شاب يبلغ من العمر ستة عشر عاماً في حي "البياض" وقبله شاب آخر من حي "الكرامة" بنفس العمر ومطالبة عائلته مقابل 60 مليون ليرة سورية أو قتله.

وتابعت بأن حالات الخطف لم تقتصر في ساعات الليل المتأخرة فقط، فقد حصلت أكثر من عملية خطف في حي "البياض" في الساعة الثامنة مساء وعلى مرآى من المارّة، وكذلك حصلت عدّة عمليات خطف في وضح النهار في حي "الكرامة" وحي "البرناوي" في المدينة.

الخطف تحت رعاية النظام

وفي معلومات حصلت عليها أخبار الآن، بأن من يدير حالات الخطف في محافظة حماة وتلك العصابات هو "علي الشلّي" المعروف بـ "أبو حسن"، قائد أكبر ميليشا وعصابة للخطف والقتل في حماة وفي ريفها الغربي، وعلمت أخبار الآن بأن مكان إقامته هو في داخل مطار حماة العسكري، وهو معروف بعلاقاته القوية من ضباط برتب عالية في اللاذقية ودمشق تعمل على تغطية أعماله.

أغلب عمليات الخطف كانت في وضح النهار وأمام حواجز النظام، وتتركز في المناطق التابعة لسيطرة المخابرات الجوية في حماة والتي يعمل فيها "علي الشلة" وميليشاته وكذلك "طلاق الدقاق" الرأس التشبيحي الآخر في المدينة وميليشاته.

وفي حديث لأخبار الآن مع "زيد" رئيس تحرير صحيفة حماة اليوم، قال بأن قوات النظام وشبيحته المدعومين من القيادات الأمنية في حماة عادت بشكل كبير لسياسة الخطف وخاصّة للأطفال، وأضاف بأن النظام وشبيحته المنتشرين في أرجاء المدينة يقوقمون بذلك للحصول على أكبر قدر من المال من أهالي المخطوفين، وغالباً ما تكون فدية المخطوف أكثر من عشرة ملايين وهو مبلغ كبير جداً ومن المستحيل أن يمتلكه مجتمع مدينة حماة المعروفين بطبيعتهم المتوسطة مادياً في الغالب.

وفي السياق ذاته، قال بأن شبيحة النظام تعتمد على خطف النساء لاستخدامهم كوسيلة ضغط على أهالي المخطوفين لدفع الأموال وتحقيق المطالب أو يتم ذبحهم دون سابق إنذار، وهذا ما حصل  مع الكثير من العائلات، بالإضافة إلى خطف سائقي السيارات العمومية مع سياراتهم وذبحهم في بعض الأحيان أو رميهم في الرصاص على مناطق حساسة من أجل إعاقتهم بقية الحياة.

وقد عزى ناشطون بأن هذا الأمر ناجم عن غياب الرادع العسكري لقوات النظام داخل المدينة ما أدى لتمرّد الشبيحة. هذا وقد قام النظام أخيرا وبعد شكاوى التجار بوضع عدّة حواجز للشرطة المدنية التابعة لوزارة الداخلية على مداخل ومخارج الأحياء التي كثرت فيها عمليات الخطف، ووضع دوريات ليلية تجوب أنحاء تلك الأحياء، علماً بأن عنصر أمني بإمكانه ضرب وإذلال جميع عناصر تلك الدورية لكون السلطة التي يمتلكها أكبر من عناصر الشرطة الداخليه حتى لو كان ضابطاً.

 
إقرأ أيضاً:

تعمق الخلاف بين فصائل القاعدة في سوريا

لافروف: هدف مفاوضات آستانة تثبيت وقف النار