أخبار الآن – دبي – الامارات العربية المتحدة – (احمد التجاني)

 

تعتبر مدينة سرت من أهم المدن الليبية حيث حظيت المدينة بما يميزها عن باقي المدن كما احتلت مكانة تاريخية واقتصادية جعلت منها  حلقة الوصل بين جميع الأطراف الليبية من الجبل الأخضر شرقا إلى الجبل الغربي غربا.

 كانت  مدينة سرت المتوسطية  يوما من الأيام مدينة القذافي التي يؤمها بكبار ضيوفه كما كانت قبل ذلك مدينة التحدي لصمودهاخلال المواجهات شبه الباردة بين الولايات المتحدة وليبيا القذافي 

سرت تلك المدينة الضاربة في التاريخ سميت عند الليبيين بمدينة المعارك حيث ظلت قبلة تاريخية لجميع الليبين إذ درات على رحاها معركة القرضابية الشهيرة ضد المستعمر الايطالي  عام الف وتسع مائة وخمسة عشر، لتشهد بعد ذلك  مبايعة الملك الادريسي الراحل عام الف وتسع مائة وواحد وعشرين  من قبل القبائل الليبية 

كما احتضنت المدينه  مهد ومنشأ الاتحاد الافريقي الذي أسسه الراحل معمر القذافي.. الذي جعل مجمع قاعات واقادوقوا الضخم محفلا للمفوضية الأفريقية ومقرا رئيسيا لانعقاد القمم، مائة ألف نسمة تقريبا هي عدد سكان المدينة  من بين اربعة وثلاثين قبيلة ومن اكبرها  قبائل ورفله وترهونه والقذاذفة .

ظلت مدينة سرت الى عهد قريب هي البوابة الرئيسية  للموانئ النفطية في ليبيا حيث تتمركز في منطقة ما يعرف بالهلال النفطي الذي يشكل حوضا يحيط بالمدينة.. ما جعلها الأقرب لكل الحقول النفطية، اضافة الى كونها تضم اكبر ملتقى لمياه النهر الصناعي الضخم الذي يجمع الملايين من الأمتار المكعبةالمائية في بحيرة أصطناعية هي الأكبر في العالم

خلال الثورة الليبية اكتست سرت اهمية خاصة لوجودها بين بنغازي وطرابلس ولولائها شبه المطلق للراحل ماجعله يتخذها عاصمة له بعد سقوط طرابلس ليقتل فيها في العشرين من اكتوبر الفين واحد عشر،لتكون بعده قبلة ومحجة لأنصاره الذين تلونوا وامتزجوا بآخرين ليخرج هذا التماهي نسخة داعش التي كانت سببا في تدمير المدينة.