أخبار الآن | واشنطن – الولايات المتحدة – (صحف)

أكد سفير الدولة لدى الولايات المتحدة، يوسف مانع العتيبة، أن دولة الإمارات تتحمل مسؤوليتها في التصدي للتطرف والإرهاب إلى جانب حلفائها، من خلال مشاركتها المجتمع الدولي في التصدي لهذه الظاهرة في العديد من مناطق العالم.

وقال العتيبي في كلمته خلال منتدى الحوار العسكري المشترك السنوي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، إن الإمارات تعتبر ملاذاً آمناً، لما تتمتع به من استقرار وتسامح.. في وقت يشهد فيه محيطـُها المجاور تحديات وأزمات.

وأكد أن «طبيعة الشعب الإماراتي وقيادته جبلت على الوحدة وحب الخير للآخرين، والانفتاح في العقلية والعقيدة والأسواق»، مشيراً إلى أن هناك مليون إماراتي، ونحو ثمانية ملايين وافد أجنبي يشكلون كل جنسيات العالم، ويعيشون ويعملون في سلام ووئام، في ظل إحدى أكبر الدول الاقتصادية في المنطقة.

وقال «نحن نرى أن المرحلة المقبلة من التقدم تعتمد على إحياء هذه المنطقة، والإمارات ترفض فكرة أن تظل رهينة لصراع دائم في الشرق الأوسط، لأننا نعتقد أن هناك مساحة كافية في الجغرافيا والدين والاقتصاد للجميع».

ودعا العتيبة، الشعوب والبلدان إلى مواجهة التحدي الذي يفرضه التطرف والعدوان في المنطقة فداعش يمثل أكبر وأكثر الأخطار الملحة اليوم، ويجب القضاء عليه.

وأوضح أنه في ما يتعلق بالحرب ضد داعش والتطرف، فمن وجهة نظرنا أن داعش، يشكل تهديداً لوجود وكيان المنطقة، لأنه سرطان مستشرٍ يضعف أجساد الدول، ويؤجج التوترات الطائفية، وهو السبب المباشر للموت والخسائر وتشريد ملايين الناس الذين في أغلبيتهم من المسلمين.

ولفت إلى العمل البطولي والتضحيات التي قدمها رجال ونساء قوات الإمارات المسلحة. وقال إن «الإمارات ظلّت تخوض معركة الحرب ضد الإرهاب، منذ سنين واليوم تفعل ذلك، وهي على استعداد لفعل وبذل المزيد».

وأكد أن الدولة «تعمل على قطع الأكسجين الذي يحتاج إليه المتطرفون للتنفس والبقاء على قيد الحياة، حيث اتخذت خطوة قوية لحرمانهم من المال والمقاتلين الأجانب، بجانب العمل على معالجة القضية من جذورها بالتواصل مع الشباب قبل انجرافهم في بحر التطرف ومنع المتطرفين من اختطاف الإسلام».

وشدّد على أن داعش لا يمت بأي صلة للإسلام، والحرب ضده ليست حرباً ضد الإسلام، بل على العكس تماماً، إنها معركة لإنقاذ الإسلام من جماعة الموت التي تريد خطف الدين كله لتروج لأيدلوجية الكراهية والجريمة والقتل. ودعا جميع المسلمين إلى أن يتولوا زمام المبادرة في هذا الصراع.

وقال «إن المسلمين يفخرون بدينهم، وملتزمون برسم طريق بديل للتقدم والمستقبل، ولذلك قامت الدول الإسلامية بقيادة السعودية بتشكيل تحالف جديد، لتنسيق الجهود على جميع الصعد لمكافحة التطرف، فيما لم تدع المعارضة الساحقة لداعش في العالم الإسلامي مجالاً للشك في تعريف وكشف من هو الذي يختطف الدين».

وأكد أن دحض عقيدة داعش والقضاء عليه، «يتطلب أكثر من قوة، وهذا يقودنا إلى الجبهة الثالثة، والأكثر أمداً في القتال ضد داعش».

وأشار إلى أن دولة الإمارات بادرت إلى تقديم رؤية جديدة للشباب المسلم والمنطقة تتمثل في بديل أيديولوجي لا يخشى الحداثة ويستشرف المستقبل.

والتزاماً منها بسياسة الانفتاح والتسامح، أكد أن الإمارات تسعى إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة، تقوده وتدعمه مؤسسات أكاديمية عالمية مرموقة.

وحول العلاقة مع إيران، أوضح العتيبة، أن الإمارات جادة في إيجاد علاقات أكثر سلمية ومثمرة مع إيران.

وأشاد بجهود الرئيس الأميركي باراك أوباما، ووزير خارجيته جون كيري، لقيادة الجهود الرامية للتصدي لخطر برنامج إيران للأسلحة النووية، معرباً عن أمله أن تنتهز إيران هذه الانفراج التاريخي، وتلتزم مجدداً بالاستقرار الإقليمي، واحترام سيادة الدول الأخرى.

وقال «لكننا لم نرَ إلا مزيداً من العدوان الإيراني في المنطقة».

واستعرض العتيبة، بعض الأمثلة من خلال الأخيرة تجربة الإمارات في اليمن، حيث اعترضت السلطات اليمنية خلال أغسطس الماضي، شحنة إيرانية متجهة إلى مأرب تحتوي على أجهزة ومعدات اتصال عسكرية، ومنشورات باللغة الفارسية.. بجانب اعتراض قوات التحالف خلال سبتمبر الماضي باخرة شحن إيرانية في بحر العرب، وعلى ظهرها صواريخ مضادة للدبابات ومنصات إطلاق صواريخ، إضافة إلى رصد أواخر أكتوبر قوارب سريعة في البحر الأحمر لتهريب الأسلحة لميليشيات الحوثي في اليمن.

وبيّن أن الدبلوماسية نجحت في إنفاذ الاتفاق النووي مع إيران، ويمكنها أيضاً أن تنجح في معالجة سياسات إيران الإقليمية الاستفزازية، إذا ما قمنا جميعاً بتطبيق المستوى نفسه من الإلحاح والإرادة والقيادة، مؤكداً أنه من المهم أيضاً أن تعمل واشنطن بجد على تنفيذ شروط الاتفاق النووي بصرامة، وحمل إيران على تحمل مسؤوليتها والوفاء بالتزاماتها الدولية «وهذه تمثل أفضل طريقة لإقناع إيران قبول منظومة سلمية جديدة في الخليج العربي».