أخبار الآن | ريف حمص – سوريا- (مكسيم الحاج)

تتواصل معاناة أهالي بلدات وقرى ريف حمص الشمالي في ظل الحصار الذي تفرضه قوات النظام على تلك المناطق مع العواصف الثلجية التي تعصف وسط سوريا، علاوة عن القصف الذي لم يتوقف بشتى أنواع الأسلحة.

وعن حال مدينة الحولة بريف حمص الشمالي، يصف الناشط الميداني "هاني" حالة الحولة قائلاً: "العاصفة كانت عنواناً للموت لا يختلف عن القذائف، حيث أنها حصدت ما زرعناه وزادت من معاناتنا ولم يكن بيدنا حيلة لنقي أنفسنا شرّها وبردها القارس"، مختصراً معاناة مئات العائلات المحاصرة في تلك المدينة الصغيرة التي ترزح تحت الحصار منذ قرابة الثلاثة أعوام في ظل ظروف معيشية صعبة.

الأبواب والنوافذ والمدارس كوقود!

يقول "بسام" أحد ناشطي الحولة بأن أهالي الحولة اعتمدوا بشكل رئيسي في التدفئة على الأخشاب التي لم تعد تتواجد حتى، مما اضطرهم إلى فتح أربع مدارس ابتدائية ممن انتهى فيها الدوام المدرسي فقاموا بكسر أبوابها وأخرجوا المقاعد الخشبية من داخلها ليستخدموا أخشاب تلك الأبواب والنوافذ والمقاعد الدراسية كحطب للمدافئ علّه يقي أطفالهم شرّ برد العاصفة الثلجية القارس ولو لساعة من الزمن.

ويروي بسام قصة عن صديقه: "تزوج صديقي منذ عام تقريباً قام بحرق أبواب غرفة نومه الجديدة وأثاثاتها والأدوات الخشبية التي قلّ استخدامها في منزله، وعند سؤالي له عن سبب قيامه بهذا فقال لي بأن هذه الغرفة لن تلزمه إذا مات هو وزوجته من البرد وبأن ساعة من الدفء قد تساوي معه حرق بيته بأكمله".

عمد الأهالي الفقيرة والمعدمة إلى حرق ثيابهم الصيفية القديمة كمصدر للتدفئة. فعائلة "أبو محمد" التي تقيم في إحدى مدارس الحولة بسبب تهدم بيتهم جراء قصف النظام، قامت بحرق الثياب القديمة والصيفية، في حين تعمل هذه العائلة على جمع بعض علب "الكرتون" لاستخدامها في إشعال المدافئ علّها تقي أجسادهم ذلك البرد الذي يفتك بهم.

وأفاد "أبو عامر" أب لعائلة في مدينة الحولة، عن نقص حاد في الطعام والشراب لدى الأهالي خاصة مع تلف الكثير من الأشجار والخضروات المزروعة داخل المدينة بسبب العاصفة الثلجية التي خيمّت مؤخراً على سوريا، وتراكم الثلوج فوق تلك المزروعات التي أدت إلى إتلافها مما انعكس بشكل مباشر في نقص المصدر الوحيد للطعام داخل تلك المدينة المحاصرة.

أهالي "الحولة" وموجة الثلج .. مقاعد المدارس والأبواب والنوافذ حطبا للتدفئة

ثلوج وأمراض مزمنة

يذكر أن منطقة الحولة تتعرض لموجة ثلوج حيث وصل ارتفاع طبقة الثلج إلى عدّة سنتيمترات فوق الأرض، مما أدى لقطع أغلب الطرقات في الحولة بسبب تراكم الثلوج، ووصل سعر ليتر المازوت "إن وجد" لـ 250 ليرة سورية، في حين قام البعض من مغتربي الحولة في البلدان الأخرى بإرسال مبالغ بسيطة لشراء مادة المازوت وبعض المحروقات لبعض الأهالي ولكنه لم يكن كافيا، هذا عدا عن قطع التيار الكهربائي من قبل قوات النظام منذ بداية العاصفة الثلجية مما أخرج المدافئ الكهربائية عن العمل.

ويضيف الناشط "بسام" في حديثه لأخبار الآن عن انتشار الكثير من الحالات المرضية من الزكام الشديد وآلام البطن المزمنة، فيما تركزت تلك الحالات ممن هم دون سن العاشرة وللكبار في السن ممن تجاوز 60 عاماً، كذلك تم رصد حالات التهابات في الجهاز التنفسي كحالات الربو والإختناق وذلك جراء إستخدام بعض العائلات لمدافئ الحطب وحرق النايلون والألبسة القطنية لاستخدامها كوسيلة تدفئة تقيهم بعضاً من البرد.

هذا، وقد ناشد أهالي الحولة المنظمات الانسانية والحقوقية الاهتمام بهذه الكارثة الإنسانية التي حلّت عليهم ولتوفير اللباس ومادة المازوت ودعم مادة الطحين أيضاً لتوفير الطعام للأهالي.

أهالي "الحولة" وموجة الثلج .. مقاعد المدارس والأبواب والنوافذ حطبا للتدفئةأهالي "الحولة" وموجة الثلج .. مقاعد المدارس والأبواب والنوافذ حطبا للتدفئة