أخبار الآن | حماة – سوريا (خليل يونس)

عانت مدينة حماه في الأيام الأخيرة من موجة برد وصقيع شديدة، في ظل ما تشهده المدينة من تقنين قاس في الكهرباء، وفوق ذلك ارتفاع أسعار الوقود وندرتها، والتي هي بالأساس يتحكم في سوقها شبيحة النظام الذين يطلق عليهم البعض لقب "شبيحة المازوت".

البرد يجتاح المدينة

كانت قد انتشرت عبر وسائل إعلامية متعددة، أخبار حول منخفض جوي شديد سيصل إلى سورية، وقد استقبل الحمويون، كسائر السوريين بالطبع، هذه الأخبار بقلق كبير، إذ لا تتوافر لدى معظم سكانها الذين وصلوا إلى أعتاب الثلاثة ملايين، ما يساعد على التعامل مع هذا المنخفض.

"تقنين الكهرباء يأكل معظم ساعات النهار، والمازوت غدا أحد أحلامنا العزيزة، لهذا عندما سمعنا عن هذا المنخفض القاسي شعرنا بالإحباط. نظرت إلى أولادي، ماذا أستطيع أن افعل لهم؟" يقول "أبو ميس" من سكان المدينة.

وحول هذا المنخفض يتحدث الرجل الخمسيني "أبو راغب": "درجات الحرارة وصلت إلى ما تحت الصفر .. لقد ضربت المدينة موجة صقيع قاسية ترافقت مع نسمة شديدة البرودة، كنت لا أشعر بوجهي ولا حتى بيديّ عندما أخرج إلى عملي. فكرت بأحفادي الصغار، كان وقع هذا كبير علي! كل ما استطعت فعله لهم أنني أخذت لهم بعض الأغطية من بيتي. أنا أتحمل، لكن هم ما ذنبهم أن يعيشوا هذا البؤس كله؟!".

المدارس.. معاناة مضاعفة!

تشهد مدارس حماه ضغطاً كبيراً إثر ضغط النزوح إليها، المدينة كانت تعاني على هذا الصعيد قبل أن يتضاعف عدد سكانها، فكيف سيكون الحال الآن إذاً؟. لكن يبدو أن هذا الضغط قد خفّ قليلاً إثر موجة البرد الأخيرة.

"سامي" مدرس في أحد المدارس الابتدائية يتحدث لأخبار الآن: "مخصصات التدفئة للمدارس غير موجودة، منظر الأطفال يدعو إلى البكاء حقاً! عندما تدخل إلى الصف ترى الطلاب وكأنهم قطعة جليد واحدة، جامدين في مكانهم، لا يستطيعون الحركة من البرد الذي ينهش أجسادهم وتفكيرهم، ينظرون إليك وعيونهم كلها رجاء وتساؤل: هل فعلاً لا يوجد حل لهذا الجنون الذي نعيش به؟! العديد من الطلاب تغيّب عن المدرسة نتيجة موجة البرد الأخيرة، الدروس تعطلت تقريباً رغم أن الامتحان النصفي صار على الأبواب، في الأسبوع الأول من عام 2016".  

بدوره "أبو ميس" يتحدث عن معاناة الأطفال في المدارس: "عندما أذهب لتوصيل طفلتيّ إلى المدرسة، أمسك كل واحدة منهن بيد، وأفرك على يديها لعل الدم يسري فيهما ويشعران بقليل من الدفء. أتحدث إليهما ولكنهما لا تجيبان طوال الطريق! في إحدى الصباحات لم أكمل طريقي ورجعت معهن إلى البيت. لقد دخلت إلى المدرسة في إحدى المرات لكي أرى كيف الوضع فيها، شعرت أنني أدخل إلى ثلاجة! تكلمت مع المدير، فأخبرني بأن هذه هي الحال، ولا حول ولا قوة! حفلة تعذيب جماعية بحق هؤلاء الأطفال تحصل في المدارس الآن".