أخبار الآن | بغداد- العراق (متابعات)

 

   
دعت الحكومة العراقية سكّان المناطق المحاذية لمجرى نهر دجلة إلى تجنب خطر اندفاع مياه الفيضان إلى مناطقهم؛ لتلافي مخاطر انهيار سدّ الموصل، وشددت على سكان الموصل وتكريت وسامراء الابتعاد عدة كيلومترات عن مجرى النهر.
يشار إلى أن المدّة المتوقعة لوصول موجة الفيضان إلى تكريت من يوم إلى يومين، وبغداد بين ثلاثة إلى أربعة أيام حيث سيصل ارتفاع الماء في مجرى النهر إلى عشرة أمتار.
 
وأكد بيان مكتب رئيس الوزراء، حيدر العبادي، أنه "بغية ضمان التشغيل الجيد لسدّ الموصل، سواءً في تأمين الخزين المائي الاستراتيجيّ، أو زيادة الطاقة الإنتاجية من الكهرباء استعدادًا لمرحلة تحرير مدينة الموصل العزيزة، بدأت الحكومة العراقية استعداداتها لترميم السدّ وضمان ديمومة التشغيل الآمن له، ويعد هذا الإجراء أحد التدابير الوقائية المستمرة منذ بنائه العام 1986، وهو السد الأكبر في العراق من حيث توفيره للطاقة الكهربائية وسيطرته على تدفق مياه نهر دجلة إلى مناطق المصبّ".

 

وتابع البيان: ونتيجة لتعثر الصيانة المقررة العام 2014 بسبب هجوم داعش المتطرف على السد، الذي أدى إلى تلف المعدات وخسارة بعض من الكادر المدرب وتوقف أعمال الصيانة طوال فترة احتلال السدّ، أكدت التقارير الهندسية الحاجة إلى مزيد من الإصلاحات المهمة للحفاظ على عمليات تشغيل وصيانة السد، ولاسيما مع تأمين القوات الأمنية العراقية موقع سد الموصل بالكامل واستمرار العمل فيه بشكل طبيعي حاليًا، الحكومة عملت على مدار العام الماضي مع الاستشاريين الهندسيين العراقيين والدوليين على وضع خطة لإصلاح السد، وأعدّت مناقصات للتنفيذ وتمت الإحالة إلى شركة هندسية عالمية مرموقة متخصِّصة في مثل هذه الإصلاحات وسيتم تمويلها بقرض من البنك الدولي، وقد تمّ الاتفاق مع الشركة المنفذة على بدء أعمال التأهيل خلال الأيام المقبلة.

وبيَّن التقرير أن الحكومة العراقية تولى، انطلاقًا من مسؤوليتها اهتمامًا بالغًا بسلامة السد ووضع الخطط اللازمة لسلامة المواطنين ودراسة إمكانية نصب أنظمة الإنذار المبكر من أجل الاستعداد الأفضل، وقد وضعت خطة طوارئ للسلامة الوطنية تشترك فيها أجهزة حكومية عدة، فضلاً عن الدعم الدولي لمواجهة أيّة حوادث محتملة، ومع التأكيد على أن المخاطر التي تشير إليها بعض التقارير بانهيار السدّ ضعيفة للغاية، ولاسيما مع التحوطات الفنية والإدارية للجهات المختصة، وأنها نادرة الحدوث، إلا أن تبعاتها الخطيرة لو حدثت تحتم التنبيه وأخذ الاحتياطات اللازمة.

وأوضح أن "الإجراءات الاحترازية جزء من خطة السلامة الوطنية، تتخذها الحكومات لإشاعة الوعي بين مواطنيها، من دون ربط ذلك بدرجة خطورة الموقف، إذ أن الحرص على إرشاد المواطنين لأيّة احتمالات، حتى لو كانت نسبة حدوثها شبه معدومة، ينطلق من الاطمئنان على معالجة أي طارىء؛ لضمان سلامة المواطنين، وقد وضعنا مع الخبرات الوطنية والدولية جملة توصيات احترازية، لتلافي أيّة مخاطر محتملة، لابدّ من مراعاتها وأخذها بنظر اعتبار المواطنين عامة، وتمّ وضعها في دليل الإرشادات الملحق بهذا البيان".

