أخبار الآن | درعا – سوريا( سارة الحوراني)

لفظ "سد درعا الشرقي" أنفاسه الأخيرة منذ أيام عدة، بعد قيام أحد العابثين بكسر الأنبوب الرئيسي وتسرب كمية المياه القليلة الباقية فيه، التي لطالما منحت الأهالي أملاً في عودة السد إلى سابق عهده منذ أكثر من 5 سنوات.

حفر سد درعا الشرقي وجوده في وجدان وذاكرة أهالي المنطقة منذ تأسيسه في زمن الوحدة مع مصر، حيث يحتل السد موقعاً جغرافياً متميزاً، ولطالما روى بمياهه أهل المنطقة ومزارعهم التي بدأت تتلاشى؛ نتيجة لموجة الجفاف التي تشهدها المحافظة وغياب قوة رادعة لمحاسبة المعتدين على مصادر المياه ومحطاتها، بالإضافة لغياب التنظيم الإداري الذي يدفع الأهالي ثمنه في شتى مجالات الحياة.

"أبو أحمد" صاحب مزرعة مجاورة لسد درعا الشرقي، قام بقطع قسم كبير من أشجار الزيتون واستبدالها بالزراعات الموسمية من خضار وحبوب، يقول لمراسلة أخبار الآن بدرعا: "كان سد درعا يغذي المزارع والحقول المحيطة به في مدينة درعا منذ عدة سنوات وبشكل منظم من خلال دوريات أسبوعية أو شهرية الأمر الذي يؤدي إلى المحافظة على منسوب المياه فيه، ومنذ ما يقارب 4 سنوات بدأ مخزون السد بالهبوط؛ نتيجة للري الجائر وعدم ضخ المياه فيه لتعويض المياه المستجرة من قبل المزارعين"، مشيراً إلى أنه أجبر على قطع أشجار الزيتون لارتفاع أسعار ريها، حيث يتطلب ذلك شراء صهاريج المياه من الآبار المجاورة.

توقف ضخ المياه عن سد درعا الشرقي منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، وفقاً للمهندس "جمال عياش"، مسؤول مديرية المياه التابعة للحكومة المؤقتة في محافظة درعا؛ الذي قال لأخبار الآن: "يزود سد درعا الشرقي من عدة ينابيع أهمها الأشعري والهرير وبحيرة المزيريب عبر مجرور صناعي تم إنشاؤه عام 1995، لكن عملية ضخ المياه توقفت منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف؛ نتيجة تعرض المضخة الرئيسية لأعمال النهب والسرقة والتخريب بالتزامن مع موجة الجفاف التي تمر بها المحافظة كل ذلك اسهم في جفاف سد درعا".

وبيّن "العياش" بأن السعة التخزينية لسد درعا الشرقي تبلغ 15 مليون متر مكعب، فيما تبلغ مساحة حوضه أكثر من 2 كم مربع، تغذي مساحات واسعة من مدينة درعا، ويتم زراعتها بالأشجار المثمرة كالعنب والزيتون والمواسم الصيفية للخضار والحبوب الموسمية، لافتاً إلى أن الخطورة تكمن في جفاف منطقة حماية السد "حاجز عمل السد" حيث تنبع أهمية تلك المنطقة بمنع تشقق قاع السد كي لا تؤثر التشققات على عمل السد مستقبلاً فيما لو ضخت المياه إليه من جديد، ولذلك لابد من الحفاظ على تلك المنطقة رطبة قدر المستطاع كون سد درعا سد كُتلي".

ونوه العياش بـ "وجود تشققات بسيطة في السد كان سيتم العمل على ترميمها منذ عدة سنوات ومن المرجح توسعها بشكل متزايد، نتيجة لجفاف التربة وتعرضها للعوامل الجوية في الصيف والشتاء، وكل ذلك سيشكل خطورة كبيرة على السد وعمله مستقبلاً".

وختم مسؤول المياه حديثه بأنه سيتم طرح مشكلة السد على بعض الجهات الداعمة لتمويل عملية صيانته وتعزيله، بالإضافة لصيانة المضخة الرئيسية التي كانت تغذي السد بعد تعرضها لأعمال التخريب.

اشتهر سد مدينة درعا الشرقي منذ سنوات بغطائه النباتي من أشجار الكينا والصنوبر والسرو، حيث كان يحتضن زائريه من مختلف مناطق سوريا، لكنه فقد حياته شيئا فشيئا جراء تعرض أشجاره للتحطيب الجائر واستباحة مياهه، ليترك وحيداً عارياً جافاً من كل مظاهر الحياة باستثناء قيام بعض المزارعين باستغلال قاعه ليزرعوا فيه بعض المحاصيل الزراعية.