أخبار الآن | ريف حلب – سوريا (سعيد غزول)
في ظل استمرار المعارك التي تدور على عدة جبهات في حلب وريفها، بين كافة القوى المتصارعة في المنطقة "قوات نظام الأسد، وتنظيم داعش، والوحدات الكردية، وفصائل المعارضة"، لا تزال أحياء المدينة تشهد قصفاً جوياً ومدفعياً كثيفاً من قبل قوات النظام و"الوحدات الكردية"، ما أسفر عن وقوع عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.
فجر اليوم الثلاثاء، ارتكبت قوات "نظام الأسد" مجزرة في حي "السكري" بمدينة حلب، حيث استهدفت الحي بصاروخ "أرض أرض" من مواقع تمركزها في منطقة "الراموسة" المجاورة، ما أدى إلى انهيار أحد الأبنية السكنية فوق قاطنيه، وأسفر عن استشهاد نحو "12" مدنياً بينهم أربع نساء وثلاثة أطفال، وجرح "18" آخرين بينهم نساء وأطفال حالتهم حرجة.
كذلك في المدخل الشمالي لمدينة حلب، استشهد مدني وجرح ثلاثة آخرون اليوم الثلاثاء، جراء استهداف "وحدات حماية الشعب" الكردية بقذائف هاون والرشاشات الثقيلة، "طريق الكاستيلو" صلة الوصل بين مدينة حلب وريفها، والذي لا يزال مقطوعاً لليوم الثاني على التوالي نتيجة استهدافه المتواصل من قبل الوحدات الكردية، وتزامن ذلك مع غارات جوية شنتها طائرات حربية تابعة لقوات النظام على "مخيم حندرات" القريب.
قتلى لـ"لواء القدس" في منطقة حندرات شمال حلب
على الصعيد العسكري في ريف حلب الشمالي، تصدت فصائل من الجيش الحر وكتائب إسلامية اليوم الثلاثاء، لمحاولة تسلل جديدة نفذتها قوات "نظام الأسد" مدعومةً بميليشيا "لواء القدس"، في منطقة "حندرات" شمالي حلب، وذلك تحت غطاء ناري كثيف وفره "سلاح الجو الروسي"، بالتزامن مع قصفِ مدفعي لـ"النظام" على المنطقة، من مواقعه في "تلة الشيخ يوسف".
الناشط الإعلامي "مصطفى الحلبي" أفاد لـ أخبار الآن، أن أكثر من "15" عنصراً من ميليشيا "لواء القدس" قتلوا جراء انفجار "لغم أرضي" بهم "زرعته الفصائل في وقتٍ سابق"، وذلك أثناء محاولتهم التسلل إلى "مخيم حندرات"، كما دمرت الفصائل بصاروخ "تاو"، رشاشاً ثقيلاً لقوات النظام في "تل المضافة" القريبة.
الجيش الحر يسيطر على قرية "البل" ويتقدم في "الكفرة"
كذلك في الريف الشمالي، استهدف داعش بـ"سيارة مفخخة" اليوم الثلاثاء، قرية "البل" المجاورة لبلدة "صوران اعزاز" وذلك عقب تقدم فصائل الجيش الحر إلى داخل القرية التي تمكنت من السيطرة عليها، عقب اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين، وأسفرت عن قتلى في صفوف داعش، في حين لا تزال المعارك مستمرة في محيط قرية "براغيدة" القريبة.
هذا، وشنت فصائل الجيش الحر ليلة أمس الاثنين وفجر الثلاثاء، هجوماً على مواقع داعش في قرية "الكفرة" المجاورة لبلدة "صوران اعزاز"، وذلك وسط غطاء جوي وفرته طائرات "التحالف الدولي"، واستهدفت مواقع داعش في القرية، دون معلومات عن خسائر.
وكانت فصائل الجيش الحر وعلى رأسها "فرقة السلطان مراد، ولواء الحمزة، ولواء المعتصم" استعادت أمس الاثنين، السيطرة على قرى "تل حسين، والفيرزية، والشيخ ريح" الحدودية مع تركيا شمال شرق مدينة "اعزاز" في الريف الشمالي، وذلك بعد معارك عنيفة دارت مع داعش، وسط قصفٍ مدفعي تركي أسفر عن مقتل عشرات العناصر لـ"التنظيم".
جيش الشمال يغتال "قيادية" في الوحدات الكردية قرب اعزاز
في الريف الشمالي أيضاً، أعلن "جيش الشمال" التابع للجيش الحر في بيانه نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي أمس، اغتيال قياديَّيْن اثنين من "وحدات حماية الشعب" الكردية و"جيش الثوار" المساند له، وذلك في أحد معسكراتهم المتواجدة على أطراف مدينة اعزاز "أكبر معاقل الثوار في الريف الشمالي"، كما بث "الجيش" مقطعاً مصوراً يظهر تفاصيل عملية الاغتيال.
وجاء في البيان، أنّ إحدى الخلايا التابعة لـ"الجيش الشمال" اغتالت المساعد أول "زياد جعفر أبو عصام" التابع لـ"جيش الثوار"، ومسؤولة العلاقات العامة في "الوحدات الكردية" وتُدعى "شيرين"، مؤكداً انسحاب الخلية من المعسكر دون أية خسائر، لافتاً إلى أن العملية جاءت "ثأراً لشهداء معركة عين دقنة، ورداً على التنكيل والتمثيل بجثامين مقاتلي الجيش الحر".
وكانت "وحدات حماية الشعب" الكردية نشرت في أواخر شهر نيسان الماضي، تسجيلاً مصوراً يظهر استعراض جثامين لمقاتلين من الجيش الحر في مدينة "عفرين" الخاضعة لسيطرتها شمال غرب حلب، حيث استحوذت على الجثامين بعد اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين في قرية "عين دقنة" ومحيط بلدة "تل رفعت" في الريف الشمالي.
أحد القادة العسكريين في الجيش الحر الملازم أول "أحمد أبو علي" أفاد بمعلومات لـ أخبار الآن عن "جيش الشمال" قائلاً: إن عدة كتائب وألوية تابعة للجيش الحر على رأسها "فرقة السلطان مراد" بصدد إصدار بيان قريب عن تشكيل كبير تحت مُسمى "جيش الشمال" يهدف إلى محاربة داعش والقضاء عليه في ريف حلب الشمالي.