أخبار الآن | الحسكة – سوريا (عبد الرحيم سعيد)

لم يقطع داعش علاقته مع محافظة الحسكة على الرغم من خسارته لكافة مراكزه ومعاقله فيها وآخرها مدينة "الشدادة" قبل عدة أشهر على يد "قوات سوريا الديمقراطية" وبمساعدة قوات التحالف الدولي. حيث يحاول داعش ومنذ خسارته أن يحرم المحافظة نعمة الأمن عبر العمليات الانتحارية و"الانغماسيين" الذين يحاولون التسلل لمدن المحافظة وتنفيذ عملياتهم فيها، فقد تجاوز عدد العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة التي فجرها في مناطق مختلفة من المحافظة العشرات، وتسببت بقتل الكثير من الأبرياء المدنيين بالإضافة الى عناصر "الأسايش" و"قوات سوريا الديمقراطية".

تفجيرات واشتباكات

خلال اليومين الماضيين نفّذ داعش عمليتين بسيارات مفخخة وانغماسيين انتحاريين في المحافظة، أحدها كانت وسط مدينة القامشلي في ساعات متأخرة من مساء يوم السبت 21/5/2016، حيث أقدم انتحاري على تفجير نفسه بالقرب من "مطعم دومينو" في شارع "ميامي" وسط القامشلي، كما قام عناصر آخرين برمي قنابل يدوية، وإطلاق الرصاص على المحلات الواقعة في الحي بعد أن تمكنوا من التسلل إلى المدينة والوصول إلى حي "الوسطى".

تسببت هذه العملية بمقتل ثلاثة مدنيين هم: "أبو داني" مالك مطعم خاص للوجبات السريعة، "كرم" صاحب محل "صباح الخير"، وشاب آخر يسمى "عزيز" بمحل "نيمار". كما تسبب التفجير في جرح عدد كبير من المدنيين وإلحاق أضرار كبيرة بالمباني المحيطة بمنطقة الانفجار ذات الغالبية المسيحية. وبحسب شهود من منطقة الاشتباكات فإنّ عناصر داعش كانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير أثناء تنفيذهم للعملية.
وفي تصريح لأخبار الآن قال الإعلامي "أحمد البرو": "قامت مجموعة ملثمة "انتحاريين" بالهجوم على مواقع مدنية في شارع ميامي بالقامشلي، حيث عمدوا إلى إطلاق النار على المدنيين في مطعم "دومينو" لتدور بعدها اشتباكات بينهم وبين قوات "السوتورو" المسيحية التابعة للنظام، وقام بعدها انتحاريين اثنين بتفجير حزامهما الناسف، والعملية أسفرت عن مقتل 3 مدنيين وإصابة 13 آخرين ودمار كبير في منطقة الاشتباكات والتفجر، وأنباء عن فرار اثنين من الانتحاريين".

أما الإعلامي "أحمد خليل" فيقول: "استطاع بعض من عناصر داعش التسلل إلى حي الوسطى في القامشلي، و كانت بحوزتهم بعض القنابل اليدوية والأسلحة، وألقوا القنابل في مقهى ميامي ما تسبب في فقدان ثلاثة مدنيين لحياتهم وجرح آخرين بالإضافة إلى مقتل المهاجمين".

يذكر أنّه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها داعش حي الوسطى، فقد سبق أن استهدف عدة مطاعم في "عيد الميلاد" 31/12/2015 وتسبب وقتها بمقتل 16 مدني. وبعد الانفجار بأقل من شهر استهدف داعش مقهى آخر في شارع ميامي يوم 24/1/2016 وأسفر وقتها عن مقتل ثلاثة مدنيين.

وتفجير في رأس العين

التفجير الآخر الذي نفّذه داعش استهدف حاجزا للأسايش "الشرطة" التابعة للإدارة الذاتية في قرية "عالية" جنوب رأس العين. التفجير كان بواسطة سيارات مفخخة، حيث فجر انتحاريين من شاحنتين من نوع "أنتر" أثناء محاولتهما المرور عبر الحاجز، ولكن منع عناصر الاسايش للشاحنتين بالمرور ومحاولة إيقافهما لتفتيشهما دفع بالانتحاريين إلى تفجير الشاحنتين مما تسبب في مقتل خمسة من عناصر الحاجز بالإضافة إلى الانتحاريين.

وبحسب تصريح لأخبار الآن، لـ "كنعان بركات" رئيس الهيئة الداخلية في الإدارة الذاتية: "إنّ سيارة مسرعة محملة بكمية كبيرة من المتفجرات توجهت نحو الحاجز، وبعد محاولة عناصر الأسايش منع تقدمها تمكن الانتحاريين من تفجير الشاحنة على بعد مائة متر من الحاجز، وبسبب الكمية الكبيرة للمتفجرات فقد تسببت بفقدان خمسة من عناصر الحاجز لحياتهم".

وحول مراكز انطلاق هذه السيارات المفخخة نحو مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، قال بركات: هناك عدد من الخلايا النائمة لداعش ما زالت في تعمل في القرى المحيطة بالمحافظة، ولم نتمكن حتى اللحظة من القضاء عليها، ولكننا تمكنا من إيقاف الكثير من العمليات واعتقال منفذيها قبل أن يتمكنوا من تفجير أنفسهم أو سياراتهم".

ويرى "بركات" أنّ القضاء على داعش في الرقة وانخفاض المساحات الجغرافية التي يحتلها سيقلل من العمليات الإرهابية في المنطقة.