أخبار الآن | دمشق – سوريا (آية الحسن)

عندما تفكر بأن تسأل مواطنا سوريا مازال يعيش في سوريا اليوم ولم يخرج منها بعد، "بماذا تحلم؟"  يتبادر إلى ذهنك بأن كلمة "حلم" أصبحت بالنسبة للشعب السوري كلمة غير ذات قيمة، أو لها قيمة كبيرة ولكن في مكان مختلف. ولكن إذا حاولنا أن نفكر أكثر بذلك فيما لو حلم المواطن السوري، فبماذا يحلم؟

وعند الوقوف على المعاني التي يفكر فيها السوريون بمختلف فئاتهم وتنوعاتهم داخل وخارج سوريا من بعد أن تسألهم "ماذا تحلم؟" يمكنك استنباط الكثير من المعاناة واليأس بعد تغير سقف الأحلام والآمال وانقلاب حال الحلم المعهود والمتعارف عليه. ولكن المفاجئ في الأمر كان ببراءة الإجابة وببساطتها، وقد قمنا برصد وكتابة كل الأجوبة التي حصلنا عليها ممن سألناهم، وقد وجب التنويه بأننا لم نختر فئة معينة وأهملنا الأخرى بل حاولنا أن نسمع إجابات الجميع.

ما هو حلمك الآن

تعمدنا الاختلاف في الأعمار والاتجاهات والمعارف، حيث قمنا بطرح السؤال على المارة في شوارع دمشق، أطفال صغار وشيوخ كبار، حتى تواصلنا مع بعض السوريين في الخارج عن طريق الفيسبوك لطرح عليهم سؤال إشكالي مثل: (بماذا تحلم اليوم) واكتشفنا بأن الأمر إشكالي جداً عند الأشخاص على اختلاف مشاربهم من الأجوبة التي صادفتنا، حيث يمكن وصف بعضها بالعادي والمتوقع والبعض الآخر بالمفاجئ والاستثنائي. إليكم نماذج من الشرائح التي قدمنا لها السؤال وما كان جوابها.

حلم أهالي دمشق

– عمر 22 عاما يدرس إعلام في جامعة دمشق، بماذا تحلم اليوم: (يضحك) طبعًا أحلم بمستقبل جيد لي أستطيع أن أكون فيه ماأريد.

– بسمة 16 عاما طالبة ثانوي قالت عندما طرحنا عليها السؤال: أحلم بأن أدخل الجامعة قبل أن أموت بقذيفة أو شظية طائشة.

– أجابت أمل 40 عاما ربة أسرة، أحلم  بأن يرزق الله زوجي 1500 دولار لكي يتمكن من السفر إلى ألمانيا.

– آلاء 21 عاما طالبة اقتصاد قالت بأنها تحلم بأن تنتهي الأزمات العالمية دون أن تحدد أي نوع من الأزمات تقصد.

– قال أبو أحمد 42 عاما مستهزئاً بسؤالنا، بماذا نحلم يا آنسة؟ الله يرحم أيام الأحلام.

– خالد 30 عاما عاطل عن العمل، أحلم بأن أجد عملا محترما لأطعم أولادي.

– صفاء 25 عاما، أحلم كل يوم بأن أعود إلى بيتي، كل يوم أستيقظ من الحلم مبتسمة أرى نفسي مع زوجي وأولادي في البيت.   

– مرام 18 عاما تحلم بأن يصل أبوها وأخوها إلى اليونان بخير وسلامة. 

– جابر 10 سنوات أحلم بأن أصبح طيارًا حربيًا.

– أبو موفق 60 عام لا أحلم بشي إلاّ سلامة الوطن وسيد الوطن لأن هذا أهم وأكبر أحلامنا.

– عُلا 23 عاما أحلم بأن أطير في الهواء.

– مصطفى 14 عاما أحلم بأن أغني على مسرح كبير.

– أم علي 44 عاما أحلم بأن ينصر الله قائدنا على الإرهاب.

– محمد 26 عاما قال بأنه يحلم بأن يتذوق كل أنواع المأكولات في العالم.

– نور 7 سنوات تحلم بأن تلحق أبويها إلى السويد.

– فؤاد 16 عاما قال بأنه يحلم بامتلاك دراجة هوائية.

حلم المهاجرين

على اختلاف وتعدد الأحلام التي عبر عنها هؤلاء الأشخاص بكل بساطة إلاّ أنها كانت أكثر شفافية وعقلانية من تلك التي سمعناها من كل من سألناهم عن أحلامهم وقد كانوا قد غادروا سوريا بعد عام 2013، وارتبطت أحلامهم بسوريا.

فور ورود هذا السؤال عليهم كانوا يجيبون تلقائيًا بأجوبة عامة. فمثلاً:

– عصام 28 عاما قال بأن حلمه أن تعود سوريا  لما قبل 2011.

– هالة 50 عاما كان حلمها أن تعود إلى بيتها في سوريا.

– سوزان 35 عاما قالت بأن حلمها أن يتمكن كل السوريين من الوصول إلى أوروبا.

– أحلام 32 عاما قالت بأنها فقدت معنى الحلم بعد الخروج من سورية وأصبحت تعيش بلا معنى. 

– حسام 44 عاما قال بأنه يحلم بأن يجتمع مرة أخرى مع أصدقائه الشهداء في دمشق.

– سلمى 25 عاما تحلم بأن تشارك بإعادة إعمار سورية بعد أن تنتهي من دراستها.

لربما نفاجئ كيف أن السوريون في الخارج يتمنون أشياء كثيرة تخصهم وفيها سوريا بالضرورة أكثر من أولئك الذين مازالوا يعيشون فيها. ولكن من الممكن اعتبار بأن تلك البساطة التي عبروا فيها عن أحلامهم كفيلة بأن تجعل أرواحهم أكثر تحررا من القتل والدمار الذي يعيشون فيه. فلا خوف على السوري الذي مازال قادرا على الحلم لأنه بالضرورة قادر على أن يصنع حياة أفضل أينما سيكون.