أخبار الآن | حلب – سوريا – حصري – يمان خطيب 

رشحت منظمات وجمعيات دولية مؤسسة الدفاع المدني السوري لنيل جائزة نوبل للسلام، تقديراً للتضحيات التي قدمها ولا زال، في سبيل إنقاذ حياة المدنيين. أصحاب الخوذ البيضاء كما أطلق عليهم، أنقذوا منذ التأسيس عام 2013 حياة أكثر من ستين ألف شخص، في ظل إمكانيات متواضعة وظروف غاية في الصعوبة. في التقرير التالي يستعرض لنا يمان خطيب بعضاً من إنجازات الدفاع المدني والصعوبات التي يواجهونها.
 
ربما تعلل هذه المشاهد سبب تأسيس الدفاع المدني السوري، أو كما اتفق على تسميتهم أصحاب الخوذ البيضاء، تحكي أنقاض آلاف المنازل المدمرة في سوريا، قصصاً لأشخاص أحيوا بعد موت مؤقت بين الركام، كالطفلة وحيدة التي صارعت الموت عدّة ساعات، قبل أن ينتشلها أبو كفاح، أحد أفراد الدفاع المدني، ويشاركها ذرف دموع الفرح ببقائها على قيد الحياة.

وقال أبو كفاح أحد عناصر الدفاع المدني السوري  الآن " عندما طلبت مني والدة الطفلة وحيدة، إنقاذ ابنتها، قطعت عهداً على نفسي أن أستمر في العمل حتى أنتشلها من تحت الأنقاض، عندما كنت أزيح الركام، تسلل شعور إلى داخلي أن الله لن يخذلني وسأتمكن من إنقاذها".

كأنها ابنتي، رددها أبو كفاح كثيراً أثناء حديثه عن إنقاذ وحيدة، التي باتت وحيدة لوالديها الآن بعد مقتل شقيقتها في القصف ذاته، اصطحبنا إلى منزلها أو بالأحرى إلى كومة الركام كما اعتاد أن يفعل، كثيرون هم الأشخاص الذين شارك في إنقاذهم، لكن ثمة ما يجذبه إلى هذا المكان.

وأضاف أبو كفاح " عندما انتشلت وحيدة البالغة من العمر 3 أشهر فقط من تحت الأنقاض، شعرت بأنها ابنتي، لا أعلم لماذا انتابني ذلك شعور حينها، بشكل شبه يومي آتي إلى منزل الطفلة وأتذكر ذلك اليوم الذي لن أنساه ما حييت".

أنشئ الدفاع المدني السوري مطلع عام ألفين وثلاثة عشر، يضم الآن نحو مئة مركز وثلاثة آلاف عنصر يتوزعون على ثمانية مدن سورية، لم يحظى أكثر من مئة وواحد وأربعين فرداً منهم بوقت يذرفون فيه الدموع فرحاً، بإنقاذ شخص من تحت الأنقاض، وقفت غارات النظام وروسيا حائلاً دون ذلك، رسالة السلام التي أراد أصحاب الخوذ البيضاء إيصالها للعالم، لم تكن شفيعة عند الطيران الروسي على ما يبدو.

المخاطر وحجم التضحيات التي يقدمها رجال الدفاع المدني، في سبيل إنقاذ الإنسان، كانت سبباً كافياً لترشحهم منظمات وجمعيات دولية لنيل جائزة نوبل للسلام.

أبو خالد مسؤول في مديرية الدفاع المدني السوري  لأخبار الآن " الحصول على جائزة نوبل شيء عظيم، لكن جائزتنا هي إنقاذ طفل واحد من بين الركام، لا يمكنني وصف شعور عناصر الدفاع المدني حين يتمكنون من انتشال شخص عالق بين ركام منزله، عقب كل قصف، رغم المخاطر الجمة التي نواجهها أثناء تأدية الواجب". ربما تصنف مهنتهم هي الأخطر في العالم، معرضون في أي وقت لفقدان حياتهم، لكن كل ذلك يبرره إنقاذ ولو شخص واحد من الموت.

 

إقرأ أيضاً

"أصحاب الخوذ البيضاء" أقوى المرشحين لنيل جائزة نوبل للسلام 2016

60 ألف سوري أنقذهم أصحاب القبعات البيضاء