أخبار الآن | درعا – سوريا (عبد الحي الأحمد)

 

أعلنت عدة فصائل في الجيش السوري الحر صباح اليوم الثلاثاء عن إطلاق معركة ضد قوات النظام بريف درعا الشمالي الغربي، المعركة التي تحمل إسم "وإن عدتم عدنا" تهدف إلى تحرير عدة نقاط في منطقة "مثلث الموت" الإستراتيجية التي تربط كلا من أرياف "درعا والقنيطرة ودمشق الغربية" وذلك بغية فتح الطريق باتجاه  "الغوطة الغربية" المحاصرة، حسب ما أعلنت الفصائل المقاتلة في بيان مشترك لها.

من جهته أكد المتحدث الإعلامي لألوية الفرقان "صهيب الرحيل" في حديثه لمراسل أخبار الآن بأن المعركة معد لها بشكل جيد وبحضور فصائل لها وزنها بالجنوب السوري، حيث رسمت الخطة التي تمكّن الفصائل المقاتلة من السيطرة على النقاط المحددة في أهداف المعركة مع الأخذ بعين الاعتبار المعوقات التي حالت دون تحريرها في المعارك السابقة.

وعن تسمية المعركة تحدث الرحيل بأن: "دلالة التسمية جاءت لتعبّر عن الحال الذي يسيطر على الوضع السوري حيث يجتمع عدد من أقوى دول العالم لقتال الشعب السوري الذي لم يزل صامدا ولن يسمح للجنسيات الأجنبية باحتلال أرضه فكلما عادوا الكرة أعدنا كرّتها بقدر استطاعتنا".

كما أشار "الرحيل" إلى أن جميع الفصائل المشاركة في هذه المعركة توحدت تحت علم وشعار الجيش السوري الحر لتتجاوز بذلك التبعية للفصائل.

جدير بالذكر أن قوات الأسد بقيادة الحرس الثوري الإيراني كانت قد أحرزت تقدما في منطقة مثلث الموت منذ مايقارب العام، حيث أحكمت سيطرتها على عدة نقاط وتلال هامة في المنطقة أهمها تلول "فاطمة وتل غرين وبلدة دير العدس" بعد معارك عنيفة استمرت لعدة أسابيع . وتسعى فصائل الجيش الحر اليوم بشنها هذه المعركة إلى تحرير نقاط عدة وكسر حاجز الهزائم التي لحقت بالجيش الحر وخسارته عدة قرى ومدن في الآونة الاخيرة.

فصائل الجنوب السوري تعلن عن إطلاق معركة جديدة في منطقة مثلث الموت

قصف مكثف بالطائرات الحربية والمروحية

تزامنا مع المعارك الدائرة في منطقة مثلث الموت بين الفصائل المقاتلة من جهة وقوات النظام والميليشيات المساندة لها من جهة أخرى، شنّت الطائرات الحربية التابعة لسلاح الجو الروسي عشرات الغارات الجوية بالصواريخ الفراغية والعنقودية حيث تركز القصف على بلدات "كفر ناسج والمال وعقربا والطيحة والشيخ سعد والعالية" ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى من عائلة واحدة إضافة لعدد من الجرحى جلّهم من الأطفال.

كما طال القصف الجوي أيضا كلا من مدينة بصرى الشام وبلدات صيدا والمسيفرة بريف درعا الشرقي دون ورود أنباء عن سقوط ضحايا، فيما استهدف الطيران المروحي البلدات المحيطة بمنطقة مثلث الموت بأكثر من عشرين برميلا متفجرا أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى.

يأتي ذلك فيما تشهد محافظة درعا حركة نزوح غير مسبوقة نتيجة احتدام المعارك وكثافة القصف الجوي الذي تسبب بتهجير أكثر من 100 ألف مدني عن منازلهم، حيث لجأت آلاف العائلات إلى القرى الأكثر أمنا في عمق المناطق المحررة والتي تغص بالنازحين فيما توجهت مئات العائلات إلى السهول والوديان هربا من آلة القصف العشوائية.