أخبار الآن | القلمون – سوريا (أبو محمد اليبرودي)

"كي تساهم في دحر الإرهاب كن بطلا من أبطال الفيلق الخامس اقتحام"، "كن واحدا من صناع القرار وانضم للفيلق الخامس اقتحام"، عينة من رسائل نصية شبه يومية باتت تصل لهواتف شباب القلمون المحمولة تحثهم على الانضمام للفيلق الخامس اقتحام، والذي بات يلقى رواجا كبيرا في منطقة القلمون إما بالترغيب أو الاكراه وأوشك على استنفاد المنطقة من شبابها في سبيل تشكيل ما يراه نشطاء "جيش النظام البديل".

الخيارات المتاحة أمام من تبقى من شباب القلمون في تحديد مسار حياتهم لم تعد كثيرة، فمن استطاع التنصّل من السحب الاحتياطي للخدمة الإلزامية أو قد أنهاها منذ فترة طويلة قد بات أمام خيارين أحلاهما مرّ، فإما البقاء في المدن والتعرض للمضايقات اليومية من أزلام النظام والتعرض لخطر الاعتقال التعسفي يوميا، أو القبول بالعروض المغرية المقدمة من قبل النظام السوري بالانضمام للفيلق الخامس والاستفادة من ميزاته المادية والسلطوية التي تضمن عدم الاعتقال للمنسبين لصفوف الفيلق مع أسرهم.

حشد للشباب
يقول "أحمد البيانوني" مدير تنسيقية التل في القلمون لأخبار الآن: "اختلفت آلية النظام في الحشد للفيلق الخامس عن عمليات التجنيد القسري والسحب الاحتياطي للخدمة الإلزامية والتي كانت تستهدف شبابا بين العشرين والثلاثين من العمر، أما بالنسبة للفيلق الخامس فقد شملت حملات التجنيد من وصلت أعمارهم حتى الخمسين عاما دون التمييز بين وضعهم الاجتماعي أو الوظيفي، فقد طالت الحملة حتى الأطباء والمهندسين والذين أجبر بعضهم على الانضمام جراء الضغوطات الكبيرة التي تعرضوا لها من قبل عملاء النظام في المنطقة".

ويضيف البيانوني أن النظام استغل غياب الثوار المفاجئ في المدينة عقب المصالحة الأخيرة التي وقّعت في المدينة وسعى للاستفادة من كونها خزانا بشريا كبيرا مليئا بالشباب ولأجل ذلك بدأ بالحشد لصالح الفيلق عن طريق الفرض على أئمة المساجد أن يدعوا أبناء المدينة للانضمام للفيلق كواجب ديني وتوزيع بيانات رسمية بذلك، بالإضافة للدعوة إلى ذلك في المؤسسات الحكومية والخدمية في المدينة.

ويشير "أحمد" إلى أن النظام لجأ الى سياسة الترغيب بشكل لافت في الدعوة للفيلق من خلال التركيز على الرواتب المادية العالية التي سيتقاضاها المنضمون للفيلق والتي ستتراوح بين 200 إلى 400 دولار بالإضافة للميزات الأخرى من ناحية المساعدات العينية، الأمر الذي لامس الحاجة لدى معظم شباب البلدة وحتى أطفال المدارس والذين يئسوا من فترة الحصار الطويلة الفائتة للمدينة وانعدام العمل ومصادر الرزق فيها فلجأوا للانضمام للفيلق طمعا بالتعويضات العالية التي ممكن أن تكون حلا لوضع عوائلهم المتردي ماديا.

أهداف ومكاسب
من جهة أخرى يقول "باسل أبو جواد" الناطق باسم الهيئة الثورية في يبرود لأخبار الآن: "إن النظام عمد عقب التسويات الأخيرة التي عقدها في مناطق عدة في القلمون إلى شن حملات اعتقال كبيرة طالت مئات من شباب المنطقة بالتزامن مع حملات التجنيد للفيلق، وذلك بغية ترهيبهم من الاعتقال ليجدوا بالتطوع لصالح الفيلق مخرجا من أزمة الوصول لجحيم زنازين الاعتقال وبذلك يضمن زيادة أعداد المنضمين لصالح الفيلق ممن لم يرغبوا بالانضمام له طواعية".

ويضيف "أبو جواد" أنهم يرون في تكثيف النظام لحملات التجنيد لصالح الفيلق الخامس على حساب التشكيلات الأخرى دلالات كبيرة على الصعيد السياسي والعسكري والميداني، فلطالما كان الوضع العسكري لجيش النظام السوري هشا في الفترة الأخيرة ويفتقد للقوة التنظيمية والميدانية بعد أن استهلك في قتال الثوار طيلة السنوات الخمسة الفائتة فيكون هذا الفيلق كبديل عن الجيش السابق، إضافة لأن النظام بحاجة لتشكيل عسكري كبير يرتكز فيه على العدد الكبير بدلا من النوعية والخبرة لعناصره وذلك في سبيل سعيه اللاهث لاستدراك دوره المفقود في أية عملية تفاوضية قادمة في المرحلة القادمة والتي يبدو أن نظام الأسد فقد صنع القرار فيها.

 

إقرأ أيضاً

روسيا ترى مؤشرات ايجابية في محادثات السلام السورية في استانة

ضربة جوية أمريكية تؤدي إلى قتل اكثر من 100 فرد من القاعدة في سوريا