أخبار الآن | الحسكة – سوريا ( هوكر إبراهيم )

 

بعد أن تم طرد تنظيم داعش من مدينة الشدادي أهم معاقل التنظيم في ريف الحسكة، بدأ بعض أهالي الشدادي العودة إلى منازلهم، بينما يخشى أخرون أن يستعيد داعش السيطرة على بلدتهم وكثير منهم يخشى حتى الآن من العودة خوفا من إنتقام التنظيم وإرساله المفخخات التي لا يفرق فيها بين مدني أو مقاتل.

أغلب المحال التجارية في شارع المدينة الرئيسي مغلقة إلا بعض المحال القليلة فقط فتحت أبوابها أمام العائدين إلى منازلهم  وتحاول المدينة إستعادة الحياة الطبيعية بعد طرد تنظيم داعش منها.

أبو غازي أحد سكان المدينة عاد إلى الشدادي بعد تحريرها نزح إلى مدينة القامشلي وبعد أن تم طرد داعش من بلدته عاد إليها يقول لموقع أخبار الآن: "كنا نعيش في جحيم وفي خوف دائم، البعض كان يتحدث أن التنظيم له قاعدة شعبية قوية في الشدادي هذا الأمر غير صحيح كثير من الناس لم يكن لديهم أي خيار سوى الرضوخ ولا ملجأ لكثير من المدنيين والأبرياء سوى منازلهم ودفع الضرائب التي كان يفرضها التنظيم رغم الأوضاع الإقتصادية الصعبة لكثير من الأهالي، لذلك الحديث عن أن للتنظيم حاضنة قوية في الشدادي هو أمر غير صحيح، أفعال التنظيم لم تختلف عن ممارسات وأفعال شبيحة النظام وعناصره الأمنية، وعندما كان الناس صامتون فهذا لا يعني أن لهذه الأجهزة الأمنية حاضنة شعبية وإن وجد بعض العملاء لهم بين المدنيين لذلك كان يخشى الأهالي من أي كلمة نقد ضدهم وكذلك الحال مع تنظيم داعش الخوف دفع كثير من الأهالي إلى الصمت والقبول بهذا الواقع، لكن الأمر تغير الآن بعد طرد هذا التنظيم من البلدة وأتوقع بعد طرده من بلدة مركدة سيعود أغلب الأهالي لمدينة الشدادي ليستعيدوا حياتهم الطبيعية بعد المعاناة الكبيرة التي عاشها الأهالي في ظل التنظيم ".

أبو مهند صاحب أحد المحال التجارية يقول لموقع أخبار الآن: "الجميع كان يعرف أن التنظيم يهتم بجمع المال فقط وعناصره مثل عصابات الشبيحة يسرقون المال من الناس تارة بإسم ضريبة وتارة رشوة لتخرج من الإعتقال، وحتى الفقراء لم يسلموا من هذه الممارسات، وأضاف أبو مهند هل الزكاة أن تأخذ من الفقير وذو الدخل المتوسط ​​وتكدس الأموال بحجة أموال زكاة …؟ لماذا لا يسأل التنظيم عن ملايين الأموال التابعة للزكاة والتي تم سرقتها من عناصر وأمراء تابعين له …؟ أليست الزكاة أن تأخذ من الغني لتعطي الفقير …؟ لكن داعش كان لا يوفر أحد بالمال ومن لا يدفع يجد له أي تهمة وهي جاهزة ويعتقله وإن لم يدفع يبقى معتقل هذا الشخص حتى يرضخ ويدفع للتنظيم ليتم الإفراج عنه ومن لم يدفع يتم قتله بتهم زائفة، وهكذا يخاف الناس ويضطرون لدفع المال كي لا يتم إعتقالهم أو قتلهم من قبل التنظيم ".

وتحدثت بعض الأهالي العائدين إلى بلدتهم عن ممارسات داعش وإنتهاكاته بحق الأهالي والمدنيين وأكدوا لأخبار الآن أن بلدة الشدادي كانت نقطة لتجمع المقاتلين الأجانب وعناصر داعش من العرب والأجانب وكانت ممارسات هؤلاء سيئة جدا بحق المدنيين والأهالي، وقال أحمد من أهالي بلدة الشدادي قال لموقع أخبار الآن " إن ما يفعله التنظيم وعناصره يجعل الشخص ينفر من الدين والإسلام عندما يتأخر شخص لثواني عن الأذان ويتم معاقبته فهذا ظلم وليس حفاظ على الدين عندما يجلد شخص أمام طفله لأنه أغلق محله بعد الأذان فورا ولم يذهب إلى المسجد مع بداية الأذان فهذا ظلم، وإفتراء، الإسلام دين يسر وليس عسر هم كانوا يضعون العصا في العجلة لفرض ضرائب على الناس وسرقة أموال الناس بحجج وذرائع مختلفة ".

وكانت بلدة الشدادي خاضعة لسيطرت تنظيم داعش لأكثر من عام عانى خلالها الأهالي الكثير من ممارسات التنظيم التي تنوعت بين إعتقال تعذيب خطف قتل تهجير فرض أتاوات على الناس وكثير من الإنتهاكات التي زادت من معاناة الأهالي في البلدة، ويأمل الآن أهالي بلدة الشدادي أن تستعيد بلدتهم الحياة الطبيعية ويعود الناس إليها وتعود الحياة بعد عام ونصف من المعاناة والألم.