أخبار الآن | وادي بردى – سوريا ( عبد الوهاب أحمد )

طالبت الهيئات المدنية الناشطة في قرى وبلدات وادي بردى غرب العاصمة السورية دمشق في بيان موحد طالبوا المجتمع الدولي بكافة حكوماته ومؤسساته تحمل مسؤولياته تجاه حماية المدنيين في هذه القرى والبلدات وضرورة التدخل السريع لإنقاذ ما تبقى من مؤسسة عين الفيجة التي تؤمن مياه الشرب لأكثر من 6 ملايين انسان في العاصمة دمشق وريفها.

وأكد البيان الذي وقعت عليه 8 هيئات ومنظمات جميعها موجودة في قرى الوادي على ضرورة الضغط على القوى الداعمة لنظام الأسد والمليشيات الطائفية الموالية له لإيقاف الهجمة العدوانية على الأهالي ويخشى ألاف المدنيين من حدوث مجازر بحقهم من قبل عناصر حزب الله اللبناني حيث يتواجد في هذه المناطق أكثر من 90 ألف مدني في المنطقة وغور مياه عين الفيجة.

وجاء في البيان التأكيد على رفض أي شكل من أشكال التهجير القسري لسكان المنطقة الذي يأتي ضمن سياسة التغيير الديموغرافي التي ينتهجها نظام الأسد في معظم الاراضي السورية وخصوصا في ريف العاصمة دمشق، و أشار البيان أيضا الى ضرورة أيجاد اتفاق مناسب يضمن سلامة المدنيين في المنطقة و السماح للجهات الدولية بإدخال ورشات صيانة لنبع الفيجة وإبقائه تحت الادارة المفوضة من قبل أهالي المنطقة.

منذ أيام تحديدا بعد تنفيذ اتفاق اجلاء المدنيين والمقاتلين من حلب توعد النظام والمليشيات المساندة له أهالي المنطقة بالمجازر ما لم يرضخوا لطلباتهم والتي على رأسها اخلاء الثوار وعوائلهم باتجاه ادلب، تمكن الناشطون هنالك خلال الأربعة أيام الماضية من توثيق سقوط أكثر من 100 برميل متفجر وعشرات الصواريخ الفراغية التي تسببت بسقوط اكثر من 10 قتلى و ما يزيد عن 70 جريح.

معاذ القلموني ناشط اعلامي في منطقة وادي بردى يقول لموقع أخبار الآن :"خلال الأيام الماضية المكتب الاعلامي في المنطقة والهيئة الطبية ومركز الدفاع المدني ومركز نبع الفيجة خرجوا عن الخدمة بسبب شدة القصف وهنالك إصابات وقتلى في صفوف كوادر هذه المكاتب والمنشآت".

ويضيف القلموني : " ان ميليشيا حزب الله وقوات نظام الأسد حاولت التقدم عشرات المرات من اكثر من محور الا ان جميع تلك المحاولات باءت بالفشل تمكن الثوار من تحقيق اصابات مباشرة في صفوف قوات نظام الأسد و تكبيدهم خسائر فادحة بالأرواح، و تمكنوا أيضا من تدمير دبابتين وعربة مدرعة و تركس على محور قرية بسيمة بالإضافة الى اسر عنصرين.
رضوان علي باشا ناشط في المجال الطبي في قرية عين الفيجة يقول لموقع أخبار الآن : "تشهد القرى و البلدات تدهورا كبيرا في الأوضاع الطبية خصوصا مع خروج النقطة الطبية الوحيدة عن الخدمة بفعل القصف الهمجي، قبل بدء الحملة الشرسة هنالك صعوبة كبيرة في تأمين الادوية الى المنطقة كونها كانت تخضع لحصار جزئي من قبل الحواجز المتواجدة على مداخلها والتي كانت بدورها تمنع دخول أي نوع من الادوية، الكوادر الطبية قادرة على الصمود والعمل لخدمة اهالي المنطقة حيث لا يزال جزء منهم قادر على العمل في القرى والبلدات "

ويعيش في منطقة وادي بردى أكثر من 90 ألف نسمة محاصرة من كافة الجهات ونظام الأسد سيطر على التلال والجبال المحيطة بها منذ انطلاقة الثورة السورية، ويرى ناشطون في المنطقة ان شراسة الحملة في هذا التوقيت تأتي بالتزامن مع قرب أغلاق ملف مضايا والزبداني من خلال أخراج المقاتلين فيهما اتجاه ادلب لتبقى قرى وبلدات وادي بردى المعقل الأخير للثوار في ريف دمشق الغربي.