أخبار الآن | الرقة – سوريا (عزام الحاج)
يتداول سكان الريف الشرقي في محافظة الرقة أخبار أحد "شرعيي ودعاة" داعش المهاجرين بكثير من التوجس والقلق، لا لدموية أو قسوة اشتهر بها عدد من قادة وأمنيي داعش، بل لقدرته على الإقناع والتعبئة وجذب مؤيدين ومقاتلين لصالحه.
لا ملامح واضحة لشخصية أبو بصير، فلا أحداً يعرف هويته الأصلية أو موطنه الأصلي. البعض يقول إنه أردني، بينما يقول آخرون إنه سعودي ويذهب بعض ثالث إلى أنه أحد دعاة داعش القادمين من اليمن. إلّا أن ما يتفق عليه كل من سمعوه يخطب في المصلين بأحد مساجد الريف الشرقي هو مهارات الرجل الخطابية وقدرته على تحريك انفعالات الناس وابتزازهم عاطفياً لصالح داعش.
يتندر بعض الناشطين المحليين في محافظة الرقة بقولهم: "اليوم سيلتحق أربعة أو خمسة شباب بداعش حالما يخرجون من المسجد الذي خطب فيه "الحاخام الأكبر"؛ ولقب الحاخام الأكبر لقب يُطلقه ناشطون محليون على هذا الشخص الذي كان "شرعي معسكر العكيرشي"، جنوب شرق مدينة الرقة، قبل أن يُصبح شرعياً في بلدة الكرامة، شرق مدينة الرقة- أو ما يُسمى بالقطاع الشرقي حسب اللغة الإدارية لداعش- منذ عام ونصف العام تقريباً. ويتداول هؤلاء الناشطون معلومة تقول إن أبا بصير هو "أستاذ جامعي سابق هو يمني الجنسية غالباً".
يتميز أو بصير بالهدوء والقدرة على الاسترسال في الكلام لساعات، وينثر من حوله الكثير من المعلومات التاريخية والشرعية، مما يجعله موسوعة في نظر كثير من محدودي المعرفي وأشباه الأميين، إلّا أن ما يختص به هو قدرته على التأثير على الأطفال واليافعين، وهنا مكمن خطورته حسب ناشطي المنطقة. إذ يملك القدرة على التواصل وكسر الحواجز النفسية مع الآخرين، كما يُعامل الأطفال بطريقة تجعلهم أسرى لما يقول ويُوحي ويأمر.
أشبال الخلافة
أبو بصير ينحني على أيدي الأطفال الصغار ويُقبلها عندما يقابلهم في المسجد أو في الشارع. هذا المهاجر، ينشط اليوم في صفوف ما يُسمى بـ"أشبال الخلافة" في منطقة الكرامة. ومنطقة الكرامة، ومركزها بلدة الكرامة التي تبعد حوالي 25 كم إلى الشرق من مدينة الرقة، اشتهرت خلال الفترة الماضية بسبب خروج عدد من قيادات داعش المحليين من أبناءها، ولعل أبرزهم "أبو علي الشرعي" الذي قُتل قبل أيام بغارة جوية على أحد مواقع داعش في الرقة.
أما "أشبال الخلافة" فهو تنظيم رديف لداعش يعمل على استقطاب الأطفال من البيئات المحلية وغسل أدمغتهم وتدريبهم لصالح الجسم العسكري للتنظيم. وهو محاولة لتقليد تنظيم كان معتمداً من النظام السوري تحت اسمين لمنظمتين مُلحقتين بحزب البعث هما: "منظمة طلائع البعث" و"اتحاد شبيبة الثورة" الذين اضطلعا في سورية لعقود بمهمة غسل أدمغة الأطفال واليافعين السوريين بدعاية النظام الشمولي السوري ثم إدخالهم في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي ابتداءً من سن الرابعة عشرة.