أخبار الآن | درعا – سوريا (عبد الحي الأحمد)

اندلعت صباح اليوم السبت اشتباكات عنيفة في مدينة "الشيخ مسكين" بريف درعا الشمالي الغربي بين فصائل الجبهة الجنوبية وقوات النظام المدعومة بالميليشيات الطائفية وطيران الإسناد الروسي حيث شنت الأخيرة حملة شرسة منذ ساعات الفجر الأولى في محاولة جديدة للسيطرة على المدينة الإستراتيجية.

الهجوم بدأ بإسناد جوي من الطيران الروسي الذي قصف المدينة بأكثر من خمسين غاراة جوية فيما حاولت القوات البرية التقدم من ثلاثة محاور وسط اشتباكات عنيفة جرت بين القوات المهاجمة وفصائل الثوار.

تفاصيل ومجريات المعارك

بدأ الهجوم بتغطية كثيفة من الطيران الحربي، حيث شن سرب من طائرات "السيخوي" الروسية سلسلة من الغارات بالصواريخ الفراغية والعنقودية تجاوزت 15 غارة جوية، أردفها قصف مدفعي وصاروخي عنيف من قبل قوات النظام المتمركزة على أطراف المدينة لتبدأ القوات البرية بعد ذلك بالتقدم من ثلاثة محاور وهي محور كتيبة النيران على الجبهة الشمالية الغربية للمدينة، ومحور اللواء 82 شمالاً، بالإضافة لمحور طريق قرفا في الجنوب والجنوب الشرقي من المدينة.

دارت بعد ذلك ها اشتباكات عنيفة مع فصائل الجبهة الجنوبية على كافة المحاور تمكّن خلالها مقاتلو الجيش الحر من قتل وجرح العشرات من القوات المهاجمة إضافة لتدمير دبابتين، واستطاعت الفصائل المقاتلة صد محاولات التقدم على كافة المحاور  دون تحقيق أي تقدم ملموس لقوات النظام.

فيما قصفت عدة تشكيلات من الجبهة الجنوبية بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مراكز تجمّع الميليشيات الطائفية داخل بلدة "قرفا" بشكل مكثف، كما طال القصف أيضا كلا من الفوج 175 واللواء 12 بالقرب من بلدة "إزرع" في محاولة لتخفيف الضغط عن فصائل الجيش الحر داخل مدينة الشيخ مسكين.

 

استغلال الخلافات بين الفصائل

لم تكن محاولة قوات النظام للتقدم اليوم عبثيا، حيث استغلت القوات المهاجمة حالة الاحتقان بين فصائل الجبهة الجنوبية من جهة وحركة المثنى الإسلامية من جهة أخرى؛ والتي أخذت منحى التصعيد مؤخرا بعد رفض حركة المثنى تسليم عدد من أمرائها وعناصرها للمثول أمام "محكمة دار العدل" إثر تورطهم بسلسلة من عمليات الاختطاف والاغتيال.

واستمر التصعيد في المواقف إلى أن أقدمت "حركة المثنى" أمس الجمعة إلى قطع طريق الإمداد الوحيد باتجاه مدينة "الشيخ مسكين" أمام عدة فصائل كبرى تتبع للجبهة الجنوبية منها فرقة أحرار العشائر وفرقة شباب السنة وجيش اليرموك وعدد آخر من الفصائل، حيث منعت المؤازرات من الوصول إلى المدينة ما وجد فيه النظام وحلفائه فرصة لا تعوض للمبادرة بشن هجوم بري على الأحياء التي لا تزال تخضع لسيطرة الثوار.

"محمد الرفاعي" الناطق الإعلامي لجيش اليرموك أفاد لمراسل أخبار الآن بأن جيش اليرموك لم يستطع إرسال أية تعزيزات اليوم لمدينة الشيخ مسكين حيث تستمر الحركة بقطع الطرقات المؤدية للمدينة فيما تستمر العناصر المرابطة منذ أكثر من إسبوع بالتصدي اليوم لقوات النظام حيث لم يستطع جيش اليرموك إجراء عملية تبديل للعناصر المنهكة وإرسال تعزيزات إضافية.

كما أردف الرفاعي قائلا: "إن ما يدمي القلب هو وجود عدد من الشهداء والجرحى في معارك اليوم، نحتاج إلى وساطات لكي نتمكن من إرسالهم إلى ذويهم، حتى أن الكثير من عناصر حركة المثنى سئموا من هذه التصرفات من قبل قياداتهم".

وأشار الرفاعي إلى قدرة المقاتلين الموجودين داخل مدينة الشيخ مسكين على الصمود في وجه قوات النظام وحلفائها والتحول من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم.

يذكر أن فصائل من الجبهة الجنوبية كانت قد أصدرت عدة بيانات أمس الجمعة طالبت من خلالها حركة المثنى الإسلامية بإزالة الحواجز التي وضعتها في محيط مدينة الشيخ مسكين خلال مدة أقصاها 24 ساعة، حيث توعدت فصائل الثوار بالرد القاسي إذا لم تتم إزالة الحواجز وفتح الطرقات أمام أرتال التعزيزات التي أرسلها الجيش الحر لمدينة الشيخ مسكين.

ارتفاع خسائر النظام خلال الحملة العسكرية

تمكنت فصائل الجبهة الجنوبية خلال المعارك المتواصلة منذ انطلاق الحملة العسكرية على المدينة في الثامن والعشرين من شهر ديسمبر الماضي، من تكبيد قوات النظام وحلفائها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، حيث تجاوز عدد قتلى النظام وفق مصادر ميدانية لأخبار الآن أكثر من مائتي قتيل وعشرات الجرحى إضافة لعدد كبير من الأسرى، فيما تمكّن الجيش الحر من تدمير ست دبابات وعربتي شيلكا وعدد من العربات المدرعة دون أن تثمر الحملة عن أهدافها، حيث تتمسك فصائل الجبهة الجنوبية بمدينة الشيخ مسكين وترفض الانسحاب.

لليوم 27 على التولي .. قوات النظام تفشل في "الشيخ مسكين" وتتكبد خسائر فادحة