أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (غرفة الأخبار)

 

في اليمن، يخوض داعش و تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية حربا واسعة النطاق للقضاء على بعضهم البعض. الحرب فيما  بينهم قائمة في المدن و المناطق النائية كما في مواقع التواصل الاجتماعي.

تلك الحرب تكشف لنا حقيقة كلا التنظيمين الإرهابيين و تذكر اليمنييين بضرورة الوقوف في وجههما.

وضع  داعش نصب عينيه اليمن قبل فترة طويلة ، وكان هذا مرجحا بسبب تلقيه ضربات متتالية في كل من العراق و سوريا ،  لكنه أيضا دفعته إلى ذلك وفاة زعيم القاعدة في اليمن ناصر الوحيشي و تحول تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية إلى تنظيم ضعيف بقيادة غير فعالة. 

انتهج داعش أسلوبا أساسيا في  تسلله إلى أراضي القاعدة بتحويل أفراد القاعدة إلى جواسيس يعملون لمصلحته، و أدت هذه الاستراتيجية الخطيرة إلى إلحاق ضرر كبير بالتنظيم، و مع ذلك، فإن الأمور لم تبد على ما يرام بالنسبة لداعش في اليمن  حيث أصيب هيكله بانشقاقات نتيجة العوامل التالية:

– فشل القيادة.
– صرف النظر عن شكاوى اعضاء التنظيم بحق قياداته.
– سوء إدارة العمليات و التي أدت إلى لمقتل أعضاء التنظيم.
– ضعف التركيز و التنظيم.

و قد دفع هذا الوضع بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة  العربية إلى إطلاق حملة واسعة في وسائل التواصل الإجتماعي لتشويه صورة داعش في اليمن، فتنظيم القاعدة شعر بالتهديد بسبب داعش في اليمن وهو يعمل الآن على تدمير داعش قبل النهوض ثانية لتنفيذ أجندته المتعلقة في اليمن.

و هنا يظهر الخاسرون الحقيقون، و هم الناس الأبرياء القابعون في مناطق تحت تهديد داعش او تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وللعودة إلى الوراء لابد أن نشير إلى أن:

عمليات الاعدام التي نفذها داعش لرجال من قبيلة العولقي تعتبر من أسوأ جرائم التنظيم في البلاد. إذ أن العولقي كان قد طلب تحكيم المسألة و عرضها على محكمة شرعية إلا أن تظيم داعش رفض ذلك.

في حزيران الماضي, قام أعضاء من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب باغتيال حسين العيدروس و هو أمام و خطيب مسجد حزم في مديرية شبام في محافظة حضرموت. و كان جريمتة الوحيدة بأنه أمام سني يعارض احتلال التنظيم للمنطقة.

وأيضا فإن محاولة الاغتيال الأخيرة بحق محافظ عدن اظهرت بأن داعش و القاعدة يستهدفان الحكم و يهدفان إلى منع عودة الاستقرار إلى اليمن.

الحرب بين داعش و تنظيم القاعدة في اليمن تعتبر مدمرة و محرجة للتنظيمين الإرهابييين . و يجب أن تكون أيضا بمثابة دعوة للقبائل اليمنية للتوحد بدلا من الاعتماد على تنظيمات إرهابية تعمل فقط على تدمير بعضها البعض.

لا داعش ولا القاعدة  يضمران الخير لليمن ، فأجندات التنظيمين لا تذهب أبعد من نية تدمير البلاد و تدمير التاريخ العريق و  المواطنين الأبرياء ليس لدى التنظيمين أي شيء لتقديمه لا بل يعملان على سلب القليل الذي تبقى لليمن. 

للمزيد كام معنا من لندن البراء شيبان  باحث و محلل سياسي