أخبار الآن | إسطنبول – تركيا (إيهاب بريمو)

تعد الأسواق والبازارات في مدينة إسطنبول من ضمن المعالم التراثية التي تستقطب الأتراك والسياح الأجانب والعرب ولاسيما السوريين نظرا لأن الأسواق في سوريا قد تم إنشاؤها بناء على النمط المعماري العثماني القديم، مثل أسواق الحميدية والبزورية في دمشق وغيرها.

يعد "البازار الكبير" أحد معالم الجذب السياحي الآسرة في مدينة إسطنبول، حيث تجد الآلاف من المحلات التجارية المتنوعة والنابضة بالحياة، فعند التجول في البازار الكبير من السهل أن تضل طريقك داخل متاهته ويعد هذا البازار الضخم، أحد أكبر الأسواق المغطاة حول العالم حيث يغطي أكثر من ستين شارعا، ويضم أكثر من ثلاثة آلاف متجرا.

السوق التركي وذاكرة السوريين

السوق المصري يعتبر جزءا مهما من الحضارة العثمانية العريقة ومحط أنظار السياح العرب والأجانب. أما بالنسبة للسوريين فهو النسخة التركية عن سوق "البزورية" في مدينة دمشق حيث يلاحظ التشابه الكبير بينهما، التجول في هذا السوق يشكل متعة حقيقية للزائر حيث البضائع الجذابة المتعددة وأصوات البائعين ينادون من كل صوب والكل يتفنّن بعرض بضاعته بالشكل الذي يقنع الناس بالإقبال عليها. سمي السوق المصري بهذا الإسم لأن معظم التجار الأتراك كانوا يجلبون بضاعتهم من مصر خاصّة التوابل والحبوب. يقع السوق مقابل ميناء الأمينونو، بالقرب من الجامع الجديد أو ما يعرف بالتركية ب "ييني جامع". للسوق المصري ستة مداخل، وفيه حوالي ١٤٠ متجرا، قسم منها للذهب، والهدايا، والألبسة، ومعظمها للمكسرات، والحلويات، والتوابل، والأعشاب، والمواد الغذائية المتنوعة.

السوريون والبازارات في إسطنبول .. أسواق بطعم الوطن

أسواق بطعم الوطن

نسبة السوريين في مدينة إسطنبول باتت كبيرة جدا وخصوصا الشباب الحالمين بحياة كريمة بعيدا عن أجواء الحرب الدائرة في سوريا، فمعظمهم يعمل في الورش والمعامل وقسم منهم يعمل في الأسواق حسب خبرتهم باللغة التركية أو الإنجليزية وخاصة في البازارات لأن معظم زوار البازارات والتي تعتبر معالم سياحية هم من الأجانب والعرب بقصد التسوق.

"محمد الحلبي" شاب تخرج من قسم اللغة الانكليزية في جامعة حلب في بداية 2012 وبسبب ظروف الحرب اضطر أن يترك عائلته في حلب والمضي نحو درب الخلاص، يعمل محمد في أحد محال بيع الألبسة في البازار الكبير بدوام لا يقل عن 12 ساعة يوميا بمرتب لا يتجاوز الألف ليرة تركية، يقول: "أعمل في البازار بالرغم من حملي لشهادة جامعية لكنني لم أحظ بفرصة عمل مناسبة في مجال دراستي وأنا سعيد جدا في العمل، فالمكان يشبه "سوق المدينة" في مدينة حلب، هنا أشعر بالراحة أشعر بقربي من عائلتي أشتم عبق الماضي، وأنهى محمد الحديث بعبارة "في المساء أذهب الى إسطنبول لأنام والصباح الباكر أعود الى مدينة حلب من خلال السوق" ولا أتمنى أن أعمل في مكان آخر.

أما "حسين خالد" الذي يعمل في إحدى المطابع في منطقة الفاتح، فهو متزوج ولديه طفلين، يقول بأنه في كل يوم عطلة يأخذ عائلته ويذهب إلى سوق مصر "السوق في غاية الروعة ويذكرني كثيرا بسوق الحميدية من خلال الأسقف والأعمدة المحيطة به، عدا ذلك هناك العديد من محال التوابل والصابون، فزوجتي تحثني على الذهاب من أجل شراء العديد من مستلزماتنا اليومية من هناك .. البازار بمثابة العودة إلى الماضي وأنا أتنفس عبق سوريا وأسواقها من خلاله".

وبدورها "أم خليل" ربة منزل، جاءت من مدينة دمشق منذ سنة ونصف، عبّرت عن القليل من السعادة عند ذهابها إلى البازارات قائلة: "لا شيء يعوضنا عن عبق ياسمين الشام وأسواقها لكن هناك تشابه كبير في الأسواق من ناحية الشكل والتصميم لكن مع اختلاف اللغة" وأضافت أنها تذهب كل فترة الى أحد البازارات وتسترجع ذاكرتها في أسواق دمشق وتأمل من الله أن يعم السلام والأمان على سورية".

بالرغم من التشابه الكبير بين الثقافة العربية والتركية من خلال الأسواق والبازارات الشعبية، يحلم السوريون بالعودة إلى وطنهم وأسواقهم وذكرياتهم الجميلة في بلد تسمى بلد الياسمين ما زالوا يتنفسون من أثيرها.