أخبار الآن | درعا – سوريا (عبد الحي الأحمد)

تزامنا مع تصاعد وتيرة الهجوم البري لقوات النظام والميليشيات الطائفية الموالية لها، إضافة لكثافة القصف الروسي الذي يستهدف عشرات القرى والبلدات الخاضعة لسيطرة الثوار؛ شهد ريف درعا خلال الأسابيع القليلة الماضية موجة نزوح ضخمة وغير مسبوقة باتجاه القرى الأكثر أمنا في عمق المناطق المحررة، فيما تجمع الآلاف أيضا بالقرب من الشريط الحدودي مع الأردن.

مصادر ميدانية لأخبار الآن أفادت بأن أكثر من مائة ألف مدني فروا من منازلهم منذ إطلاق قوات النظام حملتها العسكرية على مدينة "الشيخ مسكين" أواخر شهر ديسمبر الماضي وصولا إلى سيطرتها على بلدة "عتمان" يوم الجمعة، كما أفادت المصادر بأن معظم النازحين هم من بلدات "الغرايا والصورة وعلما والشيخ مسكين وعتمان وإبطع" والتي بات بعضها خاليا من السكان بشكل كامل.

حيث شنت الطائرات الروسية قرابة 800 غارة جوية استهدفت هذه البلدات خلال الفترة الممتدة من الثامن والعشرين من شهر ديسمبر إلى الخامس من شهر فبراير الجاري ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.

وفي اتصال أجراه مراسل أخبار الآن مع الناشط الإعلامي "إبراهيم عياش" من بلدة الغرية الغربية تحدث قائلا: "إن الغارات الروسية على ريف درعا وبالأخص على بلدة الغرية الغربية تسببت بموجة نزوح كبيرة جداً باتجاه القرى الأكثر أمنا، حيث هجر أكثر من 15 ألف مدني من هذه البلدة لوحدها، ويواجه النازحون مصاعب عديدة في ضل الظروف الجوية القاسية وبرودة الطقس في المنطقة، علماً أن معظمهم من الأطفال والمسنين".

وأردف عياش: "لم نسجل أي تواجد للمنظمات الإغاثية حتى الآن باستثناء الدفاع المدني الذي قدم مساعدة كبيرة للأهالي باخلائهم هم وحاجياتهم الضرورية من البلدة".

وناشد "عياش" جميع القرى التي توزع عليها النازحون بتأمين المساعدات الإنسانية العاجلة والمساكن ووضع حد لبعض المستفيدين من أزمات النزوح الذين يتقاضون الآلاف كأجارات للبيوت الفارغة.

آلاف اللاجئين على الحدود

وتشهد محافظة درعا موجة نزوح هائلة، حيث لا يزال الآلاف من اللاجئين السوريين ينتظرون بالقرب من منطقة رويشد على الحدود السورية الأردنية إذ تقدر أعدادهم بقرابة 15 ألف لاجئ يفترشون الأرض منذ عدة أشهر بإنتظار إدخالهم إلى الأردن؛ التي تسمح بدخول عدد محدود بشكل يومي لا يتجاوز مائة شخص، على الرغم من توافد العشرات من اللاجئين بشكل يومي إلى هذه النقطة التي يعتبر الوصول إليها خطرا بحد ذاته كونها تقع في الجهة الجنوبية من محافظة السويداء ويتوجب على اللاجئين المرور بمناطق تسيطر عليها اللجان الشعبية التابعة للنظام السوري إضافة لمرورهم بمناطق يسيطر عليها تنظيم داعش.

دعوات دولية لإيقاف الهجمات العسكرية

الحملات العسكرية التي تسببت بنزوح عشرات الآلاف من السوريين عن قراهم في حلب ودرعا بدأت تلقي بظلالها على المجمتع الدولي الذي يقف مكتوف اليدين أمام المأساه الإنسانية في سوريا.

حيث أعرب الاتحاد الأوروبي، عن قلقه من الأنباء الواردة من سوريا حول موجة النزوح الجديدة البلاد، في ظل تصاعد الغارات الروسية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية وتضم مدنيين.

وشدد “خريستوس ستيليانيدس” المسؤول عن المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات في المفوضية الأوروبية، في بيان له، يوم السبت، على ضرورة وقف الحرب، ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة، والعمل على إيجاد حل سياسي في سورية.

ودعا ستيليانيدس إلى “التعقل وحماية المدنيين، وإرسال مساعدات إنسانية للمحتاجين تحت رعاية المنظمات الدولية.

وأضاف المسؤول الأوروبي، أن نحو 15 ألف شخص نزوحوا، مؤخرا، من مناطقهم في حلب نحو الحدود التركية، جراء احتدام المعارك، إضافة إلى حركة نزوح في محافظة درعا جنوبي البلاد.