أخبار الآن | الريحانية – تركيا (وضحى عثمان)
في العقد الأخير من القرن الماضي تنامى الوعي بقيمة الإنسان، هدفاً ووسيلة في منظومة التنمية الشاملة، وبناء على ذلك كثرت الدراسات والبحوث والمؤتمرات التي عقدت لتحديد مفهوم التنمية البشرية وتحليل مكوناتها وأبعادها، كإشباع الحاجات الأساسية، والتنمية الاجتماعية، وتكوين رأس المال البشري، أو رفع مستوى المعيشة أو تحسين نوعية الحياة. وتستند قيمة الإنسان في ذاته وبذاته إلى منطلقات قررتها الديانات السماوية التي تنص على كرامة الإنسان والذي جعله الله خليفة في أرضه ليعمرها بالخير والصلاح، ولقد ترسخ الاقتناع بأن المحور الرئيس في عملية التنمية هو الإنسان.
المؤسسة السورية للتنمية
وعلى ذلك، في ظل الظروف التي تمر بها سورية، اهتم السوريون بالتنمية البشرية حيث قامت مجموعة من الشباب بإنشاء "المؤسسة السورية للتنمية" التي تهدف إلى إقامة دورات تنموية للسوريين وبشكل مجاني، وتختص تلك الدورات بالمجالات التي تخدم السوريين في وضعهم الحالي كدورات التوعية الصحية، حيث يجب أن يكون كل فرد على دراية بالمعلومات الأولية مع غياب المشافي والكوادر الطبية في معظم الأحيان، وكان الهدف من دورة التوعية الصحية زيادة الوعي الطبي لدى المواطن السوري وتحسين كفاءة العاملين الصحيين إضافة إلى تطوير الواقع الصحي وزيادة خبرة العناصر الطبية بالأمور التمريضية والإسعافات والأولوية.
دورات متنوعة وتطوير مهارات
الفئة المستهدفة من الدورة هي كل شاب أو فتاة سورية ممن يحملون شهادة الإعدادية على الأقل، وكل من له خبرة طبية أو صحية يمكن تطويرها. ومن الدورات التي سوف تقام في هذا المجال، دورة فوتوشوب: منها التعريف بالبرنامج وخطوات التدريب العملي، استخدام الأدوات بشكل احترافي.
تستهدف هذه الدورة العاملين في المنظمات والجمعيات الإغاثية والعاملين في الدوائر المكتبية، كما أن هناك دورات توعية اجتماعية هدفها مساعدة النساء على التأقلم والعيش ضمن الإمكانيات الموجودة في ظل ظروف اللجوء.
يقول الطبيب "عبد الإله عبد العزيز": نهدف في هذه الدورة إلى تمكين السوريين من البحث عن وسائل بديلة والقدرة على اختلاق الحلول في أحلك الظروف، وقد أرسلنا العديد من دعوات الحضور لأشخاص من طبقات وبيئات مختلفة، وغالبيتهم حضروا. وستكون هنالك دورات ومنتديات أخرى فنحن نعمل جميعاً كجسد واحد دون كلل".
تقام الدورات في مقر المؤسسة السورية للتنمية في مدينة "الريحانية" جنوبي تركيا، وتشهد الدورات حضورا جيدا، ففي الندوة الصحية الأخيرة تم التقييم من قبل المتدربين وأكد المتدربون على رغبتهم بحضور دورات تعنى بأمور كهذه.
تقول "أسماء" إحدى المتدربات: "لقد قطعت مسافة طويلة لحضور هذه الدورة بعد توجيه دعوة لي، فالتدريب على أعمال وأفكار تخص الإنسان باتت حاجة ملحة في ظل الظروف التي نمر بها كسوريين، لاحظت أن الدورة استهدفت شريحة كبيرة من أبناء شعبنا من مثقفين وغيرهم، آمل أن تتطور مراكز التدريب في هذه المؤسسة وغيرها، كونها ستكون مفيدة بعد سقوط نظام الأسد في بناء الإنسان والأوطان.
إدارة المؤسسة أكدت على أنها ستسعى لتأمين آليات تتناسب مع التدريبات والدورات المقبلة، كما وعدت باستقطاب مدربين على قدر كبير من الخبرة في هذا المجال، وتوجهت الإدارة أخيراً بالشكر لأخبار الآن لتغطيتها الكبيرة في شؤون تُعنى بحياة السوريين في تركيا.