أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (محمد كركص)
لا تزال معاناة السوريين الذين هجرتهم آلة القصف الأسدية وطائرات العدوان الروسي مستمرة، وخاصة نازحي ريفي حماة وحلب بعد القصف المكثف يومياً من قبل طائرات "العدوان الروسي" على بلداتهم وقراهم واتباع سياسة الأرض المحروقة.
مائتان وثلاثون عائلة جمعهم مخيم "معراتا" شرق مدينة "معرة النعمان" بريف إدلب، يروي قصة معاناة أهله بعدما دُمرت منازلهم وقراهم بسبب شدة القصف.
صعوبات الحياة في فصل الشتاء
تقول "أم أحمد" امرأة تجاوز عمرها الأربعين عاماً من أهالي "سهل الغاب": "الشتاء كان صعباً جداً علينا والمخيم يقع على هضبة، خيمنا كل يوم تتضرر بسبب مياه الأمطار، نعاني من البرد الشديد بسبب غلاء مادتي المازوت والحطب فاضطررنا لاستخدام أكياس النايلون والقش اليابس لتدفئة الصغار"، وأضافت أن الأمر الثاني والأصعب هو انتشار الأمراض بسبب قلة الأغذية والأدوية: "فلم نستلم حتى الآن أية سلة غذائية منذ ثلاثة أشهر، حتى أطفالنا باتوا بلا تعليم".
أطفال بلا تعليم
غالبية أطفال مخيم معراتا هم في عمر المدارس الابتدائية، وهم بأمس الحاجة للتعليم والرعاية الصحية، لكن الظروف القاسية أجبرتهم على مساعدة ذويهم في العمل والبحث عن لقمة العيش، البعض منهم يذهب منذ ساعات الصباح الباكر إلى الأراضي المجاورة للمخيم لقطاف نبتة "الخبيز" وبيعها في القرى المجاورة بأسعار بخسة، ولكنها قد تكون سنداً جزئياً لهم ولذويهم، والعمل الآخر هو حواش "الشفلح" الذي يستخرج منه مواد تستخدم للأدوية وبيعه لأصحاب المعمل الطبية.
الوضع الصحي المتردي
كما ناشد أهالي المخيم المنظمات الطبية للإسراع وزيارة المخيم في أقرب وقت ممكن وتقديم اللقاحات للأطفال، في الوقا الذي يتخوف يه الأهالي من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير، حيث أكد أطباء أنه قد تم تسجيل أكثر من خمسة حالات للفيروس في الأيام الأخيرة بريف إدلب.
كما طالب أهالي المخيم أيضا بتغير الخيم التي يستخدمونها للسكن، لأن غالبيتها تمزقت وباتت غير صالحة للسكن بسبب تضررها الشديد من مياه الأمطار.
ويعاني سكان المخيم من اكتظاظ أعداد القاطنين داخل الخيمة الواحدة، حيث تجد العائلة بأكملها لا تكاد تسعها لاسيما وأن العائلات الريفية تتسم بكثرة عددها، وهو ما يخلق مشكلة أخرى تتمثل بعدم توافر الأغطية اللازمة التي تقيهم برد الشتاء القارس.
يقول "أبو عبدو" أحد سكان المخيم والنازح من ريف حلب الشمالي لمراسل الآن: "أوضاعنا صعبة جداً، خسرنا أرضينا وممتلكاتنا بسبب القصف الروسي، في كل خيمة يتواجد سبعة أو تسعة أشخاص والمخيم وضعه حرج، لا يوجد شيء للتدفئة ولا حتى أغطية. نشتري كل يوم صهاريج مياه للشرب ونبيع حليب الأبقار ولكنه ليس كافياً لتأمين كافة 30% من حاجياتنا".