أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (يوسف البستاني)

قبل أكثر من عام بدأ داعش بالتمدد باتجاه منطقة "الضمير" والغوطة الشرقية، وقام بمقاتلة الجيش الحر وكتائب المعارضة الأخرى المناهضة له في القلمون الشرقي وانتهى ذلك الأمر باستيلائه على تل دكوة وبئر القصب والتي كانت تحت سيطرة الجيش الحر.

الأسلوب الذي يحاول داعش استخدامه بكثرة لكي يزيد من مناصريه وعناصره هو البحث عن مجموعات صغيرة أو ضعيفة لكي تعرض عليها بكل الوسائل المبايعة والعمل تحت رايته، ونجح بجر مجموعة على أطراف مدينة الضمير لكي تناصر داعش في مخططه السيطرة على المدينة، ولكن وقوف عدد من الفصائل داخل المدينة وعدد من الأهالي أمام هذا المشروع منعه من التحقق وفشل بشكل كامل.

إلى أين انسحبت قوات داعش بعد خسارتها تدمر والقريتين؟

بعد خسارة داعش للقريتين وتدمر وانسحابه، دار حديث عن المكان الذي هربت إليه هذه القوات إن كانت للرقة معقل التنظيم الرئيسي أو العراق أو الشمال السوري، ولكن حسب ابن مدينة الضمير والناشط الإعلامي "مروان القاضي" أن قوات داعش التي انسحبت بخسائرها في وسط سوريا أغلبها اتجه لمنطقة تل دكوة وبئر القصف ويقدر عددها بـ 700 مقاتل، استطاع بعدها البدء بمعارك بعدة محاور وقاموا بالهجوم على الحاجز الفاصل بين مطار ضمير والمدينة والهجوم على أوتوستراد دمشق- بغداد والكتيبة 559 والكتيبة الستريلا وتلال بو الشامات، وأضاف "مروان" أن خطوط إمداد داعش مفتوحة إلى معقلها الرئيسي بالرقة ودير الزور وتنقل من خلاله ما تحتاجه.

حقيقة الهجوم الأخير على الضمير

تضاربت الأنباء جراء الهجوم الأخير التي شنه داعش في الفترة الأخيرة، حيث اعتبر الثوار في الغوطة الشرقية أن الهجوم لكي تفرض داعش طوقا آخرا الغوطة الشرقية المحاصرة من قبل النظام والمليشيات المساندة له.

ناشطون من الضمير اعتبروا هذا الهجوم محاولة من داعش للسيطرة الكاملة على مدينة الضمير وذلك لإظهار انتصار لها في وقت عصيب بعد خسائرها الأخيرة، وذكر الناشط "مروان" أن أهم سبب لفشل هجوم داعش أن عناصر منهم قاموا قبل عدة أيام من المعارك بإخراج عائلاتهم من أطراف مدينة الضمير وبذلك قام النظام بتعزيزات وكان هناك أخبار عن معارك قريبة مما دفع الثوار أيضا للتعزيز وتجهيز الخطط.

نتائج معارك داعش في الضمير

بعد هجوم داعش الأخير على محطة الرادار القريبة من "مطار الضمير" العسكري ومحطة تشرين سانا التي تقع على أطراف الغوطة الشرقية قرب العتيبة والكتيبة 559 والفوج 16 حيث دخل داعش أطراف هذه المواقع وانسحب منها في اليوم التالي من الهجوم، وبحسب الناشط الإعلامي "أبو محمد الضميراني" أنه أثناء المعارك الدائرة هناك قام داعش واختطف 200 عاملا من معمل الإسمنت والمعمل الصيني وأفرج عنهم بعد تجريدهم من كل ما يثبت شخصيتهم وهواتفهم المحمولة وقام داعش بإعدام ثلاثة من الطائفة الدرزية وشاب من مدينة الضمير.

يستمر داعش بحشد قواته في تل دكوة وبئر القصب والتي تعتبر أخطر منطقة في ريف دمشق يسيطر عليها داعش الذي يسعى بكل ما يملك أن يعزز وجوده وقوته في ريف دمشق على وجه الخصوص.