أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (جواد العربيني)

سيطرت قوات النظام السوري على قرى وبلدات "زبدين" و"حوش الدويري" و"بزينة" و"دير العصافير" و"حوش الحمصي" و"بالا" و"حرستا القنطرة" بعد أقل من عشرة أيام على من هجوم شنته قوات الأسد المدعومة بمقاتلين من حزب الله وإيران. يأتي ذلك في وقت ما تزال فيه فصائل المعارضة السورية تتبادل الاتهامات بشأن سقوط تلك المناطق، وقد خلفت تلك السيطرة لقوات النظام السوري تهجير أكثر من 1500 عائلة لا يجدون سوى الطرقات مكانا يأويهم إضافة لفقدان الاتصال مع أكثر من 200 مدني داخل جنوب الغوطة.

النظام يستغل الاقتتال الداخلي ويسيطر على سلة الغوطة الغذائية

يعتبر جنوب الغوطة الشرقية سلة غذائية مهمة للمحاصرين، فهنالك أكثر من 40 ألف دونما من الأراضي الزراعية قد زرعت بالقمح الذي لم يبق على موعد حصاده سوى أيام قليلة كانت تكفي الغوطة عاما على الأقل، وقد خلف هذا السقوط المفاجئ لجنوب الغوطة ردة فعل عنيفة وغضب شديد من قبل الأهالي ضد الفصائل العسكرية؛ التي برأيهم قامت بالتخاذل عن قتال النظام في جنوب الغوطة وتجميع مقاتليها لقتال بعضهم البعض.

وفي حديثه لأخبار الآن، قال "وسيم الخطيب" صحفي مستقل في "الغوطة الشرقية": "قبل اندلاع الاشتباكات الداخلية كان قطاع جنوب الغوطة تحت سيطرة "جيش الإسلام" وبعد حدوث الاشتباكات قام جيش الإسلام بسحب كامل عناصره البالغ عددهم 1900 مقاتل إضافة لعتاده الثقيل من كامل المنطقة وزجهم في معقله دوما، وهذا الأمر اضطر "فيلق الرحمن" لتولي رباط كامل المنطقة لكنه في ذات الوقت لم يرسل التعزيزات اللازمة للمنطقة بسبب صراعه الداخلي مع "جيش الإسلام". حقيقة لا يمكن تحميل فصيل معين سبب سقوط المنطقة بل كل الفصائل؛ التي عليها أن تعلم جيدا مقدار السقوط الكبير من عيون المدنيين بعد هذا السقوط وإصرار كل فصيل على توجيه سلاحه ضد الآخر".

أكثر من 200 مدني محاصر في جنوب الغوطة

بعد سيطرة قوات النظام على جنوب الغوطة باتت أكثر من 2800 عائلة تحت مسمى النزوح بعد أن خرجوا من ديارهم مكرهين، ويعيش هؤلاء النازحين في أوضاع أقل ما يمكن وصفها بالصعبة، حيث وضع هؤلاء معظم أموالهم في الزراعة وخاصة زراعة القمح الذي بقي على موعد حصاده أقل من أسبوعين، أي ذهبت أموالهم وجهدهم أدراج الرياح، كما أن افتقار ما تبقى من الغوطة للمنازل الصالحة للسكن زادت من مشاكل هؤلاء النازحين الذين لم يجدوا أي مكان ليأويهم.

وفي حديثه لأخبار الآن، قال "قصي نور" ناشط ميداني في "الغوطة الشرقية": "هنالك أكثر من 200 مدني محاصر حاليا في جنوب الغوطة ولا يعرف مصيرهم، فبعد تراجع مقاتلي الثوار وإحكام النظام سيطرته على الطريق المؤدي إلى جنوب الغوطة، كان هؤلاء يحاولون سحب أثاث منازلهم والنزوح بعيدا"، وتخوّف نور من ارتكاب النظام مجزرة بهؤلاء المدنيين وطالب بالكشف عن مصيرهم.

ماذا بعد جنوب الغوطة

يبدو النظام السوري المدعوم بالميليشيات الطائفية عازم على السيطرة على المناطق الزراعية وحصر المدنيين في المناطق السكنية، فبعد سقوط جنوب الغوطة يبدو "تل فرزات" الهدف الإستراتيجي الأول للنظام لقطع كامل الطرق على الثوار والسيطرة النارية على عدة بلدات وقرى في قطاع المرج، وبذلك يكون ما تبقى من الغوطة قد نضج لخيار المصالحة أو تكرار سيناريو الباصات كما في حمص.