وأشار البيان إلى دليل إرشادات لتلافي مخاطر انهيار سدّ الموصل مع التأكيد مرة أخرى على أن احتمالات انهيار سد الموصل ضعيفة جدًا، ولاسيما مع استمرار أعمال الصيانة الفنية والهندسية، ومع قرب مباشرة الشركة العالمية التي ستنفذ مشروع تأهيل وصيانة السد، نشير إلى أن المخاطر المحتملة على ضعفها ترتبط بعوامل عدة، منها مستوى الماء في السدّ لحظة الانهيار، ومستوى ارتفاع المناطق التي يمرّ بها نهر دجلة.

وأضاف أن "المخاطر التي ننوه إليها في هذا الدليل تفترض ارتفاع منسوب المياه في السد إلى 319 مترًا، وهو أمر غير محتمل، إذ أن ارتفاع المياه في سد الموصل حاليًا هو 307 مترًا، مما يقلل الأخطار التي ندرجها في هذا الدليل بدرجة كبيرة، ولاسيما بالنسبة إلى بغداد، فقد يصل عمق المياه في نهر دجلة إلى أكثر من 15 مترًا في بعض مناطق الموصل بين ساعة واحدة إلى أربع ساعات من انهيار السدّ، وهو وقت ضيق يستدعي أخذ تدابير عاجلة وحازمة في هذه المدينة.

وأشار إلى أن المدّة المتوقعة لوصول موجة الفيضان إلى تكريت من يوم واحد إلى يومين، وبغداد بين ثلاثة إلى أربعة أيام حيث سيصل ارتفاع الماء في مجرى النهر إلى عشرة أمتار، ويكون على سكّان المناطق المحاذية لمجرى نهر دجلة أن يتجنبوا خطر اندفاع مياه الفيضان إلى مناطقهم، ففي بغداد مثلاً إذا ما وصل مستوى المياه إلى أقصاه في سد الموصل، ربما يؤثر ذلك سلبًا على أوضاع أعداد كبيرة من سكانها، ويضطرهم للنزوح من مناطقهم لتجنب تعرض الأبنية للمخاطر، ولدرء الإصابة بالأمراض، أما على المستوى الحالي للمياه فإن الأضرار ستكون أقل من ذلك بكثير، كما أن البني التحتية الأساسية ستتأثر بشكل كبير، مما يعيق الخدمات الأساسية ومنها الخدمات الكهربائية، كما ستتأثر الأراضي الزراعية بشكل واسع، ما يتطلب العمل على إنقاذ معدات ومكائن المشاريع المختلفة قدر المستطاع.

وأكد البيان أن "أفضل وسيلة للسلامة هو بالانتقال إلى المناطق المرتفعة، وعلى ذلك فإن على سكان المناطق الممتدة مع النهر الابتعاد عنه لمسافة ستة كيلومترات باتجاه المناطق المرتفعة، مع التنويه إلى أن المخاطر في المناطق المحاذية للنهر أو فروعه أعلى من مخاطرها في غيرها من مناطق الفيضان، وأنه يمكن لسكان الموصل تجنب الفيضان في حال وقوعه بالتحرك بما لا يقلّ عن ستة كيلومترات عن مجرى النهر وتجنب روافده، وبالابتعاد مسافة لا تقل عن خمسة كيلومترات بالنسبة إلى سكان تكريت، كما يحتاج سكان المناطق بين تكريت وسامراء بالابتعاد لمسافة نحو ستة كيلومترات ونصف عن النهر، فيما يحتاج سكان سامراء في مناطق غرب النهر إلى الابتعاد بمسافة 6,5 كيلومتر، أما سكان شرق النهر فسيضطرون للابتعاد مسافة أبعد من ذلك بسبب انخفاض مستوى الأراضي لتجنب ما قد تسببه فيضانات القنوات الإروائية.

واختتم البيان بأنه في ضوء ما تقدم ستتخذ الجهات الحكومية الإجراءات اللازمة بموجب المسؤوليات المحددة لتأمين الجوانب الآتية، الإبلاغ المبكر، ولاسيما في الموصل والمناطق التي تليها تباعًا، وتهيئة مستلزمات ومتطلبات إسكان النازحين، وتأمين الجوانب الإنسانية، وتسخير وسائل الإعلام والاتصالات للتوعية والتوجيه.