أخبار الآن | درعا – سوريا ( أسامة زين الدين)

برز اسم لواء "شهداء اليرموك" وقائده "أبو علي البريدي" الملقب بـ "الخال" في الفترة الأخيرة كأحد أكبر الفصائل الموالية لـ"داعش" في المنطقة الجنوبيّة. يسيطر اللواء على منطقة حوض اليرموك في محافظة درعا، وتعتبر قريتا جملة والشّجرة هما معقله الأساسي. يقدّر عدده ب 250-500 مقاتلا أغلبهم يرتبطون مع قيادات اللواء بارتباطات عشائريّة وأهليّة.

بدأ اللّواء طريقه كأحد تشكيلات الفصائل الكثيرة في درعا التي تتلقّى الدّعم من المجلس العسكريّ. لكن علاقاته ساءت مع المجلس العسكري بعد اختطافه عددا من جنود الأمم المتّحدة في المناطق المحاذية لهضبة الجولان آملا بفدية كبيرة، فتمّ قطع الدّعم عنه. وبعد أن ضاق الحال به لجأ إلى "داعش" أو محسوبين عليها، وتلقّى منهم دعما كبيرا وبدأ بتبنّي سلوكيّات وممارسات "داعش". أنكر الخال في مناسبات عدّة بيعته لها فيما بدا أنه مناورة تكتيكيّة من قبله لمراعاة ظروف البيئة الحورانيّة غير المرحبة.

على خطا "دواعش" الشّمال

بدأ لواء شهداء اليرموك يحذو خطوات "داعش"، فابتدأ بمنع تشكيل أي تشكيل جديد في منطقة نفوذه دون موافقته مهددا باستئصاله، وأنشأ محكمة خاصّة به ناقضا تعهّده لدار العدل بعدم افتتاحها، كما وظّف قضاة محليّين لتعويض النّقص الحاصل عنده في المحكمة، وأنشأ شرطة إسلاميّة شبيهة بدائرة الحسبة مهمّتها كما قال بيان إنشائها حفظ الأمن الدّاخلي للمسلمين وتنظيم شؤونهم.

رافق ذلك استقباله للمنشقّين عن جبهة النّصرة والملتحقين بـ"داعش" ومنهم شرعيّون من جبهة النصرة، وعناصر من حركة المثنّى الإسلاميّة، وأمّن لهم الحماية، وسلمهم مناصب شرعيّة وبدؤوا بضخّ الفكر المغالي ضمن صفوف عناصره.

يقول "أبو محمد" عامل من حوض اليرموك أن الخال بدأ بتنظيم دورات شرعيّة وأرسل شرعيّيه إلى المساجد ليخطبوا فيها، وينشروا على الملأ فكر اللّواء، وانتشرت خطب تكفير الجيش الحر والشّماتة به وبشهدائه، وقال أنه لن يذهب إلى خطبة جمعة خطيبها يكفّر أبنائه وأبناء أخيه.

الخال والأهالي

بدأ الخال بالتّضييق على الأهالي بفرض رؤيته للدّولة الإسلاميّة، فبدأ بتوزيع اللباس الباكستاني على الأهالي، وحض النّساء على الالتزام بالنّقاب الذي قامت عناصره بتوزيعه أيضا، ومنع التّدخين ضمن مناطق نفوذه.

الأمر المستهجن والذي لم تعهده العقليّة العشائريّة في حوض اليرموك هو قيام شرطة الحسبة التّابعة للخال بمعاقبة المخالفين بجلدهم على العلن، وصلبهم في أقفاص حديدة توضع في وسط البلدة، تشهيرا بالمخالفين وجعلهم عبرة لباقي الأهالي. لم يستسغ الأهالي الأمر فهاجموا في نهاية الشّهر الماضي أحد الأقفاص لإخراج المعتقل منه، واشتبكوا مع عناصر الحسبة مما أدّى لمقتل اثنين وجرح طفل منهم. أعقب ذلك فرض تجوال فرضه الخال على المنطقة، وهدّد بأن شرع الله سيطبق في منطقته، داعيا المعترضين إلى المغادرة وواصفا إيّاهم بال "خوارج"!

الاستراتيجيّة الإعلامية

يصف الإعلامي "أبو زيد" التّغير الملحوظ في سياسة لواء شهداء اليرموك الإعلاميّة، حيث نشط على تويتر منبر الجهاديين الأول بدل الفيس بوك، وبدأ بإصدار تقارير وصور عن سير الحياة الطبيعيّة في المنطقة، وتكتّم على عمليات الجلد والحبس في الأقفاص والتظاهرات التي شهدتها المنطقة، حتى لا يثير الرّأي العام ضدّه. كما حضرت أعلام "داعش" ولباسها وأناشيدها ومصطلحاتها والتغني بانتصاراتها والدّفاع عنها بشكل لا لبس فيه في خطاب مكتبه الإعلامي.

ورغم أن شهداء اليرموك أظهر شماتة واضحة في معارك الجيش الحرّ الخاسرة، ونقدا عنيفا واتّهامات بالكفر والردّة له خاصّة بعد فشل معركة عاصفة الجنوب، إلا أنه لا يزال ينفي عن نفسه بيعة "داعش" بشكل رسمي

سياسة الاغتيالات

بعد إعلان جيش الفتح في درعا الحرب على لواء شهداء اليرموك، وإصدار دار العدل أمرا بإحضار قادته للمحاكمة، اشتعلت المواجهات بينهما منذ ما يزيد عن خمسة أشهر، لم يتمكّن فيها جيش الفتح من استئصاله وسط اعتزال فصائل الجبهة الجنوبيّة قتاله بضغوط خارجيّة. اعتمد الخال أسلوبا دفاعيّا متمركزا في معقله الذي يعرف جغرافيّته، واستقدام تعزيزات وخبرات وأموالا من "داعش"، واستطاع أن يصدّ أغلب هجمات جيش الفتح.

اعتمد الخال سياسة الاغتيالات في مواجهة خصومه، حيث حاول اغتيال القائد العسكري في النّصرة أكثر من مرّة بزرع عبوات ناسفة له، وتمّ اغتيال نائب رئيس دار العدل، وجرت عدة محاولات فاشلة لاغتيال رئيسها الشّيخ "أسامة اليتيم" يعتقد أنه هو ورائها.