أخبار الآن | بنغازي – ليبيا – (جنان موسى)
إنه ليس نهارًا اعتياديًا في بنغازي.
بدأ هادئًا ثم تطورَ ليصبح مخيفًا.
بينما يتطايرُ الرصاصُ حولَهم، يبحثُ المقاتلون عن سواترَ.
يرافقُهم في هذا الاقتحام الخطيرِ المصورُ الليبيُّ محمد الشيخي.
هذا هو صلاحُ الجازوي، قائدُ المجموعةِ المؤلفةِ من خمسةٍ وثلاثين مقاتلًا وهي واحدةٌ من المجموعات المقتحمةِ اليومَ،
وهي منضويةٌ تحت قيادةِ الجيشِ الوطنيِّ الليبي.
يقاتلُ الجيشُ الليبيُّ بقيادة اللواء حفتر داعش، ومن تحالفَ معَها في المدينة.
تتقدمُ المجموعةُ تحتَ وابلٍ من الرَّصاص، لكنَّ إصابةَ المقاتلِ منير الفرجاني، تُعيقُ تقدمَهم.
انفجارُ لَغَمٍ أرضي أصابه بجروح خطيرة.
يحاول زملاءُ السلاحِ إنقاذَه.
قبل ساعاتٍ من الآن، وفي أثناء الاستعداد لهذا الاقتحام، رسم المقاتلون خُطتَهم الهجومية على التراب، راجعوا تفاصيلَها وتسلموا راياتٍ خاصةً يُلَفُّ بها الرأسُ أو اليدان.
تساعدُهم على تمييز الصديقِ من العدو،
الدباباتُ صارت جاهزةً،
وهدفُهم الهجومُ على داعش وحلفائِها في مِنطقة القوارشة،
لطردهم من المستشفى الليبي الأوروبي.
أطلقوا على العملية اسمَ "الشهيد عبدالله الشعافي"، وهو عقيدٌ في الجيش الييبي، قُتل مؤخرًا في معركة أخرى في بنغازي.
عند اقترابِهم من مواقعِ عدوِهِم، تتصاعدُ حدةُ الاشتباكات، بينما يحاولونَ مرةً أخرى إجلاءَ الجريح إلى مِنطقة آمنةٍ.
بأجهزة الاتصال يطلبون سيارةَ الإسعاف، ويحاولون إبقاءَ العدو على مسافةٍ منهم، بعد المحاولاتِ المتكررةِ نجحوا في نقل الجريح منير، إلى مكانٍ أقلَّ خطرًا، ولكنَّ سيارةَ الإسعافِ لم تصلْ بعد.
منير الذي يصارعُ للبقاء على قيد الحياة يوضعُ في الجزء الخلفي لسيارة دفعٍ رباعي، إلى جانب جثةِ مقاتلٍ فارقَ الحياة.
في الطريق إلى المستشفى، لا يُسمعُ إلا الدعاءُ من أصدقاءِ منير وأخيهِ الذين يرافقونه في رحلة الإنقاذ.
إلى المشفى، يتوافدُ الجرحى.
منير ليس وحيدًا فهناك ستةُ جرحى آخرين يحتاجون إلى علاج سريع.
في سورية، والعراق يساعدُ المجتمعُ الدَّولي المقاتلين من أبناء البلدين على محاربة داعش، لكن هنا في شرق ليبيا
يحاربُ شباب بنغازي وحدَهم، بعد عرقلة الخلافاتِ السياسيةِ الاتفاقَ على كيفية إدارةِ البلد ومواجهةِ خطرِ التنظيماتِ المتطرفة.