أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا ( عدنان أوس )

منذ بدء الغارات الجوية الروسية على سوريا إزدادت معاناة ألاف السوريين في المناطق المحررة، من شمال سوريا إلى جنوبها شهدت هذه المناطق موجة نزوح هي الأكبر حتى الآن،

أنشأت العديد من المخيمات العشوائية أغلبها قرب الحدود السورية التركية، وبعد سيطرت قوات الأسد مدعومة بعناصر إيرانية وميليشا لبنانية شيعية على مناطق في جبل الأكراد في ريف اللاذقية لم يعد أمام الأهالي أي وسيلة للعيش خصوصا مع الغارات الكثيفة التي تشنها الطائرات الروسية والقصف من قبل قوات الأسد وعناصر إيرانية،

أمام كل هذه الغارات والقصف لم يعد أمام الأهالي أي وسيلة سوى اللجوء إلى المناطق الجبلية القريبة من الحدود التركية ظنا منهم أنها المناطق الأكثر أمنا بعد أن أغلقت تركيا أبوابها أمامهم فلم يعد لديهم أو وسيلة سوى البقاء قرب الحدود وإنشاء مخيمات عشوائية.

علي أحد سكان هذه المخيمات فر من الغارات الروسية على بلدته ولم يعد لديه أي مأوى سوى الجبال قرب الحدود التركية يقول لموقع أخبار الآن: "خرجنا بسبب القصف الروسي الكثيف والقنابل التي تستخدمها روسيا والأسلحة التي تدمر كل شيء، لم نشهد مثل هذه الغارات والقصف من قبل، توقف النظام عن البراميل فجاءت روسيا بأسلحة أشد فتك من البراميل، أنا الآن أقوم بتجهيز خيمة هنا قرب الحدود عالأقل لأحمي عائلتي وأطفالي من هذه الغارات وهذه الأسلحة التي تستخدمها روسيا وقوات الأسد، لم يبقى لدينا منازل بعد قصفها وتدميرها ولم يعد لدينا أي مأوى أو ملجأ سوى هذه الجبال".
ومع ارتفاع أعداد الفارين من الغارات الروسية وقصف قوات الأسد تقوم بعض الجمعيات بإنشاء مخيمات على الشريط الحدودي مع تركيا، إذ شهدت منطقة الصفيات وهي منطقة محاذية تماما للشريط الحدودي شهدت إنشاء عدة مخيمات لإستقبال العائلات مئات النازحين عن منازلهم.

إمرأة عجوز تبحث بين الخيم عن من يساعدها في إيجاد وسيلة للدخول إلى تركيا، تمشي وحيدة لا يوجد معها أحد تسأل كل من تراه أمامها : " هل تم فتح الطريق إلى تركيا؟ تسأل شاب أخر في المخيم "يا محمد فتحوا الطريق إلى تركيا، كيف فيني إدخل يا ابني أنا ما فيني أقعد هون لحالي ما معي حدا".

تقول هذه الكلمات قبل أن تمضي لتكمل بحثها عن أحد يساعدها في إيجاد ضالتها، مشهد أخر قرب الخيم بعض الأطفال يلعبون يلهون ويضحكون رغم الظروف القاسية التي يعيشون بها إلا أنهم يشعرون بالأمان هنا ولا يخشون أي غارات أو قصف من قبل القوات التابعة للنظام، أطفال يبتسمون يضحكون يرقصون وكأنهم وجدا ضالتهم أخيرا مكان أمن بعيد عن القصف حتى لو كان هذا المكان بين الجبال وتحت الأشجار وفي المناطق الوعرة.

طفلة ترقص مع أخرى وتقفز فرحا وهي تراقب إحدى الطائرات الروسية تقصف في مناطق لا تبعد عنهم كثيرا لكنهم يدركون أن هذه الطائرات لا تجرؤ على التقدم إلى الحدود التركية لأن المضادات التركية تنتشر قرب الحدود وستقوم بإستهداف هذه الطائرات فورا وإسقاطها كما فعلت تركيا سابقا عندما أسقطت طائرة روسية إخترقت الأجواء التركية لوقت قصير.

عبد الحميد أحد العاملين في المخيمات ومساعدة النازحين داخل سوريا يقول لموقع أخبار الآن: "بعد التهجير القصري الذي نتج عن إستهداف المخيمات والقرى الأمنة التي كان تكتظ بالسكان والأهالي، تم إنشاء هذه المخيمات البديلة هنا على الشريط الحدودي في هذه المنطقة التي نأمل أن تكون أمنة وبعيدة عن قصف قوات الأسد والغارات الروسية".

ويضيف عبد الحميد : " وبما أن تركيا لم تستطع فتح حدودها أمام كل هذه الأعداد الكبيرة من النازحين، قمنا بإنشاء المخيمات لتأمين مآوى لكثير من العائلات ".

وكشف عبد الحميد  عن محاولة أكثر من 2500 شخص الدخول إلى تركيا عبر خربة الجوز إلا أنهم فشلوا في ذلك ولم يتم إدخال سوى الحالات الطارئة فقط،

ويؤكد عبد الحميد أن هذه المناطق الحدودي باتت تكتظ بمئات النازحين حتى المخيمات في الداخل باتت خطرة بعد إستهداف الغارات الروسية لعدد من المخيمات داخل سوريا بعيدة عن الحدود تم إستهدافها بالطيران الروسي والقصف من قوات الأسد ".
طفلة تلعب مع إختها قرب خمتيهم الصغيرة، تتابع الطفلتان معركة وصراعا بين الديوك، بعض النازحين أحضر معه دجاج عله يستفيد منها، أو تساعده قليلا على العيش في هذه المناطق النائية، الطفلتان تتابعان معركة بين الديوك للتسلية وإمضاء بعض الوقت، تضحك الفتاة وتحتضن إختها الصغيرة يبدو واضحا أن أكبر أحلامهما مكان آمن يلجآن إليه وعائلتهما ليعيشيان بأمان بعيدا عن صراعات أجبرتهم على النزوح من منازلهم مرات عدة، يتابعون صراعا من نوع أخر صراع بين الدجاج للتسلية … ليس صراعا يدفع ثمنه الألاف من الأبرياء.