أخبار الآن | أ ف ب – فيينا – (تحرير: أحمد قرقش)                              

بدأت محادثات دولية جديدة بشان التوصل الى حل سياسي للنزاع في سوريا مساء اليوم الخميس في فيينا بلقاء بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري والايراني محمد جواد ظريف.

والتقى الرجلان اللذان سبق وان عملا معا أثناء المفاوضات التي أدت إلى اتفاق هذا الصيف على الملف النووي الايراني، في فندق فخم في العاصمة النمسوية، ما يدل على تقدم كبير في موقف الولايات المتحدة التي كانت ترفض منح طهران مكانا على طاولة المفاوضات حول سوريا.

كما سيلتقي مساء اليوم ايضا وزراء الخارجية الاميركي والروسي والتركي والسعودي في جولة ثانية من المحادثات الرامية لايجاد حل للنزاع السوري ستتوسع الجمعة لتضم دولا اخرى بينها للمرة الاولى ايران، الحليف الاقليمي الابرز للنظام السوري.

وبعد اجتماع اولي الجمعة الماضي في فيينا، يعقد اجتماع رباعي بين وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وكيري، والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون سينيرلي اوغلو مطلع مساء اليوم لمناقشة آفاق التسوية في سوريا، حيث اوقعت الحرب الأهلية أكثر من 250 الف قتيل منذ 2011.

كما سيشارك في محادثات الجمعة دبلوماسيين من دول اقليمية واوروبية مثل وزراء خارجية لبنان جبران باسيل ومصر سامح شكري، وبريطانيا فيليب هاموند وفرنسا لوران فابيوس ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فديريكا موغيريني.

وستكون هذه اول مشاركة لطهران في اجتماع دولي حول الازمة السورية، اذ انها في 2012 لم تشارك في مؤتمر جنيف-1 حول سوريا ودعوتها للمشاركة في محادثات جنيف-2 في 2014 عاد وسحبها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اثر اعتراض الولايات المتحدة والسعودية، كما ذكرت الخارجية الايرانية.

وفي موسكو، قال لافروف قبل مغادرته متوجها الى فيينا، "تمكنا في النهاية من جمع الجميع حول طاولة واحدة دون استثناء، اللاعبين الرئيسيين (في الملف)، والاعضاء الدائمين في مجلس (الأمن) وإيران ومصر ودول الخليج والعراق". 

ومن المفترض أيضا ان يلتقي ظريف الخميس.

وصرح فابيوس الخميس امام البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ ان "المؤتمر مرحب به انه لامر جيد ان نلتقي".

واضاف "قد يكون هناك اتفاق على الوسيلة لكن اتفاقا حول الجوهر، فانه لسوء الحظ، لا يزال من السابق لأوانه، وسيكون هناك بالتأكيد عدد من الجلسات".

وحتى الان، ليس من الوارد مشاركة الحكومة السورية والمعارضة في هذه المحادثات.

وتختلف ايران الشيعية والسعودية السنية –القوتان المتنازعتان في المنطقة– علنا في مواقفهما بشأن سوريا. فطهران تدعم النظام السوري ماليا وعسكريا فيما تدعم المملكة العربية السعودية فصائل المعارضة وتشارك في الضربات الجوية في اطار التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مواقع تنظيم الدولة الاسلامية.

من جهتها تطالب روسيا منذ بدء النزاع في سوريا في 2011 بضرورة اشراك ايران في اي محادثات حول سوريا، لكن الولايات المتحدة ظلت ترفض بحزم اي مشاركة ايرانية قبل ان تعلن الثلاثاء بصورة مفاجئة تليين موقفها.

وفي فيينا حدد كيري صباح الخميس، عدة مقابلات قبل الاجتماع الرباعي، بما في ذلك مع المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا، ستيفان دي مستورا.

وكان صرح قبل مغادرته الى النمسا، ان التحدي المطروح "ليس أقل من سباق للخروج من الجحيم" مشيرا الى ان هذه المحادثات تمثل "الفرصة الاكثر وعدا للتوصل الى انفتاح سياسي".

وكان جون كيربي المتحدث باسمه اوضح "يمكننا أن نتوقع أن أشياء مثل دور (الرئيس السوري) بشار الأسد في المرحلة الانتقالية سيتم مناقشتها وهناك نقاش حول مدة هذا الانتقال. يمكننا أن نسأل كل طرف عن المدة التي ستسغرقها المرحلة الانتقالية بحسب اعتقاده".