أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة

يقوم داعش باستخدام التقنيات الاعلامية بشكل جيد وفعال، فعناصر التنظيم متواجدة في كل مكان، وهم نشطون جدا على شبكات التواصل الاجتماعي. وهم ايضاً يقومون بانتاج مقاطع فيديو ورسوم بيانية جذابة.

ولكن وسائل إعلام داعش لم تصدر اية صور او رسومات تظهر التقلص في الاراضي الواقعة تحت احتلال داعش خلال العام الماضي. 

هناك سبب لهذا: بالرغم من ان وسائل اعلام داعش نفسها تعمل كل شيء لتحقيق النجاح، ولكن الحقيقة وراء الدعاية التي يقوم بها التنظيم هي انها تنهار من اساساتها.

من خلال تحليلنا، فنحن ننظر الى كيفية عمل وسائل اعلام داعش، وسبب فشلها في كسب القلوب والعقول

من المانيا قال الباحث المتخصص في مكافحة الارهاب والاستخبار جاسم محمد لخبار الآن: "داعش يستخدم تقنيات حديثة على عكس غيره من التنظيمات الارهابية المتطرفة، وهو يستخدم هكذا دعايات لاستقطاب العقول الضعيفة، وهذا التنظيم الارهابي قائم على الكذب الممنهج والتعبئة".

وسائل اعلام داعش غير متطابقة مع داعش: 

قسم الدعاية في داعش يعمل كوكالة اعلانات وتسويق، وقد يكون هو القسم الوحيد الناجح في تنظيم داعش الفاشل، فهو مطلوب منه ان يبيع ويروِّج فكرة داعش، وان يخفي حقيقة هذا التنظيم.   

داعش يستخدم اساليب خادعة ومضللة ليظهر على انه فعال وناجح، ولكن كأي وكالة اعلانات تقوم بتسويق منتج سيء، فإن وسائل اعلام داعش وجدت انه من الصعب جداً اخفاء الحقيقة. 

وسائل الاعلام في داعش تستخدم مراجع ثقافية غربية:

داعش يكره اي شيء من الغرب، ولكن القسم الاعلامي له يقوم بتقليد افلام الاكشن والرعب في هوليوود ، هذا التكتيك يجعل داعش يبدو احمق وفي تناقض مع نفسه.

 ليست جميع التضحيات متساوية: 

وسائل الاعلام في داعش تحب ان تعلن خبر موت مقاتليه  ذوي الرتب المنخفضة ، حيث انها تعتبرهم شهداء وفقا لمعتقدات داعش، على ما يبدو ان وسائل اعلام داعش تكون سعيدة عند موت مقاتل عادي من التنظيم، بينما عند موت قائد ما، فان داعش تفعل كل ما هو ممكن لاخفاء ذلك.

تحريف الحقيقة عندما لا تستطيع تغييرها: 

داعش يتعرض لواقع مؤلم وهو ان دولته الوهمية قد انهارت. وان داعش ليس لديه المال او القدرة على توفير الغذاء والماء والكهرباء والرعاية الصحية للناس الذين لا زالوا تحت احتلاله. وهذه حقيقة داعش غير قادرعلى تغييرها. ولهذا فان داعش يستخدم ما تبقى من موارده على آلة الدعاية.

الدمار الحقيقي ليكون قادر على إنتاج ضجة اعلامية:

واحد من الاسباب التي تجعل داعش يدمر مواقع اثرية مهمة هو الحصول على دعاية مجانية في وسائل الاعلام العالمية. داعش يدمر الكنوز التاريخية للدول مقابل استخدام الاخبار والصور الناتجة كدعاية له. 

نقطة رئيسة اخرى تبين التناقض في داخله هو ان داعش يقول ان هذه الآثار تحتوي على اصنام، في الوقت نفسه داعش يقوم ببيع اصنام اصغر لأعلى مزايد. بالتأكيد ان وسائل الاعلام في داعش لا يمكنها التعامل مع هذه التناقضات التي تجعله يبدو سيئاً.  

السبب الحقيقي وراء تركيز وسائل الاعلام في داعش على هجمات الغرب:

اصدار داعش لبيان يدعو فيه لشن الهجمات على الغرب ما هو الا وسيلة اخرى لكسب الدعاية المجانية، ويقوم بصرف انتباه وسائل الاعلام العالمية عن كتابة التقارير التي تظهر خسائره واخفاقاته الهائلة في اقامة دولة فعالة. داعش يدعم الهجمات على الدول الاجنبية كوسيلة لمنع وسائل الاعلام من تغطية خسائره الكبيرة وفشله. الذراع الاعلامي لداعش يقوم بخداع جميع المسلمين ويستخدم اي وسيلة لإلهاء وسائل الإعلام الدولية من تغطية خسائره. لكنها اصبحت خدعة واضحة حيث ان اعلام داعش يستخدم هذه الطريقة في كل مرة. وهو يفقد مصداقيته في نظر مؤيديه.

وسائل الاعلام في داعش تكافح من اجل التعامل مع خدع داعش الخاصة:

 

هذه احدى اصعب الحالات التي تواجهها وسائل الاعلام في داعش، حيث ان داعش يأخذ الفضل لقيامه بهجمات ضد نظام الاسد على الرغم من انه كان يحارب الجيش السوري الحر. تم ضبط وكالة انباء داعش "اعماق" حيث انها تقوم بادعاءات كاذبة عن نجاح الهجمات والمعارك التي يقوم بها.

 استخدام صور مزيفة:

يستخدم داعش الممثلين لاظهار شهداء وهميين من اجل الحصول على صور ومقاطع فيديو لشهداء مبتسمين. وهذا يسبب مشاكل مع مصداقية وسائل اعلام داعش على المدى الطويل. بالاضافة الى ذلك فان العديد من المتعاطفين مع داعش لا يحبون رؤية صور القتلى سواء كانوا يبتسمون او لا.

ينظر الى "اعماق" على انها مصدر دعاية لدكتاتورية 

يقدم داعش وكالة الانباء "اعماق" على انها وكالة مستقلة تقوم بنقل التطورات حيادياً في المناطق الواقعة تحت احتلاله. ومع ذلك، لا يوجد شيء مستقل حول هذا. انها مجرد مؤسسة اعلامية تتظاهر باستقلاليتها. في الحقيقة،  ان وكالة اعماق تشبه المؤسسات الاعلامية لأسوأ الديكتاتوريات عبر التاريخ. وإن هذا النوع من وسائل الاعلام مألوف جدا بالنسبة للسوريين والعراقيين.

شاهد أيضاً: داعش يقتل عددا من الصحفيين منعا لفضح جرائمه في دير الزور